الكيان الصهيوني وفوبيا انفجار الساحة الفلسطينيّة.. ما مدى احتماليّة حدوث ذلك؟ 20

الكيان الصهيوني وفوبيا انفجار الساحة الفلسطينيّة.. ما مدى احتماليّة حدوث ذلك؟

“الضفة الغربية على وشك الانفجار” هذا ما ركّز عليه رئيس جهاز الأمن العام التابع للعدو الإسرائيليّ “الشاباك”، رونين بار، الذي توجّه السبت الفائت للعاصمة الأمريكية واشنطن، بالتزامن مع الاعتداءات الإسرائيليّة الممنهجة بحق أهالي الضفة الغربيّة المحتلة منذ عام 1967، حيث تعيش المنطقة أوضاعاً متوترة للغاية وعمليات إطلاق نار تستهدف قوات الاحتلال عقب جرائم الاغتيال البشعة التي ترتكبها قوات العدو، ناهيك عن مواصلة الحكومة الإسرائيليّة سياسة الاستيطان والقتل المروعين بما يخالف القوانين الدوليّة والإنسانيّة، ما يشي بانفجار مخيف للأوضاع، بعد أن فتحت تل أبيب أبواب جهنم على نفسها من خلال منهج تسخين الأحداث ورفع مستوى الإجرام، لدرجة اشتراك وجهة النظر بين الإسرائيليين والفلسطينيين حول مستقبل هذه المنطقة نتيجة للتمادي الإسرائيليّ التي بات ملموساً على كافة المستويات الإسرائيليّة والفلسطينيّة والعربيّة والدوليّة.

تحذير وقلق إسرائيليّ

“أُحذر من تصعيد أمنيّ في القدس، والضفة الغربية”، هذا ما جاء على لسان المسؤول الإسرائيليّ الذي تحسس خطر تصرفات حكومته الطائشة على ما يبدو، في ظل السياسية الصهيونيّة الطائشة المتعلقة بالضفة الغربيّة والتي بات سكانها يوصفون بأنّهم “جمر تحت الرماد”، مع إقدام الكيان الغاصب على خطوات تصعيديّة كثيرة بدءاً من عمليات الضم التي ستؤدي بلا محالة إلى انفجار “انتفاضة عارمة” ستغير الواقع الحالي وفقاً لكثيرين، وليس انتهاءً بارتكاب أبشع الجرائم الإرهابيّة في قتل وإعدام وتعذيب الفلسطينيين، حيث إنّ عودة المقاومة المسلحة إلى الضفة الغربية ليس بغريب أبداً، ويمكن أن يكون أكثر مما يتخيل الإسرائيليون حتى، بعد أن شعر الأهالي بأنّ العقلية الإجراميّة والإرهابيّة للمحتل الأرعن لا يمكن أن تتغير

وعلى عكس ما اعتدنا عليه في التصريحات الإسرائيليّة، أنبأتنا تصريحات رئيس الشاباك بمدى القلق الإسرائيليّ بقوله: “إن الضفة الغربية تغلي، ولم تهدأ منذ عملية حارس الأسوار في مايو/ أيار العام من العام المنصرم، ما يعني أنّ احتماليّة تصعيد المواجهة مع الكيان الغاشم لم تعد قليلة أبداً، وبالتحديد في الضفة الغربيّة والقدس، مع ارتفاع حدة الإجرام والاستيطان الصهيونيّ والتهويد وسرقة الأرض الفلسطينيّة لصالح المستوطنين الصهاينة، وهذا بالتحديد ما تدعو الفصائل الفلسطينيّة بشكل مستمر أبناء الشعب الفلسطينيّ إليه في الضفة والقدس والداخل المحتل، لإشعال الأرض الفلسطينيّة المحتلة تحت أقدام جنود الاحتلال رداً وثأراً لدماء شهداء فلسطين وحماية لأبناء الضفة الغربيّة المحتلة والمستهدفة، لأنّ قوات الاحتلال لا يمكن أن تكف عن استهداف وقتل وتهجير الفلسطينيين ونهب أراضيهم، كما تقول الوقائع.

وإنّ زيارة رونين بار الطويلة إلى واشنطن ولقائه رئيس مكتب التحقيقات الفدراليّ الأمريكي، كريستوفر راي، وكبار أعضاء منظومة الدفاع الأمريكية، والدفاع السيبراني، يؤكّد أكثر الرعب الإسرائيليّ من انفجار للأوضاع في القدس، التي يتوقع أن يقتحم مسجدها الأقصى المبارك آلاف اليهود في “عيد الفصح” بالتوازي مع شهر رمضان لدى المسلمين، وهذا ما يمكن أن يكون شرارة الرد على كل عدوان تنفذه العصابات الصهيونيّة القاتلة، فيما يحذر مراقبون من اقتراب تحول الضفة الغربيّة إلى “غزة ثانية” لردع العدوان الهمجيّ الذي لا يتوقف عن قتل المدنيين وتدمير مقدساتهم وتهديد أرواحهم، عقب تجربة مُرة مع الصهاينة وآلتهم العسكريّة رسّخت قناعة عند الفلسطينيين بأنّ أرواحم مهددة ومطالبهم غير مسموعة.

وعلى اعتبار أنّها المرة الأولى التي يسافر فيها رئيس الشاباك لإطلاع الأمريكيين على ما هو متوقع، على حكومة العدو أن تستعد لم هو آت بعد أن أوصلوا خلال سنوات احتلالهم رسالة للشعب الفلسطينيّ بأنّهم غير مستعدين سوى لسفك الدماء وسلب الأراضي، حيث إنّ التحرر من استعباد المحتل الأرعن لا يكون إلا بالمقاومة ولو بأبسط الوسائل، فما أخذ بالقوة لا يسترد بغيرها، والحل بالفعل هو وقوع “ثورة غضب” عارمة بوجه الاحتلال وعصاباته، لأنّ التصدي لهجمات المستوطنين وعربدتهم المتصاعدة هو السبيل الوحيد لردعهم ولحماية فلسطين وشعبها، بسبب تعاون حركة “فتح” بشكل فاضح مع تل أبيب وخاصة من خلال التنسيق الأمنيّ مع المؤسسة الأمنيّة والعسكرية الصهيونيّة، بما يشجع قوات الاحتلال والمستوطنين على العربدة والتغول في أراضي الفلسطينيين عبر مخطّطات العدو الاستيطانيّة الرامية لإنهاء الوجود الفلسطينيّ السياسيّ والسكانيّ في الضفة الغربيّة ومدينة القدس.

رسائل خطيرة

رغم أنّ السلطة الفلسطينيّة تقوم بما في وسعها لمنع إطلاق يد المقاومة لتفعل دورها في لجم العدوان الصهيونيّ على الشعب الفلسطينيّ، بغض النظر عن الرد الفرديّ على هذه الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال، إلا أنّ الضفة المحتلة ترسل “رسائل خطيرة” ومتوصلة بأنّها ستكون دائماً وقوداً لثورة الشعب الفلسطينيّ ولن تتوقف إلا برحيل المحتل عن كامل الأراضي الفلسطينيّة، فما هو متوقع حصول رد شعبيّ فلسطينيّ على هذه الجرائم سيكون كما يرغب جميع الفلسطينيين ومن معهم مقاومة جديدة وانتفاضة متواصلة.

وتنبع ضرورة حصول هذا “الانفجار” من الحاجة لِلجم الكيان الصهيونيّ الذي بات يوصف بـ “العنصريّ” دوليّاً، ولا يخفى على أحد أنّ “إسرائيل” قامت منذ ولادتها غير الشرعيّة على العنف المفرط والإجرام غير المعهود، حتى الصهاينة أنفسهم لا ينكرون ذلك، لأنّهم أسّسوا كيانهم الإرهابيّ وفق ما يُعرف بمنهج “القبضة الحديديّة” وهم يؤكّدون ذلك بكل فخر في أيّ مكان ومع كل مناسبة، فمنذ يوم 14 مايو/ أيار عام 1948، حين قام هذا الكيان وحصل على اعتراف الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتيّ بعد دقائق من إعلانه، وحتى اليوم، لم تتغير سياسة قادته، بل زادت ظلماً وعدواناً حتى وصلت إلى قمة الإجرام والإرهاب، والتاريخ القديم والجديد أكبر شاهد على الوحشيّة والدمويّة الصهيونيّة في فلسطين والمنطقة.

“إشعال كل نقطة يتواجد فيها جنود الاحتلال ومستوطنوه”، هذا مطلب الفصائل الفلسطينيّة التي تؤكّد بشكل متواصل أنّهم لن يسكتوا على الاعتداءات الإسرائيليّة الجبانة، فيما يدرك أبناء الضفة الغربيّة كما غيرهم من الفلسطينيين، أنّ العصابات الصهيونيّة لا يمكن بأيّ حال من الأحوال أن تتوقف عن إجرامها وعنصريّتها وقضمها لأراضي الفلسطينيين وتهجيرهم، وأكبر دليل على ذلك نص إعلان الدولة المزعومة الذي يدعي أنّ أرض فلسطين هي مهد الشعب اليهوديّ، وفيها تكونت شخصيته الروحيّة والدينيّة والسياسيّة، وهناك أقام دولة للمرة الأولى، وخلق قيماً حضاريّة ذات مغزى قوميّ وإنسانيّ جامع، وأعطى للعالم كتاب الكتب الخالد، ويزعم الإعلان أنّ اليهود نُفيوا عنوة من “بلادهم”، ويعتبرون أنّ الفلسطينيين هم ضيوف في “إسرائيل” وأنّ الجرائم التي يرتكبونها بحقهم بمثابة استعادة لحرياتهم السياسية في فلسطين.

المصدر: الوقت

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال