المثلث البحري الذي يضم إيران والصين وروسيا 2840

المثلث البحري الذي يضم إيران والصين وروسيا

شهدت المياه الشمالية للمحيط الهندي، الفترة الماضي مناورات الحزام الأمني ​​البحري 2024 المشتركة بمشاركة إيران والصين وروسيا ومراقبين من الدول الصديقة والحليفة على مساحة 17 ألف كيلومتر مربع. وهي مناورة تجرى منذ 5 سنوات وتم تقديمها على أنها مظهر من مظاهر العلاقات الاستراتيجية بين بكين وطهران وموسكو.

أهداف المناورات المشتركة بين إيران والصين وروسيا
الغرض من إجراء هذه المناورات المشتركة هو "تعزيز الأمن وركائزه في المنطقة"، و"توسيع التعاون المتعدد الأطراف" بين الدول المشاركة وإظهار حسن النية وقدرة هذه الدول على دعم السلام العالمي و"الأمن البحري"بشكل مشترك و"إيجاد مجتمع بحري بمستقبل مشترك". بالإضافة إلى الحالات المذكورة، فإن "تعزيز أمن التجارة البحرية الدولية"، و"مكافحة القرصنة والإرهاب البحري"، و"الأعمال الإنسانية"، و"تبادل المعلومات في مجال الإنقاذ والإمداد البحري"، وتبادل الخبرات العملياتية والتكتيكية، هي من بين القضايا الأخرى والأهداف الأساسية لهذه المناورات البحرية. [1]

لماذا شمال المحيط الهندي؟
كانت إيران الدولة المضيفة للمناورات المشتركة للحزام الأمني ​​البحري 2024 في شمال المحيط الهندي، لكن لماذا تم اختيار هذه المنطقة لإجراء هذا المناورات المشتركة؟

تتمتع هذه المنطقة بأهمية استراتيجية، خاصة بالنسبة لإيران. لأن شمال المحيط الهندي يقع بين المضايق الاستراتيجية الثلاثة للعالم، ونظراً لموقع إيران في شمال المحيط الهندي، فضلاً عن قربها من الخليج الفارسي، ومضيق هرمز، وبحر ​​​عمان فإنها تتمتع بموقع جيوسياسي خاص في المنطقة. حيث يقع مضيق هرمز في شمال المحيط، ومضيق ملقا في الشرق، ومضيق باب المندب في غرب منطقة المحيط الهندي، وهو في الواقع يحيط بممرات الطاقة في العالم، ونظراً لحركة المرور التجارية السفن وناقلات النفط في هذه المنطقة الحساسة، فإن الحاجة إلى إرساء أمن التجارة البحرية تضاعفت في هذا المكان. [2]

تعزيز الدبلوماسية الدفاعية
تتمتع المنطقة الشمالية من المحيط الهندي بأهمية استراتيجية خاصة للأمن والتجارة الدولية نظرا لموقعها بين المضائق الاستراتيجية الثلاثة للعالم، ولطالما كانت محط اهتمام العديد من القوى العالمية. في مثل هذه الظروف، كان تعزيز "الدبلوماسية الدفاعية" بهدف تعزيز الأمن البحري في المحيط الهندي وبحر عمان والخليج الفارسي على جدول أعمال الجمهورية الإسلامية بشكل مستمر على مدى السنوات الماضية؛ وهي استراتيجية يعد فيها إجراء مناورات الحزام الأمني ​​البحري في السنوات الأربع الماضية أحد أهم إنجازاتها. [3]

رسالة هذه المناورات المشتركة للغربيين
تعد هذه المناورات البحرية المشتركة بمثابة استعراض للقوة ورادع ضد التهديدات أو الأعداء المحتملين، ووفقا للتطورات الأخيرة؛ تمكنت إيران وروسيا والصين من إرسال رسالة قوية حول قدرتها على الدفاع عن مصالحها الوطنية إلى الدول الأخرى من خلال إظهار قدراتها البحرية وتنسيقها، بسبب إجراء تدريبات بحرية مشتركة من قبل إيران وروسيا والصين في السنوات الأربع الماضية. لقد كان ذلك دائماً مصحوباً بقلق الحكومات الغربية وخاصة الأميركيين. هذا وفي ظل الوضع الراهن وبالنظر إلى تطورات البحر الأحمر، يبدو أن الحكومات الغربية تتابع مناورات الحزام الأمني ​​البحري 2024 بحساسية خاصة واهتمام كبير. وفي الواقع ينبغي القول إن وجود إيران وروسيا والصين في هذه المناورة البحرية يمكن اعتباره تحديًا لهجمات الغرب والولايات المتحدة والمملكة المتحدة في المنطقة، الأمر الذي أدى إلى تزايد التوتر في البحر الأحمر وباب المندب. [4]

تشكل النظام الجديد
تعد المناورات المشتركة للحزام الأمني ​​البحري 2024، والتي أجريت بمشاركة إيران وروسيا والصين، أحد مجالات التعاون الاستراتيجي بين بكين وطهران وموسكو في مختلف المجالات، خاصة في مجال العلاقات العسكرية الدفاعية. هذا فيما يعترف الخبراء اليوم بأن مثلث إيران وروسيا والصين يشكل نظاماً جديداً في البنية الدولية، وهو يحاول تشكيل نظام عادل في البنية العالمية عبر تجاوز الأحادية الغربية. وعلى هذا الأساس أيضاً اتخذت بكين وطهران وموسكو خطوات فعالة لتعزيز العلاقات الإقليمية والدولية خلال العامين الماضيين مع تطور التعاون بينهم وخاصة في التشكيلات الإقليمية والدولية مثل مجموعة "البريكس" و"منظمة التعاون شنغهاي"؛ ويعتبر التوجه بإجراء هذه المناورات البحرية المشتركة أحد مجالات توسيع هذا التعاون.

مرضیة شریفي

[1] https://www.khabaronline.ir/news/1884729
[2] https://kayhan.ir/fa/news/284990
[3] https://www.hamshahrionline.ir/news/838833/
[4] https://www.javanonline.ir/fa/news/1220829
لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال