العين بالعين والسن بالسن والمحتل البادئ الأظلم..إلى أين سيأخذ إجرام الكيان الصهيوني المنطقة؟ 73

العين بالعين والسن بالسن والمحتل البادئ الأظلم..إلى أين سيأخذ إجرام الكيان الصهيوني المنطقة؟

في ظل تجاهل المجتمع الدولي منذ وقت طويل التصعيد الذي اشتد مع صعود حكومة الكيان الإسرائيلي اليمينية المتطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو، بما يشمل كل أنواع الإجرام دون استثناء تتجه الأوضاع في الأراضي الفلسطينية إلى الانفجار رغم الإعلان عن انعقاد جلسة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة التصعيد الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، المستمر منذ وقت طويل، ووصول مدير الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي آي إيه وليام بيرنز إلى تل أبيب، والزيارة التي يعتزم وزير الخارجية الأمريكي القيام بها للمنطقة.


وتأتي زيارات المسؤولين الأمريكيين في وقت تتصاعد فيه التوترات التي تفاقمت بسبب الأحداث الأخيرة في غزة وجنين وبالامس في القدس.


فلم تمض 48 ساعة على استشهاد تسعة فلسطينيين في أعقاب غارة على مخيم جنين للاجئين في الجزء الشمالي من الضفة الغربية، وأصيب ما لا يقل عن 20 فلسطينيا من بينهم مدنيون عزل ، حتى لقي ثمانية اسرائيليين مقتلهم في القدس المحتلة امس وأصيب آخرون في عمليتي إطلاق نار بمدينة القدس نفذهما فلسطينيان، ضمن موجة التوتر المتصاعدة بالأراضي الفلسطينية.


وحمّلت قيادة السلطة الفلسطينية حكومة الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية التصعيد في الأراضي الفلسطينية، بعد استشهاد 31 فلسطينيا خلال الشهر الحالي، ومواصلة الاستيطان، وضم الأراضي، وهدم البيوت، والاعتقالات، والاقتحامات للمسجد الأقصى.


وأشارت إلى أن التصعيد الإسرائيلي الحالي، نتاج لتنصل حكومة الاحتلال من الالتزام بتطبيق الاتفاقيات الموقعة، وانتهاكها لقرارات الشرعية الدولية، مؤكدة على أهمية الاستجابة العاجلة لدعوة الرئيس للحوار الوطني الشامل لتوحيد “الموقف لمواجهة التحديات التي تعصف بقضيتنا وشعبنا”.


وحذرت السلطة حكومة الاحتلال من الاستمرار بهذا النهج، الذي سيؤدي للمزيد من التدهور، مما يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة بأكملها.


ودعت المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية إلى إلزام حكومة الاحتلال الإسرائيلي بوقف أعمالها أحادية الجانب، “الأمر الذي يشكل المدخل العملي لإعادة الاعتبار للمسار السياسي بما يؤدي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين على حدود العام 1967 بما فيها القدس الشرقية”.


وكانت السلطة الفلسطينية قد قررت اعتبار التنسيق الأمني مع الاحتلال “لم يعد قائما اعتبارا من الآن”، معلنة إحالة ملف مجزرة جنين، الخميس الماضي، إلى محكمة الجنايات الدولية.


وجنين جزء من الأراضي الفلسطينية وفقا لقرارات الأمم المتحدة وأن هؤلاء الشباب الفلسطينين يكونون بذلك قد دافعوا عن أرضهم وفقا لهذه القرارات.


وعمليتا القدس أسفرتا عن خوف وارتباك أصاب الوسط الاسرائيلي، حيث أفادت وسائل إعلام عبرية، أن “هناك زيادة في عدد المكالمات التي وردت على خط الدعم النفسي للإسرائيليين، في أعقاب عملية أمس”، بمدينة القدس المحتلة.


ونقل موقع /واي نت/ العبري، عن المسؤولة في الدعم النفسي الإسرائيلي، ميخال ليف آري، أن “هناك زيادة هائلة في الاتصالات التي ترد بعد هجوم أمس”.


وأشارت إلى أنّ “غالبية الاتصالات جاءت من مكان ومحيط العملية، حيث أن العديد منهم يفكرون بما حدث بشكل كبير، ويعيشون حالة ذهول وخوف.


ويرى خبراء فلسطينيون أن من دلالات عمليتي القدس إمكانية الوصول لأهداف إسرائيلية والرد على عملياتها وإيقاع قتلى بأقل الإمكانيات، ما يؤشر لفشل العمليات والإجراءات العسكرية الإسرائيلية.


ويقول الخبراء، إن سيناريوهات عديدة متوقعة للرد الإسرائيلي تتراوح بين الإجراءات الميدانية بالتضييق على الفلسطينيين، أو بتعجيل طرح قوانين في الكنيست وخاصة ما يسمى “قانون الإعدام للأسرى”، أو تعزيز الاستيطان وإطلاق يد الجيش.


إن أبرز دلالات عمليتي القدس فشل الإجراءات العسكرية الإسرائيلية مهما بلغت من القوة في منع استهداف الإسرائيليين، حيث جاءت العمليتان في ظل نشر قوات إضافية للجيش، وفي أوج الاستنفار الإسرائيلي وفي منطقة خاضعة لسيطرته ولا وجود للسلطة الفلسطينية فيها.


وطابع العمليتين فردي وبالتالي لا يمكن للاستخبارات الحصول على معلومات مسبقة لمنعها، وليس هناك بنية تنظيمية يمكن استهدافها إما استباقيا أو كردة فعل.


وبراي الخبراء يتمثل الرد يتأثر بثلاثة عوامل: الحضور القوي لليمين الإسرائيلي في الحكومة، وتأثير العمليتين على الرأي العام الإسرائيلي، وتوجهات البيئة الدولية.


حيث ان وجود اليمين داخل الحكومة الإسرائيلية، يساعده في فرض مزيد من التوسع الاستيطاني بالضفة وإضفاء شرعية على بؤر استيطانية توصف بأنها غير قانونية.
وقد تشهد المنطقة “ج” والتي تشكل قرابة 60 بالمئة من الضفة وتخضع لسيطرة إسرائيلية كاملة، “توغلا إسرائيليا وتدمير الوجود الفلسطيني فيها”، سيما منطقة الخان الأحمر المقرر إخلاؤها شرقي القدس، ومسافر يطا (جنوب) ومنطقة الأغوار (شمال).


ووفق اتفاقية “أوسلو 2” لعام 1995، صنفت أراضي الضفة إلى 3 مناطق: “أ” تخضع لسيطرة فلسطينية كاملة، و”ب” تخضع لسيطرة أمنية إسرائيلية ومدنية وإدارية فلسطينية، إضافة إلى المنطقة “ج”.


ومن الخيارات المطروحة “تطبيق خطة الوزير المتطرف إيتمار بن غفير الهادفة لتغيير أوامر إطلاق النار “بما يمنح حرية مطلقة لعناصر الشرطة والجيش في استهداف الفلسطينيين، مع منح حصانة للجنود في قتل الفلسطينيين، وإعفائهم من المحاكمة على أفعالهم”.


ويرى المراقبون أن “نشر أي قوات جديدة لن يمنع العمليات، لكن في نفس الوقت يتوقع المزيد من الإجراءات وخاصة تقييد حركة الفلسطينيين في الضفة وعزل مناطق عن بعضها”.
وعلى الصعيد التشريعي قال النعامي إن “قانون الإعدام” والذي يستهدف أسرى فلسطينيين قتلوا إسرائيليين قد يعود إلى الواجهة مجددا، رغم معارضته من الدوائر الأمنية له.


ما قامت به الحكومة الإسرائيلية في جنين وذهابها إلى مربع الأمن بالعنف والتهديدات كانت نتيجته عملية في القدس، فبعد شهداء جنين، كان من المتوقع ردود فعل فلسطينية بمستوى الأحداث التي حصلت، في دلالة على أن القمع لن يثني الشعب الفلسطيني عن مقاومة الاحتلال.


كانت عملية القدس الجمعة “نوعية وأثرت بشكل كبير على خطط وتوجهات الحكومة الإسرائيلية، وأعادت الحسابات داخل المنظومة الأمنية والسياسية فيما يتعلق بالمستقبل.
وأهم دلالة لأحداث الساعات الأخيرة هو أن “التصعيد الإسرائيلي يقابله موقف نضالي وتصعيد فلسطيني”.


يعيش رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حصارا سياسيا داخل حكومته من متطرفيها، ومعارضة متصاعدة خارجها، إضافة إلى عدم الرضا الدولي عن حكومته سيحاول الخروج من المأزق، لكن الأمور ستتفاقم أكثر في الداخل الإسرائيلي، وتشهد حكومته مزيدا من الحصار والعزلة.


إن ما يجري في القدس وإسرائيل والضفة رد طبيعي على الجرائم الإسرائيلية المتواصلة، في الوقت الذي أزالت فيه إسرائيل القفازات عن يد الجيش، فإن الجانب الفلسطيني أزال القفازات عن أيدي المقاومين، مع دعم محدود من السلطة بوقف التنسيق الأمني ودعم كبير ومساندة من غزة.


ختاماً نجد أن الحراك الدولي المتأخر جداً وغير الفعّال، حتى الآن، سواء من مجلس الأمن الدولي أو من الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية، وتجاهل المجتمع الدولي للتحذيرات من ممارسات الكيان المحتل الاجرامية وتماديه فيها تنذر بالأسوأ وبأن المنطقة مقبلة على أوضاع من شأنها أن تهدد الأمن والاستقرار وخصوصا في ظل حالة عدم الجدية في فتح أي أفق سياسي ينهي الاحتلال ويحقق مطالب الشعب الفلسطيني المشروعة والعادلة.


المصادر:

1-https://cutt.us/P6Po9

2-https://cutt.us/7Fb9m

3-https://cutt.us/9plXi

4-https://cutt.us/w0xAX

5-https://cutt.us/pPswj


لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال