ومن أهم أساليب قوی الاستکبار في تحقيق أهدافهم خلق الانقسام بين الدول الإسلامية وإثارة الحرب بينها. هذه القوى تحاول في الوهلة الأولى تضخيم الفروق بين الأعراق والأديان المختلفة، ثم تحويل هذه الخلافات إلى مشكلة رئيسية للمسلمين، وإسناد الخطأ الذي يرتكبه عدد قليل من الجهلة إلى انعكاس واسع على جميع أتباع ذلك الدين، وبعد انفصال المسلمين، تحرضها على الحرب وبالتالي نشوب الحرب الأهلية بينها.
يمكن اعتبار أحد أهم تصرفات العدو في مجال التفرقة، محاولة خلق الشرخ الطائفي وما ينجم عنه من تضارب الأهداف والمصالح بين دولتي العراق وإيران. تتبع الولايات المتحدة هذا النهج المثير للانقسام في الغالب، لأن العلاقات طويلة الأمد بين دولتي إيران والعراق والقواسم المشتركة الدينية والتاريخية بين الجانبين وفرت أرضية جيدة للغاية لتحسين المستوى الحالي للعلاقات‘ کما يميل مسؤولون رفيعو المستوى العراقيون إلى إيران، وهذا عكس ما قصده الأمريكيون وعملاؤهم على صعيد المنطقة.
إن ملحمة عاشوراء لها مكانة مهمة للغاية في تحقيق قيم الحضارة الإسلامية وبالتأكيد تلعب مسيرة الأربعين دورًا بارزا في إحياء تعاليمها وقيمها وتقويتها وكذلك نقلها، لذلك أهم علامة وسبب لهزيمة الولايات المتحدة وأعداء الإسلام الآخرين في مجال إنشاء الانقسامات بين إيران والعراق‘ هي المشاركة بمسيرة الأربعين الملحمية. يعرف العدو أن زيادة التضامن بين المسلمين سيؤدي إلى إفشال مؤامراته، والتضامن بين شعبي إيران والعراق وكل شيعة العالم في مراسم الأربعين الحسيني ثماره زيادة وتعزيز الروابط الدينية والثقافية بين الأمم وزيادة قوتها ضد العدو. هذا التضامن لا يؤثر فقط على العالم الإسلامي كما أنه كفوء للغاية في المجتمعات الإسلامية والشيعية، بما في ذلك بلادنا.
إن مسيرة الأربعين الحسيني الملحمية ترسل رسائل مهمة إلى العالم حيث يسعى أعداء الإسلام لمنعها من خلال خلق انعدام الأمن والانقسام. أولاً: إن الحركة الهائلة لهذه المسيرة تجعل من يسعى في المنطقة للتفرقة العنصرية والنفاق يعرفون أن المسلمين دائماً يقظين ولا يصمتون أبداً في وجه الأجانب، وأن الإسلام ينتشر عالمياً، ولهذا يطلق الأعداء مجموعات إرهابية وينشرون الإسلاموفوبيا، ولكن مع هذه الحركة العظيمة للمسلمين، تفشل خطتهم ولا يحدث أي انقسام بين الأمة الإسلامية، وخاصة بين دولتي إيران والعراق، بل الأخوة بين الأمة الإسلامية وهاتين الدولتين القويتين تتزايد يومًا بعد يوم. الرسالة الأخرى لهذا الاحتفال هي أن المسلمين يحبون أهل بيت الأطهار (ع) في أي موقف ومع أي تهديد، وبالتأكيد ستحقق الوعود الإلهية دائمًا وستكون الحكومة النهائية للعالم بيدالصالحين، ومن يسير على هذا الطريق سيكون نهايته خيرا.
المصدر ؛iuvmpress.news
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال