في مقال طويل للكاتب “الاسرائيلي” ميخائيل اهروني في صحيفة (اسرائيل اليوم ) تسائل هل كان على الاعلام العبري ان يذهب الى الدوحة كي يعرف ان هناك شعبا فلسطيني موجود وان لهم اشقاء في العالم العربي والاسلامي لم ينسوا ماساتهم.
ويرى الكاتب ان صدمة الاعلام العبري في قطر بان لا احد يريدنا ولا احد يثق بنا سببها ان نتنياهو وبعض العرب وترامب كذبوا على “الاسرائيليين” من خلال نقل السفارة وعدم الحديث مع الفلسطينيين والطيران من تل ابيب الى ابو ظبي اشعر “الاسرائيلي” بانه صار امنا وان العرب والمسلمين سيرحبون به وسيحملونه على كفوفهم. ويقول اهروني : “كان النسيان سهلاً نسبياً: كان في الولايات المتحدة رئيس نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وأعطانا إحساساً بأننا محميون إلى الأبد. سنتا كورونا جعلتا العالم مكاناً آخر، أزمة عالمية صحية دفعت العالم لوضع الكمامة ويغلق على نفسه. وفوق كل شيء اتفاقات إبراهام – السفينة المخصصة لشطب الفلسطينيين من الوعي، اتفاقات قسمت بين العرب “الأخيار” في المنطقة والعرب “الأشرار” وسمحت لنتنياهو ولحكومته لأن يرويا رواية إقليمية مثيرة. أخيراً صار ممكناً احتساء قهوة سوداء صغيرة بلا أبو مازن.”
لكن الكاتب يرى بان ما حدث في الدوحة من عملية طرد وتضييق وحتى شتم “للاسرائيليين” تم من قبل الناس الحقيقيين على حد قوله في الشارع العربي والاسلامي وفي وقت كانت فيها ردة الفعل اتجاه الكيان الاسرائيلي طبيعية وغير مفبركة، ويرى ان لو الذين كانوا يقومون بتجنب “الاسرائيليين” في الدوحة من الايرانيين او الفلسطينيين فقط لتفهم ذلك لكن الحقيقة ان لا احد من العرب والمسلمين -والمقصود الشعوب- باع الاشقاء الفلسطينيين بالعكس هم يايدونهم بكل قوة ويكروهوننا بكل قوة على حد تعبيره، وكما يبدو فان صدمة الاعلام العبري في الدوحة من الرفض الشعبي له ولكيانه جعل اهروني وغيره من الكتاب “الاسرائيليين” يفكرون طويلا بان اتفاقيات ابراهام وركض بعض الاعراب الذين لا يشكلون صفر بالمائة من الامتين العربية والاسلامية خلق واقعا كاذبا او حملا كاذبا “للاسرائيليين”، بالاضافة ان الرجل من خلال مقاله يفهم تماما ان تجاوز الفلسطينيين ومحاولة تهميشهم خطوة غبية لا طائل منها لان العربي والمسلم بات مربوطا بمشهد فلسطيني يراه يوميا عبر شاشات التلفزة ووسائل التواصل الاجتماعي وهذا المشهد هو الذي يكون الوعي الجمعي لدى الجمهور العربي والمسلم بان هناك مظلومية بدلا من ان تنتهي ويعاد الحق الى اصحابه حتى ولو كان اقل مما يطمحون فلا يمكن ان ينقلب الراي العام العربي والاسلامي ويتحول الى مستوعب لعلاقة طبيعية مع المحتل ، المعضلة والكارثة ان نتنياهو خدع الجميع كما يرى هؤلاء حين حاول فرض نظريته انه يمكن تجاوز الفلسطينيين وفتح الابواب مع العرب والمسلمين وكانت لحظة الحقيقية ان لا احد يقبل “الاسرائيليين” وبانهم ليسوا محميين للابد .
فارس الصرفندي
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال