تتسارع المساعي العربية لإعادة العلاقات مع سوريا باعتبارها أحد الاعضاء الاساسيين في جامعة الدول العربية، خاصة مع وساطات صينية وروسية، وبعد الاتفاق الايراني السعودي لاستئناف العلاقات، وآخر هذه المساعي هو الاجتماع الذي استضافته العاصمة الاردنية عمّان قبل ثلاثة أيام، وشارك فيه وزراء خارجية الاردن ودول مجلس تعاون الخليج الفارسي ومصر والعراق وسوريا بهدف إيجاد حل سلمي للازمة السورية وإنهاء الحرب المستمرة لأكثر من 12 سنة.
واللافت في هذا الموضوع، هو التخوف الصهيوني الذي يجسده الاعلام العبري، حيث يرى الخبراء والمتابعون، ان هناك إجماعا بين الخبراء الصهاينة ووسائل الاعلام العبرية يبرز التخوف مما يصفونه "خطر عودة العرب الى سوريا".
فقد وصفت صحيفة "معاريف" الصهيونية عودة العلاقات العربية السورية بأنها تؤسس لشرق أوسط جديد، معتبرة ان مشاركة الرئيس السوري بشار الاسد في القمة المقرر عقدها في الرياض، من شأنها ان تشكل تغييرا جذريا في المواقف الإقليمية. فيما رأت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن دعوة السعودية للرئيس السوري للمشاركة في القمة العربية، بأنها تجسد تغييرا في موقف الرياض وانحيازا الى بكين على حساب واشنطن.
ويرى الخبراء والمراقبون ان الاعلام الصهيوني لا يفرق في مخاوفه، بين التقارب العربي مع دمشق والتقارب مع طهران، إذ يعتبر الصهاينة أن كلا المسارين يؤديان الى نفس النتيجة المتمثلة بإضعاف الكيان الصهيوني وتبديد حلمه في تأسيس حلف عربي صهيوني لمواجهة جبهة المقاومة، التي تزداد قوة يوما بعد آخر.
كما تشارك الولايات المتحدة، الكيان الصهيوني هذا الموقف المتخوف تجاه التقارب العربي السوري والعربي الايراني، وتحاولان ممارسة شتى الضغوط لمنع هذا التقارب.
ولعل تجديد الصهاينة اعتداءاتهم على سوريا يأتي ضمن محاولاتهم المحمومة للتأثير على التقارب العربي نحو دمشق وطهران، ليظهروا انهم مازالوا قادرون على استهداف المقاومة، الا ان الخبراء والمراقبون يتوقعون تسارع الاحداث في المنطقة وجريان رياحها فيما لا تشتهي سفن الكيان الصهيوني والولايات المتحدة.
المصدر: فارس
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال