القوافل الإنسانية هدف للحملات الإجرامية الإسرائيلية !
لطالما استخدم النظام الصهيوني منذ عقود الجوع كسلاح ضد سكان غزة؛ وأهم شواهد هذا الادعاء هو الحصار المفروض والسيطرة على المساعدات الغذائية الواردة إلى غزة، حيث يحتفظ النظام الصهيوني عمدًا وبشكل كامل بحق السيطرة على هذه المساعدات. وفي الحرب الأخيرة التي بدأت في 7 أكتوبر ، بينما يعاني سكان غزة من حصار شديد من قبل القوات الإسرائيلية ويواجهون نقصًا حاداً في المواد الغذائية واللوازم الطبية، تمنع القوات المحتلة بطرق مختلفة وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وتمنع بشكل واضح دخول المياه والمواد الغذائية والوقود، وتستهدف قوافل المساعدات الإنسانية بهجماتها العسكرية.
قطاع غزة تحت حصار النظام الصهيوني
لقد خضع قطاع غزة لسنوات طويلة تحت حصار اقتصادي وعسكري من قبل النظام الصهيوني، ومنذ عام 2007 منح هذا النظام نفسه الحق في السيطرة على أي دخول أو خروج من سواحل غزة نحو البحر المفتوح من خلال الحصار البحري. في 31 مايو 2010، تم الإعلان عن هذا الحصار البحري كأساس لاحتجاز سفن قافلة الحرية من تركيا التي كانت تحمل مساعدات إنسانية متجهة إلى غزة. وقد أدى الاستخدام المفرط للعنف من قبل النظام الإسرائيلي لتنفيذ هذه العمليات وارتفاع عدد الضحايا على مر السنين إلى احتجاجات واسعة على مستوى العالم.[1]
فرض الجوع القسري على سكان غزة
مرت حوالي أحد عشر شهرًا منذ بدء الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، ويعتقد العالم اليوم أن مجزرة غير مسبوقة في تاريخ البشرية قد حدثت في هذه البقعة الجغرافية وأن جميع القوانين الدولية قد تم انتهاكها فيها. يسعى النظام الصهيوني من خلال رؤيته القائمة على التميز العرقي إلى السيطرة على جميع الأراضي الفلسطينية الحالية، ولهذا السبب لجأ إلى فكرة التطهير العرقي ويعمل على فرض الجوع القسري للتأثير على التركيبة السكانية المستقبلية لغزة. لا يستهدف النظام الصهيوني المدنيين فقط بل يسعى أيضًا إلى تدمير مستقبل الشعب الفلسطيني من خلال إيذاء أطفالهم وإبادتهم. إن الوفيات الناجمة عن المجاعة والجوع في غزة تعود إلى القيود التي فرضها النظام الصهيوني على دخول وتوزيع المساعدات الإنسانية، ولم تؤخذ التحذيرات الأخيرة من الأمم المتحدة بشأن هذا الموضوع بعين الاعتبار.[2]
حملة مقصودة ضد القوافل الإنسانية
لقد كان قطاع غزة تحت حصار شديد من قبل النظام الصهيوني منذ عدة سنوات، ولهذا السبب تم تصنيف هذه المنطقة في الأدبيات الحقوقية على أنها أكبر سجن مفتوح في العالم، وفي الأدبيات الجغرافية كواحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم. على مدار السنوات الماضية، وخاصة في الحرب الأخيرة، تم منع دخول القوافل الإنسانية إلى منطقة غزة، بل تعرضت أيضًا لهجمات عمدية، كان آخرها الهجوم على قافلة المساعدات الإنسانية التابعة لمؤسسة أمريكية في غزة، حيث ادعى النظام الإسرائيلي زورًا أن موظفيها كانوا مسلحين.[3]
قبل فترة أطلق الاحتلال الصهيوني النار على آلاف المواطنين الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون وصول شاحنات المساعدات الإنسانية في منطقة "شيخ عجلين" غرب غزة مما أسفر عن استشهاد أكثر من 100 شخص وإصابة العشرات.[4]
في هذا السياق صرح "ينس ليركه" المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، في اجتماع في جنيف بأن القوات الإسرائيلية تستهدف عمدًا القوافل المتعلقة بالمساعدات الإنسانية وتقوم بمضايقة العاملين في المجال الإنساني في غزة واعتقالهم، واصفًا هذا الوضع بأنه غير مقبول.[5]
خلاصة القول
الآن وفي الشهر الحادي عشر من الحرب التي يشنها النظام الصهيوني ضد غزة وبعد نفاد المواد الغذائية في هذه المنطقة ومع تقديم المساعدات بشكل متقطع للسكان المحاصرين والهجمات على القوافل الإنسانية بهدف إيذاء الفلسطينيين أصبحت غزة النقطة الأكثر جوعًا في العالم. هذه الحالة هي جزء من الاستراتيجية القديمة للنظام الصهيوني؛ حيث إن الجوع يعد من أشرس الأسلحة في ترسانة هذا النظام. بالإضافة إلى ذلك فإن نقص المستلزمات الصحية والقدرات العلاجية وتدمير البنية التحتية الأساسية في هذه المنطقة قد أدى إلى نشوء أزمة إنسانية غير مسبوقة في السنوات الأخيرة. في ظل هذه الظروف تزداد الحاجة إلى متابعة المنظمات الإنسانية والهيئات الدولية واتخاذ قرارات عملية ضد إسرائيل أكثر من أي وقت مضى، وإلا فإن النظام الصهيوني سيتمكن من تحقيق هدفه المتمثل في التطهير العرقي والقومي بشكل أكبر وهو ما سيترتب عليه عواقب لا يمكن تعويضها.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال