القوات الشعبية في العراق وإيران؛ من محاربة نظام البعث حتى تطهير العراق من داعش 25

القوات الشعبية في العراق وإيران؛ من محاربة نظام البعث حتى تطهير العراق من داعش

يتمتع الشعبان الإيراني والعراقي بشكل عام بعلاقات وثيقة لعدة أسباب، رغم
أن بعض الأحداث التاريخية التي وقعت بناءً على أداء الجماعات السياسية قد تسببت في
حدوث انقسامات بين الشعبين الإيراني والعراقي في بعض فترات من التاريخ.

ويعتبر الإسلام من أهم أسباب قوة هذه الأواصر، الأمر الذي جعل الشعبين
الإيراني والعراقي، اللذين يعيشان إلى جنب بعضهما البعض في سلام وحسن جوار منذ القدم،
يجربان قضايا مشتركة. قضايا قلما جربتها دول جوار العراق الأخرى.

كثيرون من الناطقين بالعربية في الجنوب والجنوب الغربي من
البلاد كان ومازال لديهم العديد من الصلات بناءً على هذه اللغة ، لكن الناطقين باللغة
الفارسية ليسوا مستثنيين من هذه القاعدة ، والترابط الذي ظهر خلال أيام مسيرة الأربعين
بفضل كرم ضيافة الشعب العراقي دليل على الترابط بين شعبي البلدين بالرغم من الاختلافات
اللغوية والثقافية و...

في الحقيقة إن شعب العراق يستضيفون زوار أهل البيت عليهم السلام من جميع
أنحاء العالم، وبفضل حب أهل البيت فإن هذه الزيارة أدت إلى أن تصبح الأواصر بين البلدين
أكثر قوة.

الحاج قاسم وأبو مهدي؛ رمز الصداقة بين ايران والعراق

لكن سبباً آخر لتجذر هذه العلاقات هو تعاون إيران ومساعدتها
العراق لمحاربة إرهابي داعش والجماعات الإرهابية الأخرى المدعومة من المثلث العربي
العبري الأمريكي، الذين دخلوا أراضي العراق وسوريا بدعم من بعض الحكومات الإقليمية
والخارجية وقتلوا ودمروا في المنطقة لعدة سنوات.

بعبارة أخرى، كان دعم إيران، على الرغم من استشهاد العديد
من شبابها إلى جانب العراقيين والسوريين والباكستانيين والأفغان وغيرهم، أدى إلى القضاء
الكامل على دولة داعش المزعومة وبعض الجماعات الأخرى. وبالتالي تحقق هزيمة أخرى للأمريكيين
في المنطقة.

وهنا يبرز دور هاتين الشخصيتين بشكل واضح: الفريق الشهيد
الحاج قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، والشهيد أبو مهدي المهندس،
القائد التنفيذي لقوات الحشد الشعبي العراقية.

جمال جعفر محمد الإبراهيم الملقب بأبو مهدي المهندس، كان
من القادة المهمين في الحشد الشعبي العراقي، والذي قضى فترة من حياته في إيران بسبب
تاريخي النضالي، خاصة ضد أمريكا في العراق وفي المنطقة ولهذا كان يتحدث اللغة الفارسية
جيداً.

بالإضافة إلى ذلك، دخل طواعية المعركة ضد حزب البعث مع قواته
خلال فترة الدفاع المقدس وشكل كتيبة قتالية من القوات العراقية وقوات من دول أخرى في
عمليات قدس 4 وكربلاء 2، بحيث كانت هذه الوحدة من الوحدات المهمة في هذه العمليات.

الحشد الشعبي والمساعدة في العثور والتعرف على جثامين شهداء
الدفاع المقدس

بقيت جثامين بعض الشهداء الإيرانيين في العراق بسبب مشاركة
الكثير من القوات الإيرانية في العديد من العمليات ضد نظام صدام البعثي في ​​العراق.
فمن جهة، حالت القيود السياسية دون التعرف على جثامين الشهداء بعد انتهاء سنوات الدفاع
المقدّس، ومن جهة أخرى كان هناك حاجة لوجود قوى أكثر معرفة بالمناطق العراقية.

بعد سنوات من انتهاء الحرب، أي عام 1999 ، تم تشكيل مجموعات
بالتنسيق بين وزارتي خارجية البلدين للتعرف على الشهداء الإيرانيين في أراضي العراق،
وكان من أهم المجموعات بعض قوات الحشد الشعبي. وهنا كان الشهيد ابو مهدي المهندس مؤثرا
جدا في هذا المجال. قدم هذا الشهيد العظيم، بالتنسيق مع لجنة البحث في هيئة الأركان
العامة للقوات المسلحة، مختلف التسهيلات بما في ذلك القوى البشرية وحتى الآليات اللازمة
للبحث عن جثامين الشهداء والعمل في مناطق مختلفة، ونتيجة لتلك الجهود عاد الكثير
من جثامين شهداء سنوات الدفاع المقدس إلى الوطن.

اجتثاث جذور داعش

ازداد ارتباط هذا الشهيد العظيم بالجمهورية الإسلامية في
هذه السنوات أكثر من ذي قبل، وظهر هذا المستوى من العلاقات في تأسيس الحشد الشعبي العراقي
ومحاربة داعش.

بعبارة أخرى، حضور أبو مهدي المهندس كمجاهد عراقي في الاجتماعات
مع قائد فيلق القدس أي الشهيد سليماني، واستمرار هذه الاجتماعات أثناء سقوط صدام وتواجد
القوات الأمريكية، وبعد ذلك، مشاركته في اجتماعات وعمليات مشتركة لمحاربة قوات داعش
الإرهابية، كل ذلك أدى إلى وجود تعاون كبير بين هذين الشهيدين العزيزين وبالتالي
النجاح في تطهير العراق من حكم داعش.

عمق العلاقة بين الحاج قاسم وأبو مهدي

سنوات من الصداقة في جبهة الدفاع عن الاسلام جعلت الشهيد
سليماني والشهيد أبو مهدي المهندس يعرفان بعضهما البعض من ذي قبل، ولهذا السبب تحولت
الصداقة بين الاثنين إلى علاقة قلبية.

وفي السياق، تقول ابنة الشهيد أبو مهدي عن علاقة أبو مهدي
وتعلقه بالشهيد الحاج قاسم سليماني:

كان الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس مع بعضهما
دائماً ولم يترك والدي الحاج قاسم لوحده ولو للحظة ولم يثق في أحد في مرافقة الحاج
قاسم وكان دائماً بجانبه. تسببت هذه الصداقة في تشابههما حتى من حيث الطباع.

يوضح هذا الأمر عمق العلاقة والمحبة بين قائدين رفيعي المستوى
لمؤسستين إيرانية وعراقية، وبسبب هذه العلاقة، استلهم الحشد الشعبي الكثير من شؤونه
من الحرس الثوري وقوة التعبئة الشعبية المقاومة، علاقة مع الثورة الإسلامية والجمهورية
الإسلامية الإيرانية تستحق الاهتمام من الناحية المعنوية.



















































كان الشهيد أبو مهدي المهندس، أحد أهم قادة الحشد الشعبي،
يعتبر نفسه جندياً للحاج قاسم سليماني. جندي جاهد لسنوات عديدة حتى الرمق الأخير
من حياته وفي مختلف الميادين واستشهد في النهاية إلى جانب قائده على أيدي أظلم البشر
واختلطت دماؤهما حتى تتوثق العلاقات والأواصر بين إيران والعراق اليوم أكثر مما كانت
عليه في السابق.


محمد جواد قائدي

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال