الطائرات المسيرة الايرانية تفرح الاصدقاء وتغيظ الأعداء 28

الطائرات المسيرة الايرانية تفرح الاصدقاء وتغيظ الأعداء

تعتبر الطائرات المسيرة الايرانية احدى اوراق ايران الرابحة في مواجهة اعدائها وأداة من أدوات توطيد العلاقة مع الاصدقاء.

قبل 10 أعوام من الآن قال وزير الدفاع الاميركي الاسبق روبرت غيتس في مقابلة مع قناة سي ان ان انه من المشجعين بقوة لاستخدام الطائرات المسيرة، وربما لم يعلم هذا الوزير ان هذه الطائرات ستصبح في يوم من الايام كابوسا يلاحق الاميركيين في الشرق الاوسط وغيرها من المناطق.

بعد مضي اسبوع على زيارة الرئيس الاميركي جو بايدن الى المنطقة اعلن قائد القوات الجوية في قوات سنتكوم الاميركية الارهابية في المنطقة الجنرال الكسوس غرينكوفيتش، والذي يعتبر ايضا قائد قاعدة العديد الاميركية في قطر، في مقابلة صحفية ان من اهم مهامه هو التصدي للطائرات المسيرة الايرانية واعادة التفوق الجوي الاميركي في المنطقة قائلا “ان المهام الملقاة على عاتقي من قبل الجنرال كوريلا (قائد قوات سنتكوم الارهابية) هو البحث عن طريقة لاستعادة سيطرتنا في الجو ودرء هذا الخطر”.

ولم يكن مستغربا ان تكلف البنتاغون الجنرال غرينكوفيتش للتصدي للمسيرات الايرانية فكلام هذا القائد العسكري الاميركي يأتي في سياق ما اعلنه قائد القوات الارهابية الاميركية في المنطقة في العام الماضي . وقد اعترف الجنرال ماكنزي في شهر مارس الماضي اثناء جلسة استماع للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ بفقدان التفوق الجوي للجيش الاميركي امام ايران في المنطقة.

وقال ماكنزي ان المسيرات الصغيرة والمتوسطة الحجم والمسلحة التي تستخدمها ايران وحلفائها في المنطقة هي “خطر جديد ومعقد لقواتنا وشركائنا وحلفائنا، ولأول مرة منذ الحرب الكورية (في الخمسينيات) نحن ننفذ عملياتنا من دون تفوق جوي كامل وطالما لم نطور شبكة لرصد وتدمير المسيرات فهذه الميزة يحتفظ بها المهاجم”.

ولم يقتصر القلق الذي يبديه المسؤولون الاميركيون على ما ذكرناه آنفا، فقبل اسبوعين من الآن ادعا مستشار الامن القومي للبيت الابيض جيك سوليفان ان روسيا تعتزم شراء مئات الطائرات المسيرة القتالية من ايران وان ايران ستقوم بتدريب القوات الروسية على استخدام هذه المسيرات.

ان رغبة روسيا التي تعتبر من أكثر الدول تطورا في القضايا العسكرية والتسليح في شراء المسيرات الايرانية لها دلالات عميقة واثارت دهشة بعض المحللين وزادت من قلق الاميركيين . لقد صدرت ايران في السابق طائرات مسيرة الى فنزويلا واثيوبيا ايضا كما دشنت في شهر مايو الماضي مصنعا لصنع طائراتها المسيرة في طاجيكستان من طراز “ابابيل 2” .

ان البنية التحتية للطائرات المسيرة الايرانية تعود الى فترة الحرب الايرانية العراقية المفروضة حينما كانت ايران تواجه مشاكل حتى في شراء الاسلاك الشائكة (وهي من ابسط المشتريات العسكرية) من الخارج. لقد تعلمت ايران من تلك الحرب انها لايمكنها ان تعول على الآخرين للحفاظ على امنها. فعندما كانت الصناعات العسكرية الايرانية تنمي قدراتها وتطور منتجاتها رويدا رويدا وبمساعدة المراكز العلمية والبحثية الداخلية، كانت دول المنطقة تصرف دولاراتها النفطية المتراكمة على شراء الاسلحة الاميركية وهي اسلحة اثبتت فشلها عند اختبار الحرب ولم توفر لهم الامن والامان . ان الهجوم الذي شنه اليمنيون قبل 3 سنوات على منشآت آرامكو النفطية في السعودية والذي اوقف نصف انتاج النفط السعودي هو من ابرز نماذج فشل الاسلحة الاميركية المكدسة لدى السعوديين.

لقد استولت ايران ايضا على طائرات مسيرة اميركية وصهيونية عبر طرق مختلفة واستخدمت الهندسة العكسية لانتاج مثل هذه الطائرات ومن ابرز هذه الحالات هو اصطياد الطائرة الاميركية آر كيو 170 المتطورة التي حلقت من قندهار الافغانية ودخلت الاجواء الايرانية وانزلها الايرانيون سالمة لينتجوا فيما بعد طائرات مثلها.

ومن مميزات هذه الطائرات كلفتها المتدنية، فالطائرات المسيرة الانتحارية الفعالة التي يقال ان اليمنيين حصلوا على تقنية صنعها من ايران هي متدنية التكلفة في مقابل الدفاعات الصاروخية الاميركية الصنع والتي تمتلكها السعودية والامارات والتي قد اثبتت فشلها ايضا.

والان وباعتراف الاميركيين انتهى عهد تفوقهم الجوي في المنطقة وهذا التفوق الجوي كان يمثل اليد الاميركية العليا طوال عقود في العالم وعندما زود الاميركيون قواتهم بالطائرات المسيرة ازدادت قوتهم وتفوقهم الجوي كما ان الكيان الصهيوني قد استخدم هذه المسيرات لاغراض القتل والارهاب والاغتيالات لكن الامور تتجه بسرعة الان نحو توازن القوى والان تحلق المسيرات التابعة للمقاومين اللبنانيين والفلسطينيين فوق رؤوس الصهاينة.

لم يألوا الاميركيون جهدا لوقف التطور الايراني في مجال الطائرات المسيرة وحتى قاموا بربط المفاوضات النووية بقضية الطائرات المسيرة والصواريخ والنفوذ الاقليمي لايران لكن ايران كانت اذكى من ان تقع في هذا الفخ التفاوضي.

نعم في عالم الغاب اليوم، قد أصبح الايرانيون ايضا من المشجعين بقوة لاستخدام الطائرات المسيرة.

 

المصدر: فارس

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال