في العقود الأخيرة ، كان الشرق الأوسط دائمًا بؤرة لمجموعة متنوعة من الأزمات التي جعلت العالم مسرحًا للصراعات الوطنية والإقليمية والدولية. في غضون ذلك ، يعد التطرف إحدى الظواهرالمركزة عليها في مجال العلاقات الدولية ، والذي نواجهه الآن في منطقة الشرق الأوسط ومعظم الدول الإسلامية. في الوقت الحاضر ، يلجأ بعض الجماعات المتطرفة إلى استخدام أدوات الإرهاب لتحقيق أهدافها. يمكن اعتبار الإرهاب النشط اليوم شكلاً من أشكال العنف السياسي کما أن أحدث أشكال الإرهاب في الشرق الأوسط هو التكفيريون ، الذين خرجوا من الطبقات الخفية في أعقاب الانتفاضات الجديدة في العالم العربي ، و ظهروا في الواقع كتهديد أمني خطير وفي مظهر أكثر عنفًا. تعد السعودية من أهم الدول الداعمة لهذه الجماعات في المنطقة ، وهي أحد عملاء الحرب لتنظيم الجماعات الأيديولوجية بنهج تكفيري. الجماعات التكفيرية المدعومة من السعودية اقتصادياً وعقائدياً وعسكرياً ، هي السبب الرئيسي لزعزعة الاستقرار السياسي في العراق وسوريا ، ومن ناحية أخرى ، أدت بعض الخلافات في الشرق الأوسط إلى الصراع على السلطة ونشوء فراغ أمني و ثم تحولت المنطقة إلى جنة تأمُلُها الجماعات المتطرفة كداعش. ملك تنظيم داعش قدرة عظيمة في العراق وسوريا بالسيطرة على أجزاء كبيرة من هذه الدول ، الأمر الذي شكل ، بالإضافة إلى الأزمة الأمنية والتهديد الإقليمي الخطير للعراق وسوريا ، تهديدات ومخاطر كبيرة للأمن الدولي و الإقليمي.
اللافت في أمر الجماعات التكفيرية و الإرهابية أنها بالتأكيد لم تكن تضمن بقاءها من دون دعم مباشر و قوي ، ومن هنا يأتي دور مسألة اعتمادها على الحكومات الأخرى والانتماء إليها .
منذ ظهور الجماعات الإرهابية في المنطقة ، وخاصة داعش ، أثيرت أيضًا مسألة الدعم الإسرائيلي لهذه المجموعة الإرهابية إلى جانب الولايات المتحدة. في سبيل هذا يمكننا أن نجد بوضوح العديد من المصالح المشتركة بين مؤيدي الجماعات التكفيريّة والكيان الصهيوني.
ومن أهم هذه الأسباب أن الكيان الصهيوني كان دائمًا یغتنم الفرصة لتسییر سياسته التوسعية تجاه سوريا وإخراجها من محور المقاومة المناهضة للصهيونية في المنطقة. لذلك كلما استطاعت داعش أن تتقدم في المنطقة جعلت إسرائيل قريبة جدًا من هدفها. بداية لم يخض الكيان الإسرائيلي الصراع بشكل مباشر في الأيام الأولى من حرب سوریا بل دعم المجموعات المسلحة المعارضة و في مقدمتها جبهة النصرة ، والتي كانت نشطة بالقرب من حدود مرتفعات الجولان ، ومع تعقيد الوضع في سوريا و تضارب مصالح القوى المختلفة في البلاد ، اضطر الكيان إلى مهاجمة القواعد العسكرية السورية بشكل مباشر ومواصلة دعم الجماعات الإرهابية مثل داعش. إلى جانب ذلك دعم الصهاينة داعش بطرق مختلفة ، بما في ذلك: علاج مقاتلي داعش في المستشفيات العسكرية في مرتفعات الجولان المحتلة ، وشراء النفط من داعش عبر شبكات وسيطة ، وبيع الأسلحة الإسرائيلية لداعش ، والمحاولة لانضمام المزيد من شباب دول المنطقة إلى داعش ، محادثات صهيونية مباشرة مع داعش للإفراج عن أكثر من 100 عربي من مواطنیها يعيشون في فلسطين المحتلة ، المعروفين بعرب 48 الذین انضموا إلى داعش ، أما أهم سبب للتعاون بين داعش و الكيان الصهيوني فهو عدم مهاجمة داعش علي إسرائيل. لأنه لا توجد عملية و لو واحدة لداعش نفذت داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة بل واعتذر بعد قليل من إسرائيل في قضية الهجوم علی مرتفعات الجولان ، والنقطة الخطيرة في هذا الصدد هي أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام لم يصدر أي بيان ضد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
و يمكن القول فيما يتعلق بدعم الكيان الصهيوني للإرهابيين التكفيريين إن سياسات الكيان الصهيوني ليست فقط عائقًا خطيرًا في سبيل مكافحة الإرهاب والتطرف و اجتثاثهما في المنطقة فحسب ، بل إنها تسبب نشرالإرهاب و توسع جذوره ، حیث يحاول الكيان الصهيوني تدمير الجيوش الوطنية في المنطقة من أجل خلق حالة من انعدام الأمن لتطویر أهدافه فيها ، وبالنظر إلى المؤشرات المتاحة ، فإن دعم الكيان للتكفيريين ووجود مصالح مشتركة بينهم يثبت أن الكيان يلعب دورًا رئيسيًا في خلق الجماعات الإرهابية و نشرها في المنطقة.
المصدر ؛iuvmpress.news
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال