" المقاومة الإسلامية في البحرين تعلن ضرب هدف داخل إسرائيل" هذا العنوان بكل ما يحتويه من معاني الدعم والمقاومة لأهلنا في فلسطين ضد الكيان الإسرائيلي الغاصب، تسابقت وسائل الإعلام المحلية والدولية على بثه وتداولته المواقع الأخبارية، نقلاً عن المقاومة الإسلامية في سرايا الأشتر البحرينية والتي نشرت مقطع فيديو أعلنت فيه أنها استهدفت هدفاً حيوياً ومهماً بطائرة مسيرة للمرة الثانية في ميناء أم الرشراش وهو مقر الشركة المسؤولة عن النقل البري في الكيان الصهيوني في (إيلات المحتلة). وأعلنت المقاومة الإسلامية في البحرين أنها نفذت هذه العملية في 2 أبريل (الخميس الماضي) وأنها ستواصل عملياتها دعما للمقاومة والشعب الفلسطيني.
هذه هي المرة الثانية التي تستهدف فيها سرايا الأشتر البحرينية التي أعلنت وجودها منذ 2012، ميناء إيلات المحتل دعما لغزة. كما أعلنت هذه المجموعة الأسبوع الماضي أنه في 27 أبريل تم استهداف الميناء المذكور بهجوم بطائرة بدون طيار. [1]
المقاومة العراقية أيضا والتي تساند منذ الأيام الأولى الشعب الفلسطيني بعد معركة طوفان الأقصى تقصف أهدافاً استراتيجية لمراكز أمنية في بئر السبع وتل أبيب وذلك بصواريخ متطورة من مسافة أكثر من 500 كيلومتر من الأراضي العراقية، وكذلك لوحظ نشاط متزايد لعمليات المقاومة اللبنانية من قبل حزب الله في لبنان باتجاه الحدود الشمالية للكيان بضربات مركزة استهدفت عناصر وجنود مع آلياتهم العسكرية أثناء استعدادهم لدخول رفح ولاننسى اللاعب اليمني الفعال الموجود والحاضر دائماً منذ اندلاع المواجهات بعد 7 أكتوبر، ويأتي هذا التصعيد أيضاً بعد أن صعدت فصائل المقاومة في قطاع غزة وخان يونس ورفح من عملياتها ضد محاولات الاقتحام العسكري لرفح من قبل قوات الإحتلال.
الجدير بالذكر أن هذا التنسيق بين مجموعات المقاومة في العراق ولبنان واليمن والبحرين مؤخراً يأتي ضمن خطة دعم المقاومة وتوجيه عدة ضربات للكيان الإسرائيلي من عدة جبهات لإشغال أجهزته الأمنية والعسكرية وتشتيت قدرة القوات المحتلة على الرد في مختلف القطاعات والجبهات.
رسالة اللاعب الجديد!
نعود للخبر الأساسي من البحرين وهنا نتحدث عن مسافه ربما تتجاوز اكثر من 2000 كيلو متر باتجاه فلسطين المحتلة، ولابد أن نشير الى أن مقر هذه السرايا أو مكان انطلاق هذه الهجمات هو بحد ذاته يحمل رسالة خاصة موجهه الى القوات الأمريكية المتمركزة في البحرين وهي الأسطول الخامس الأمريكي وهذه الرسالة تدق ناقوس الخطر من حيث أن هذه العملية التي أعلنت عنها سرايا الأشتر للمقاومة الاسلامية في البحرين إنها توجد في بلد مطبع مع أمريكا وبالقرب من أهم القواعد الأمريكية في المنطقة وبالطبع في هذا المقر دائما يتواجد ضابط عمليات إسرائيلي، حيث توجد حركة انتقال للبواخر والسفن الحربية والمقاتلات من الإسطول الخامس الأمريكي، فاذاً هي رسالة تشير الى مدى جدية استهداف هذه المواقع من قبل هذه المقاومة حسب التطورات المستقبلية.
أهمية هذه العملية
تعتبر هذه العملية رساله ذات وجهان أولاً ما تحمله من إظهار القوة العسكرية الجديدة وماتملكه هذه المقاومة من أسلحة يصل مداها الى أكثر من 2000 كلم، وهي مسافة بحد ذاتها تعتبر رسالة للكيان الإسرائيلي إنها تستطيع أن تستهدفه من أبعد النقاط، وأما الرسالة الثانية؛ وهي أن جبهات الإسناد للمقاومات الإسلامية الموجودة في المنطقة تعددت وزادت من عملياتها وأنشطتها ضد الكيان المحتل وذلك دعماً واسناداً للفصائل الفلسطينية المقاتلة في غزة أو في رفح أو في خان يونس أو في قطاعات الجبهات الساخنة في فلسطين المحتلة ضد الكيان الغاصب وبالتزامن تتم هذه العمليات ضمن خطط منسقة بات معروفاً أنها تستهدف بوقت واحد أهدافاً استراتيجية وأهدافاً مهمة في داخل العمق الإسرائيلي، وهذا سيضعف دفاعات الكيان الإسرائيلي في صد هذه الهجمات وتزيد من تأثيرها في استهداف المواقع العسكرية الهامة التي تندرج في بنك أهداف هذه الفصائل المقاومة.
ولابد من الحديث أيضاً عن أهمية ودور جبهات الإسناد وتوسع رقعتها في المنطقة مع استمرار ملحمة طوفان الأقصى، حيث أعلنت المقاومة الإسلامية اليمنية على لسان المتحدث بإسمها العميد يحيى السريع أنها ستبدأ المرحلة الرابعة من عملية الدعم والاسناد للمقاومة الفلسطينية، حيث أعلنت عن أنها ستستهدف جميع السفن التي ستخرق قرار حظر الملاحة الاسرائيلية وحتى مصالح الشركات التابعة للدول التي تدعم إسرائيل أو حتى تلك التي لاتقف مع الشعب الفلسطيني و تعبر من البحر الأحمر باتجاه الموانئ الفلسطينية المحتلة. [2]
الأثر البالغ الذي تفرضه جبهات الإسناد على مسار الحرب في غزة
هناك تصعيد على مختلف المجالات إن كان في مستوى الرد أو في مستوى استخدام الأسلحة المتطورة التي تتناسب مع المرحلة التي يتم الرد فيها من قبل تلك الجبهات. والملاحظ أن جبهة المقاومة اللبنانية بدأت بتطوير أسلحتها المستخدمة في الهجوم على المراكز والأهداف الإسرائيلية، وأيضا العراق باستخدامها مؤخراً صواريخ متطورة تصل من مسافات لأكثر من 500 كلم في العمق الإسرائيلي وأيضا استهداف الطرق البحرية المتجهه نحو الموانئ الفلسطينية المحتلة. هذه الأساليب التي طورتها جبهات الإسناد والدعم في الحقيقة تتناسب مع السياسات التي تتخذها أمريكا وإسرائيل من خلال حربها في غزة، لكن تصعيد هذا الحدث وتصعيد هذه الجبهات يعود للسياسات الخاطئة والخطط الفاشلة التي اتخذتها اسرائيل وأدت الى تصعيد مقابل في هذه الجبهات والتي يزيد عددها كل يوم، وليس فقط يزداد عددها بل تزداد قدراتها مع دخول لاعب جديد في كل فتره دعماً وإسناداً للمقاومة الفلسطينية. السؤال هنا هل فعلاً لدى إسرائيل القدره على صد هذه الهجمات في وقت واحد في حال تم تنشيطها معاً؟ هذا سؤال حتماً ستجيب عنه قادمات الأيام ولكن هناك شك في قدرة إسرائيل على الصد وعلى مقاومة كل هذه الجبهات في وقت واحد .
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال