الكيان الصهيوني يفقدُ نفوذها في الدول الأفريقية 676

الكيان الصهيوني يفقدُ نفوذها في الدول الأفريقية

سعى النظام الصهيوني بعد إعلان وجوده غير القانوني إلى جذب حلفاء جدد له باستخدام سياسات واستراتيجيات بأبعاد مختلفة (سياسية و عسكرية و اقتصادية و ثقافية و اجتماعية) في أجزاء متفرقة من العالم بما في ذلك دول القارة الأفريقية.


أن ما تتمتع به الدول الأفريقية من مزايا جيوسياسية وجغرافية اقتصادية وجيوستراتيجية و إمكانات اقتصادية وأمنية وعسكرية كبيرة دفع النظام الصهيوني إلى توسيع علاقاته مع هذه الدول وتوسيع وجوده في القارة الأفريقية، لأهدافٍ مثل تعزيز شرعية وجوده وتقوية مكانته السياسة والدولية، وإضعاف الوحدة المناهضة لإسرائيل للدول العربية الإسلامية، والتقليل من شأن القضية الفلسطينية، والرد على التحول في السياسات الإقليمية للولايات المتحدة، وزيادة المعامِلات الأمنية (الأمن الاستراتيجي ضد إيران وحلفائها، وتحسين الأمن المائي والأمن السكاني) والاستغلال الاقتصادي بكل تأكيد.[1]


كان من أهم الإجراءات التي قامت بها إسرائيل لتوسيع نفوذها في القارة الأفريقية محاولة الانضمام إلى الاتحاد الأفريقي بصفة مراقب. وكانت منظمة الوحدة الإفريقية التي تشكلت قبل هذا الاتحاد قد سمحت للنظام الصهيوني بأن يكون عضوًا مراقبًا في هذه المنظمة. لكن بعد حل المنظمة المذكورة عام 2002 وتشكيل الاتحاد الأفريقي، فقدت إسرائيل هذا الموقف. منذ ذلك الحين بذل الكيان الصهيوني جهودًا كبيرة للانضمام إلى الاتحاد الأفريقي، حتى عام 2021 بالتواطؤ وافق رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي على وجود الكيان الصهيوني في هذا الاتحاد كعضو مراقب دون استشارة أعضاء ومسؤولون آخرون في الاتحاد المذكور وهو الأمر الذي عارضه العديد من الدول الإفريقية.[2]


ورغم أن وجود إسرائيل في الاتحاد الأفريقي كعضو مراقب لا يسمح لإسرائيل بالتعليق أو اتخاذ قرارات في هذا الاتحاد، إلا أن الصهاينة يمكنهم من خلاله تطوير علاقاتهم مع الحكومات والسياسيين الأفارقة.


وبينما كانت إسرائيل تأمل في تعزيز موطئ قدمها في إفريقيا بهذه الطريقة، فإن طرد الوفد الصهيوني من القمة الأخيرة لقادة الاتحاد الأفريقي كان بمثابة سكب الماء البارد على كل هذه الآمال، وهي قضيةٌ أظهرت أن الأفارقة لا يعترفون بأي شكل من الأشكال بوجود تل أبيب في اتحادهم.


في موقف ادعت فيه الخارجية الصهيونية أن ممثل هذا النظام تمت دعوته لقمة الاتحاد الإفريقي، فقد أكد "فقي محمد" رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي أنه لم توجه أية دعوة للإسرائيليين لحضور قمة هذا الاتحاد، حيث أعلن تعليق عضوية إسرائيل كمراقب في هذا الاتحاد. [3]


بعد طرد ممثل النظام الصهيوني من قمة الاتحاد الأفريقي، أصدر الممثلون قرارًا وأعلنوا فيه : على الدول الأعضاء ألا تعترف بشرعية إسرائيل في فلسطين والأراضي العربية المحتلة بما في ذلك شرق القدس (المحتلة) أو تدعم إقامة نظام استعماري صهيوني. كما نطالب الدول الأعضاء بوقف جميع المبادلات الثقافية والعلمية والتجارية والمباشرة وغير المباشرة مع إسرائيل. بالإضافة إلى ذلك وبناءً على قرار الأمم المتحدة تُعتمد هذه الإجراءات لقطع العلاقات مع إسرائيل. [4]


بعد إصدار القرار المذكور اتهمت حكومة جنوب إفريقيا إسرائيل أيضًا بتطبيق نظام الفصل العنصري ضد الفلسطينيين، و وافق المجلس الوطني لجنوب إفريقيا على مشروع القانون المتعلق بخفض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل. في البيان الذي نشره حزب الحرية الوطني (NFP) الذي قدم هذا الاقتراح إلى البرلمان تم الإعلان عن الموافقة على اقتراح خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل بالتصويت في مجلس الأمة.


بناءً على ذلك تم قبول اقتراح مشروع القانون الذي حظي بدعم حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم (ANC) وثالث أكبر حزب في البرلمان وهذا يعني أن حزب مقاتلي الحرية الاقتصادية المعارض (EFF) واجه تصويتاً إيجابياً بموافقة 208 صوت من العدد الكلي للممثلين وهو 302 عضواً. [5]


 مرضیه شریفی


 [1] https://irlip.um.ac.ir/article_43468

[2] https://www.irna.ir/news/85035580/

[3] https://www.alef.ir/news/4011202059

[4] https://www.iribnews.ir/fa/news/3765455

[5] https://www.trt.net.tr/dari/shrq-mynh/2023/03/10/afryqy-jnwby-sth-rwbt-dyplmtykh-khwd-b-sry-yl-r-khhsh-mydhd-1957827


لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال