الصفعة الأولى لمحور المقاومة، طرد أمريكا من العراق
في الذكرى الرابعة لاستشهاد الحاج قاسم سليماني، أظهرت التفجيرات الإرهابية في مدينة كرمان (1) مرة أخرى مدى صحة وصواب الحجة الرئيسية لمحور المقاومة المتمثلة في منع الحروب الدموية من قبل الجماعات الإرهابية داخل حدود إيران. إذا نظرنا بعناية إلى أحداث الأشهر الأخيرة في منطقة غرب آسيا، فسوف نفهم مدى خطورة الخلايا الإرهابية التي تعمل سراً في بلدان غير مستقرة مثل أفغانستان على أمن الجغرافيا الإيرانية ولماذا قامت إيران في السنوات العشر الماضية بتطوير ذاتها أمنياً وقدمت آلاف الشهداء سعياً للقضاء على الجماعات الإرهابية.
من المواضيع التي أثيرت بعد الحادث الإرهابي في كرمان الرد القاسي على مرتكبي وقادة هذا العمل الشنيع، فالأمر الذي أصدره قائد محور المقاومة كان أبعد من الانتقام القاسي(2)، بمعنى أن مستوى أعلى من الرد على هذا العمل الإرهابي يجري التخطيط له الآن.
وفي جغرافية المنطقة في غرب آسيا، تعد الولايات المتحدة، التي لها عدة قواعد، أحد الأهداف المشروعة لهذا الرد القاسي. وينبغي توضيح أن الرد القاسي لا يقتصر على العمل العسكري ضد العدو، بل مجموعة من الأعمال التي تتراوح من الإجراءات القانونية في الحكومات ذات التوجهات المقاومة إلى العمليات العسكرية في البيئة الأمنية التي تشمل محور المقاومة.
إحدى القضايا المهمة التي تسعى الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى متابعتها منذ سنوات هي قضية الإخراج القانوني للجيش الأمريكي من الأراضي العراقية والإسلامية. إن حجة البنتاغون للإبقاء على القوات العسكرية الأمريكية في العراق هي مكافحة الإرهاب و تدريب الجيش العراقي، ولهذا يعزى التواجد العسكري لهذه القوات في العراق.
العراق من الدول التي حاولت جاهدة طرد آخر فلول الجيش الأمريكي في بلاده طوال السنوات القليلة الماضية، ومع أحداث الأسبوع الماضي، أصبحت هذه القضية مرة أخرى هي القضية الأكثر سخونة في هذا البلد(3).
بدأت مجريات الأحداث عندما هاجم الجيش الأمريكي مقر قوات الحشد الشعبي في وزارة الداخلية العراقية بطائرة بدون طيار واغتال عدداً من قادتها، وهذه الحادثة لها أبعاد مهمة جداً يجب التحقيق فيها.
1. لقد انتُهكت سيادة العراق مراراً وتكراراً من قبل الجيش الأمريكي في السنوات الأخيرة، مما ألحق ضرراً كبيراً بالكرامة الوطنية للبلاد، وشعب هذا البلد غاضب للغاية بشأن هذه القضية.(4)
2. تتعرض حكومات العراق، الواحدة تلو الأخرى، لضغوط من خلال التدخلات العرضية من قبل الولايات المتحدة، ولا تستطيع تحقيق الاستقرار الاقتصادي والسياسي الكامل في هذا البلد كما كان الحال في الماضي.
وتسببت هاتان القضيتان في إثارة الحديث عن إخراج الجيش الأمريكي من العراق في الأوساط السياسية والاجتماعية في هذا البلد. وبحسب مستشار رئيس الوزراء العراقي، ينبغي تسريع المفاوضات الخاصة بانسحاب قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
وهذه المرة، ومع الاستقرار السياسي النسبي لهذا البلد، يمكن أن تؤتي خطة انسحاب القوات الغربية ثمارها في هذا البلد بجهود المجلس التشريعي في العراق.
وبشكل عام فإن انسحاب القوات التابعة للولايات المتحدة من العراق سيعتبر أول صفعة من محور المقاومة للمحور الغربي ويمكن أن يكون رداً قاطعاً على الأعمال الغادرة التي تقوم بها هذه الدولة في دعم قتل الصهاينة للأبرياء في غزة وكذلك العمليات الإرهابية لمدينة كرمان، وكما ذكرنا في هذا السياق. لن يرد محور المقاومة على العمليات الإرهابية الإسرائيلية بعمل واحد أو اثنين فقط، بل بسلسلة من الإجراءات التي سيتخذها محور المقاومة ضمن جغرافية سيطرته ضد هذا النظام وسيرد على سلسلة الاغتيالات العمياء لهذا الكيان الغاصب، فأميركا، من ناحية، لا تريد أن تطال نار هذه الحرب جانبها، ومن ناحية أخرى، إذا لم تتحرك، فإن حليفها الاستراتيجي، النظام الصهيوني، سيعاني من مشاكل كبيرة.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال