الرجال العظام مضيفو التاريخ، ولا ينقص (بضم الياء) من تاثير حملة مشاعل الهداية هؤلاء، ما يحدثه، احيانا، تعرض اناس لذلك و ضوضاء تحیط بهم هنا وهناك.
ونحن على اعتاب ذكرى عروج ملكوتي، لرجل من سلالة آدم (ع) والنبي الخاتم (ص)، حيث لا يزال فكره حيا بعد سنوات من رحيله، كما كان في حياته، معطاءً، مثيل كيمياء (نادرة) يرومها المفكرون والباحثون السائرون على طريق الهداية والحقيقة. هذه، هي، سنة رجل من رجال الله تعالى، السالكين في طريق الحق والطالبين سعادة الانسان. يجتمع كل عام، محبو شمع وجود سماحة مؤسس الجمهورية الاسلامية، بحلول سنوية رحيله، حسب ما درجوا واعتادوا عليه، قادمين من كل حدب وصوب، وفارغي البال من كل شيء، ليؤدوا ما عليهم لـ (شيخ جماران)، وهو الذي سار على طريق جده.
الحسين (ع)، (مصباح الهدى وسفينة النجاة)، ويعرضوا سننه للبشرية المعاصرة، لبثها واشاعتها، لتكون سيرته (قدس) من جديد، المنقذ لكل اسير في مخالب المدارس المادية، ولكل تائه على (مفترق طريق) الاستكبار والاستضعاف. لقد ظهر الامام الخميني (قدس) على ساحة التوعية، في فترة تبخرت فيها المعنويات من حياة الانسان، اسير الماديات، وسخّرت خلالها الراسمالية والماركسية، اذهان الانسانية، المطالبة بالمساواة والباحثة عن الخلاص من الظلم، حيث اوقد سماحته مشعل فكر الهي وسماوي، وقام بتغيير مسار التاريخ الى الابد، لمصلحة الطاهرين والمستضعفين، وقاد آخر ثورة كبيرة ، لهداية التاريخ – في هذا المسار -، على بهت وريبة المراقبين، ورسم (سنة الله تعالى) على جبهة نضال وفكر الانسان. فحسب رؤية الامام (قدس) ان الطريق الفريد لنجاة الانسان من الظلم والاستضعاف والاستكبار، هو العودة الى الفكر الالهي الاصيل، والسيرة المصطفوية.
لقد كان ما قام به سماحته، خلال سنوات قيادته للثورة الاسلامية والنظام الفتي، بما تمتع به من قرب للاولياء الالهیین، ولا زال محط انظار المحبين والمغرمين والمتعاطفين، مع هذا الرجل العظيم، درة التاريخ النادرة، والذي لم يطلب اي شيء له ولمن يرتبط به قرابة. رحل خفيف الجناح مطمئنا، تاركا الحياة دون ولع، مودعا مصباح الايمان المتوقد، كامانة، عند المؤمنين والمعتقدين في كافة انحاء العالم. لقد تحولت، اليوم، شتلات فردوس الهداية، في ساحة الفكر والعمل الى اشجار عظيمة، حيث روى المنطق الالهي للامام الخميني (قدس) الارواح، وغير ّ المسارات، وقرّب زوال النظريات المادية، كما وعد سماحته وترسخت اقدام ابنائه المعنويين، سفراء فکره واسس مبانیه علی (ما خطه ورسمه).
بقلم: د. علي كمساري
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال