الفلسطيني يزرع في الارض الميتة الحياة وفي موته يخلق الحياة 60

الفلسطيني يزرع في الارض الميتة الحياة وفي موته يخلق الحياة

خلال الايام الاخيرة ضجت وسائل الاعلام بقضية الفيلم المصري اميره والذي يتحدث عن عملية تهريب لحيوانات منوية لاسير فلسطيني كي تزرع في رحم زوجته وبعد ان تلد المراة تكتشف ان الحيوانات المنوية كانت تخص ضابط مخابرات اسرائيلي.

ولنبدأ ذي بدأ من سذاجة الفكرة وجهل مخرج الفيلم وتفاهة الممثلين خاصة انهم لا يعلمون ان هذه النطفة قبل ان تزرع في رحم زوجة الاسير تمر باجراءات معقدة تبدأ بشهادة المهرب امام ثقات وبقسمه اليمين وبالتاكد من الاسير انها تخصه وباجراءات طبية ايضا لا تقل تعقيدا عن كل ذلك، اضف ان غالبية الحيوانات المنوية المهربة غالبا يتسلمها اما احد والدي الاسير من الاسير مباشرة او اشقاءه او زوجته نفسها ولا يتم تسليم هذه الحيوانات من الاسير الى اي شخص لا قرابة بينهما.

الفيلم والذي قرات عنه كثيرا يحاول (تعهير )هذه القضية والتشكيك بها، واذا كان لاحد مصلحة للتشكيك بقضية النطف المهربة فهو الاحتلال الاسرائيلي وعليه فأنا مضطر انا اشكك بالجهة المنتجة والذي تبين لي بعد البحث والتمحيص انها ليست عربية وانما اجنبية واجزم انها مرتبطة بالاحتلال الاسرائيلي، وبما أن الفيلم رشح لجائزة اوسكار فيصبح شكي اكبر بأن الهدف تشويه هذه الظاهرة لأن جائزة اوسكار لم تكن يوما جائزة نزيهة او محايدة او متجردة وانما هي جائزة تبحث دوما عن افلام تحقق هدف اصحاب الجائزة ليتم منحها لها.

اما ظاهرة النطف المهربة والتي حاربها الاحتلال الاسرائيلي بكل ما يملك من امكانيات فهي تتعلق باسرى فلسطينيين بعضهم قضى ربع قرن في الاسر واكثر وباتوا يبحثون عن حياة لهم خارج الاسر ولو تمثلت بطفل يحمل اسمهم ويشبههم، ويحسب للاسير عمار الزبن انه اول من قام بهذه الخطوة وكانت النتيجة مهند الطفل الذي يبلغ اليوم التاسعة من العمر، لتتوالى الحالات كي ايصبح لدينا العشرات من الاطفال الفلسطينيين الذين ولدوا لاباء خلف القضبان وصنعوا حياة لابائهم خارج السجون والاباء لم يبرحوا المعتقلات.

ما لا يعرفه منتجو الفيلم واصحاب فكرته الذين قبلوا ان يهينوا اطهر ظاهرة عرفتها البشرية الا وهي المقاومة الفلسطينية انه وقبل تهريب هذه النطف عرض الامر على رابطة علماء فلسطين بمن فيها من اساتذة وعلماء ومفكرين ورجال فتوى وظل هؤلاء لاشهر وفق ما اذكر حتى خرجوا بفتوى السماح للاسرى بتهريب الحيوانات المنوية لتلقيح زوجاتهم، وانا وصفتها يومها (بالفتوى الثورية ).

ان منتجوا الفيلم ومخرجه لا يعرفون فلسطين ولم يمروا يوما بالفلسطينيين كي يفهموا انهم يصنعون من الموت حياة ومن الرصاص قلائد لزوجاتهم ومن القنابل الغازية لوحات فنية ومن ساحات المعارك باحات للدبكة الشعبية، انا اوجه رسالتي الى نقابة الممثلين المصريين بوضع كل من شارك في الفيلم على اللائحة السوداء وكذلك من نقابة الممثلين الاردنيين ان تضع صبا مبارك على اللائحة السوداء وان تطرد كممثله اردنية ، يجب ان يعرف هؤلاء بانهم عبر سخافتهم اهانوا انبل ظاهرة بشرية والتي تزرع في ارض يريدها الاحتلال ميته الحياة .

فارس الصرفندي

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال