الجميع يعلم ان أمريكا دخلت سوريا وكذلك العراق، بطرق غير شرعية، وتسرق ثروات هذه البلاد بطرق غير شرعية أيضاً، وجميع سكان هاتين الدولتين، لا يرحبون بالقوات الأمريكية، وإن كان هناك فئة تتعاون معهم، فإما تحت الضغط والاجبار أو لمصالح شخصية بحتة.
على العموم ماذا تتوقع القوات الأمريكية خلال تواجدها في المنطقة؟. هل تعتقد أن السوريين والعراقيين سيلقون الورود والأرز على الدبابات الأمريكية التي جاءت لتسرق أراضيهم وتحرق محصولاتهم وتنهب نفطهم؟.
يجب على الولايات المتحدة الأمريكية ألا تتوقع أن غير الذي تعرضت له خلال الأسبوعين الماضيين، من استهداف لقواعدها وحتى جنودها، في شمال شرق سوريا.
الوجود الأمريكي على الاراضي السورية “غير شرعي”، ومن حق السوريين طرد القوات الأمريكية بجميع السبل الممكنة، لأن واشنطن هي المعتدي وعليها أن تتحمل نتائج اعتدائها واحتلالها لأراضي دولة ذات سيادة.
في الأمس تعرضت القواعد العسكرية الأمريكية في شمال شرق سورية، إلى هجومين جديدين، لتصبح الاستهدافات التي تعرضت لها القوات الأمريكية في سورية أربعة خلال أسبوعين.
الهجوم الأول خلال الساعات الماضية، كان في حقل الكونيكو بريف دير الزور الشرقي، عندما سقطت أربع قذائف هاون على القاعدة الأمريكية.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، أمس، قوله إن “هجوماً نارياً غير مباشر استهدف قوات أمريكية في شرق سورية، من غير إحداث أضرار مادية أو بشرية“.
أما الاستهداف الثاني، والذي جاء بعد ساعات، كان في حقل العمر الواقع جنوب غربي دير الزور، عندما تعرضت القاعدة الأمريكية هناك إلى عدد من القذائف الصاروخية.
وحسب مصادر محلية في شرقي سورية، فإن القصف استهدف محيط قاعدة حقل العمر النفطي الذي تتمركز فيه قوات التحالف الدولي بريف دير الزور.
وكان حقل العمر تعرض، في السابع من الشهر الجاري، إلى هجوم بطائرة مسيرة، قالت “قوات سوريا الديمقراطية” إنها تصدت لها.
وفي 28 من الشهر الماضي، تعرضت القواعد العسكرية التابعة للتحالف الدولي في حقل العمر لقصف صاروخي.
الواضح أن هذه الهجمات لن تتوقف وستستمر، خلال المرحلة المقبلة، حتى طرد آخر أمريكي على الاراضي السورية، لأن تواجدهم لم يقدم سوى الدم والقتل والفوضى، فهم لن ينشروا سوى الخراب أينما تواجدوا، ومثال ذلك واضح في كل من العراق وأفغانستان وفيتنام، وغيرها من الدول التي دمروها تحت شعار “نشر الديمقراطية“.
الديمقراطية الأمريكية التي تأتي على سلاسل الدبابات لا أحد يريدها ولا أحد يتنماها ولا يحلم بها، و ريثما ستخرج هذه القوات مذلولة من هذه الارض، وستسحب قواتها عاجلا ام آجلا، ويبدو ان خروجها اصبح قريبا بعد أن أصبح السوريين غير قادرين على تحمل المزيد من الاذلال الامريكي والسرقة القذرة لحقولهم النفطية.
الجيش السوري ربما لن يواجه امريكا بشكل مباشر في المرحلة المقبلة، لأن سوريا لاتزال تحل مشاكلها الداخلية وتدحر الارهاب من على اراضيها، ناهيك عن قوة الجيش الامريكي وانتشار قواعد له في كل مكان في المنطقة تقريبا، وبالتالي سيكون ردة فعلها انتقامية من الشعب السوري، في حال عجزت عن مواجهة الجيش السوري، لذلك سيكون الحل هو استهدافها من خلال فصائل المقاومة التي حققت نتائج مبهرة في العراق، واليوم هي فعالة بسوريا بطريقة جيدة، ومن غير المُستَبعد أن تكون هذه الهجمات المُتزايدة على القواعد الأمريكية في “حقل العمر” النّفطي السوري الأضخم في المنطقة هي بداية حرب عِصابات تشنّها فصائل سُورية مُكوّنة من أبناء القبائل العربية في المِنطقة.
الهجوم الاخير جاء لأن واشنطن تمادت بسرقة النفط السوري بالتعاون مع ميليشيا “قسد”، ورغم أن كل ما يقوم به الاحتلال الأمريكي غير أخلاقي وغير انساني وغير قانوني، إلا أن المنظمات الدولية والدول التي تدعي الديمقراطية لا تعلق اطلاقا على الانتهاكات التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا.
الاحتلال الامريكي لا يكتفي بسرقة النفط السوري، اذ يعمد مؤخرا لسرقة محاصيل القمح وتهريبها عبر المنافذ غير الشرعية باتجاه إقليم شمال العراق، ومنها ما يتم تمريره إلى مناطق سيطرة تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي والفصائل “التركمانية” في إدلب وشمالي سوريا، عبر الأراضي التركية.
قبل أيام أخرجت قوات الاحتلال الأمريكي رتلاً جديداً يضم آليات وصهاريج معبأة بالنفط السوري المسروق وعدداً من الشاحنات من قواعدها المنتشرة في الجزيرة السورية إلى الأراضي العراقية.
ما تقوم به واشنطن هو ارهاب اقتصادي، ويجب على العالم أن يتحرك حيال ما يحصل لأن استمرار واشنطن بهذا الاعتداء على كرامات الشعوب وسيادتها سيكلف العالم أكثر من ذلك في المستقبل القادم ولا يعتقد أحد أن على رأسه “خيمة” فالجميع مستهدف بالنسبة للولايات المتحدة وهي تريد سرقة جميع شعوب الارض لكي تُبقي اقتصادها بأفضل حال ممكن.
على سبيل المثال في سوريا واشنطن تسرق السوريين بشكل منظم منذ ان دخلت قواتها حدود البلاد، ولاسيما في شهر كانون الثاني حيث أرسلوا قافلة تضم حاويات مبردة و50 سيارة محملة بالشعير والقمح والمنتجات المسروقة من مستودعات شركة نماء.
ما يزيد الطين بلة، عدم سماح القوات الأميركية للمزارعين المحلين ببيع المحاصيل لمراكز الحكومة السورية، مع إرغامهم على بيعها بأسعار بخسة، وفي ربيع عام 2020، أضرمت الطائرات الأميركية النيران في محاصيل القمح الواقعة شمال شرق سورية، وحلقت على مسافة قريبة من منازل المزارعين ما سبب الذعر والخوف للمدنيين.
وكان انتاج سوريا من النفط الخام عام 2010 قد وصل إلى ما يقارب 360 ألف برميل يوميا، منها 100 ألف برميل يومياً من حقول مديرية نفط الحسكة برميلان شمال شرقي محافظة الحسكة، أما من القمح فكانت محافظة الحسكة تنتج ما يقارب المليون طن سنوياً، وكانت تعتبر بلدا مصدرا للنفط والقمح، في حين أنها اليوم أصبحت بلداً مستوردة للنفط والقمح، كما أنها تلاقي صعوبة كبيرة في تأمينهما بسبب العقوبات الغربية والامريكية وفق قانون “قيصر” الجائر.
وعلى مدى سنوات سبع، تتابع القوات الأميركية عملياتها غير الشرعية في سورية، على الرغم من أنها لم تتلقَ دعوة من دمشق أو تفويضاً من مجلس الأمن، كما سبق لها أن أعلنت عن القضاء على داعش في سورية والعراق عام 2017، رغم استمرار وجود فلول المسلحين حتى اليوم في هذين البلدين، وقد بات التوصل إلى تسوية سياسية، وإعادة البناء، وعودة اللاجئين هدفاً أساسياً أمام الحكومة السورية والدول الداعمة لها في حربها لمواجهة الإرهاب الدولي.
المصدر ؛ iuvmpress.news
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال