المقاومة… المقاومة… سبيل للحرية والتحرير والاستقلال 24

المقاومة… المقاومة… سبيل للحرية والتحرير والاستقلال

المقاومة، المقاومة، نقولها ونعني بذلك ان السبيل الوحيد للحرية ولانهاء الظلم والبطش والمجازر التي تفرض على شعبنا في أكثر من مكان من منطقتنا لا يمكن مواجهته سوى بالمقاومة، المقاومة بأشكالها المختلفة.

عندما نقول المقاومة لا نعني فعلاً محدداً في مواجهة العدو المحتل بل نعني نهجاً متكاملاً يحشد ويعبىء الشعب ليقاوم المحتل بكل الوسائل ، ابتداء من مقاطعة البضائع التي يغرق بها الاسواق مروراً بعدم الرضوخ لقوانين التي يحاول فرضها على الشعب الرازح تحت الاحتلال الى المقاومة الشعبية العارمة في كل مكان.

وعلى رأس ذلك مواجهة صدامية يومية مع نهب الارض ومصادرتها وهدم البيوت على رؤوس اهلها واكراه اهل البيوت احياناً بهدم البيوت بأيديهم تحت حجج واهية مختلقة و مواجهة محاولاتهم فرض السيادة الاحتلالية على كل الاراضي المحتلة بعد ان تحول اجزاء كبيرة منها الى مناطق عسكرية مفروضة فرضاً على اهل البلاد.

وهذا النهج لا شك انه مسار ومسار طويل وخلاله لابد من تعديل ميزان القوى نتيجة التراكم الكمي لعملية المقاومة ، تعديل ميزان القوى يتطلب نقلة نوعية نتيجة التراكم الكمي الكبير لفعل مقاوم يتصدى للاحتلال في كل زمان وكل مكان في الارض المحتلة من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب ، في الضفة والقطاع ، هكذا تتوحد جهود الشعب ضمن نهج واحد لمواجهة المحتل البغيض الدموي العنصري.

ومن ناحية اخرى، لابد من الاشارة الى نقلة نوعية حصلت فعلاً وذلك بتفاعل المقاومة الفلسطينية وشجاعتها في التصدي للعدو الصهيوني وشجاعة الشعب الفلسطيني وصموده واسراره على التصدي لهجمات الاستيطانية الصهيونية ولعملياتها الدموية ضد شعب بأكمله.

هذه النقلة النوعية هي ارتباط وتلاحم المقاومة الوطنية الفلسطينية بمقاومة فصائل مقاومة اخرى في اكثر من بلد عربي ولنفس العدو الذي يشكل جبهة متراصة ضد شعوب المنطقة وضد طموحها بالحرية وضد حقها بالحياة والنمو والتطور وامتلاك ثرواتها واستقلالها وسيداتها.

التراكم الكمي للمقاومة في اكثر من قطر عربي في فلسطين ولبنان واليمن والعراق وسوريا وعلى مشارف ايران ، هذه المقاومة شكلت ايضاً تطوراً هاماً في مسار مواجهة المخطط الامريكي الصهيوني للسيطرة على المنطقة ونهب ثرواتها واخضاعها لاملاءاتها وتجيير مواقعها الجيوسياسية والجيواقتصادية لمصلحة الصهيونية ولمصلحة الامبريالية الغربية بشكل عام .

النقلة النوعية ، والقائد حسن نصر الله هو الذي قاد هذا النهج واعلن بوضوح وعلى رؤوس الاشهاد ان تحرير القدس وحماية الاقصى لم تعد مسؤولية فلسطينية فقط ، بل هي مسؤولية محور المقاومة وكذلك نقول ان مسؤولية الكفاح الشعبي البطولي ضد هجمة معسكر العدوان الامريكي الصهيوني السعودي على اليمن على شعب اليمن واطفال اليمن، ليست مسؤولية المقاومين اليمنيين وحدهم فقط وليست مسؤولية انصار الله فقط او الجيش اليمني او اللجان الشعبية بل هي مسؤولية محور المقاومة الذي يجب من اجل التصدي الفاعل والمؤثر والذي يحقق انتصارات تتراكم.

يجب ان يضع عبر غرفة عمليات موحدة خريطة طريق كي نلحق الهزيمة بمعسكر العدوان في كل بقعة يحاول فيها المعتدي ان يملي شروطه وان يسيطر على مقدرات البلدان المستهدفة ولا شك ان للعراق حصة كبيرة جدا.

اذ ان ثروات العراق الهائلة تنهب يومياً ونسمع عن هبات من واشنطن للعراق هبات تافه لمساعدة العراق بينما تنهب الولايات المتحدة ثروات العراق الضخمة التي كانت في يوم من الايام جعلت الدينار العراقي مساوي لثلاثة دولارات او اكثر ، هذه الثروة الضخمة تنهب يومياً وتسرق ويجوع الشعب العراقي وترعرع داعش مجدداً ، بحليب امريكي ودعم امريكي من أجل تبرير بقاء القوات المحتلة على ارض العراق واستمرار عمليات النهب التي لاحدود لها.

والتي طالت المخزونات الاستراتيجية التي كان العراق قد وضع حداً لنهبها واوقف استخراج النفط منها للاحتفاظ بها احتياطات للعراق وتقدمه ، هنالك طبقة من الفاسدين في العراق ، فاسدين يحميهم بعض القادة السياسيين وهنالك حكومة تتراوح دائماً رجل في البور ورجل بالفلاحة وتخضع في نهاية الامر لشروط امريكية.

لابد من اشعال نار المقاومة الحقيقية للشعب العراقي الموحد، بعيداً عن الطائفية وبعيداً عن التفرقة التي تحاول واشنطن استغلالها من اجل عدم نهوض مقاومة شعبية شاملة لوجود الامريكي الاحتلالي ولمخطط الولايات المتحدة للاستمرار في نهب ثروات العراق.

وكذلك الامر في سوريا ، اذ ان البرنامج الذي طرحه الرئيس بشار الاسد يتطلب تشكيل قوة شعبية متحركة مناهضة لنهب ثروات سوريا ، وقواعد الاحتلال بغض النظر عن العلم الذي ترفعه ، لابد من مواجهة ذلك ليس فقط عبر الجيش العربي السوري ، بل لابد من شن حرب مقاومة شعبية عارمة مستمرة حتى يعرف هذا العدو ان لا مكان له على الارض العربية السورية ، ان الدفاع عن ارض سوريا لا يتم الا من خلال الشعب الذي بدأ يشعر بأن عليه واجب حقيقي وما المؤامرات التي مرت على سوريا الا لتهجير ملايين السوريين وعدم تشكيل مقاومة شعبية عارمة.

جاء الان الوقت وحان من أجل تشكيل هذه المقاومة الشعبية المدعومة من محور المقاومة للتصدي الفاعل والمباشر للوجود الاحتلالي بغض النظر عن العلم المرفوع ، ولنهب ثروات سوريا، ان منظر الشاحنات التي تنهب نفط وغاز سوريا وتهربه لكردستان العراق منظر يشمئز الانسان ويغلي لأن ضرب مثل هذه القوافل هو واجب وطني وواجب قومي ولابد من فعل ذلك حتى يعلم العدو ان المال المنهوب والثروات المنهوبة لا يمكن ان تمرر خارج الحدود لينعم بها الاستعمار وينعم بها المحتل وينعم بها مجموعة من العملاء الذين يسمون شتى الاسماء منها قيادة قسد ومنها غير ذلك .

ان النقلة النوعية التي اعلن عنها السيد حسن نصر الله ، اي ان واجبات التصدي للمخطط الامريكي الصهيوني في كل قطر من الاقطار ليست مسؤولية ذلك الفصيل المقاوم في ذلك البلد وحده بل هي مسؤولية محور المقاومة بشكل عام .

واذا عدنا لخطاب السيد حسن نصر الله الذي القاه في ذكرى استشهاد ابوهيثم البطل المقدام والنموذج للشجاعة والبطولة والفداء بغض النظر عن الجغرافيا لكنه واضح من حيث التصويب على نفس العدو ، نفس التشكيل المعادي لأمتنا حيث ما كانت.

في هذا الخطاب ، حدد القائد الملهم حسن نصر الله اموراً قد تبدو بسيطة لعدد من الناس وقد تبدو بسيطة لكل المستمعين لكنها امور كبيرة وخطيرة وحساسة وتشكل معالم على هذا المسار الذي تحدثنا عنه وتشكل محطات في التراكم الكمي المطلوب لاحداث نقلة نوعية جديدة في معارك المواجهة مع معسكر الاعداء الذي تقوده واشنطن وتشكل اسرائيل مخالبه الرئيسية كما تشكل الانظمة المطبعة والخاضعة لإملاءات واشنطن في الجزيرة العربية والخليج مخالبه الفرعية.

ربطه بابداع المقاومة الفلسطينية عبر افكار وحركات ان دلت على شي فهي تدل على الاصرار والتصميم لدى كل الاجيال الشابة على التصدي للاحتلال بشتى الوسائل واحداث تغيرات مفاجئة للعدو الصهيوني في عملية المقاومة ، وتحدث عن ذلك الشاب الذي استخدم السور الواقي الذي بنته اسرائيل ليطلق النار من مسدس صغير على جندي اسرائيلي ليصبه بجراح خطيرة من خلال ثقب في ذلك الحائط الذي منع الاسرائيليين او فاجئهم.

ولم يتح لهم المجال للرد على الشاب الصغير بنيرانهم لأن الحائط الذي بنوه تصرف واصبح ضدهم بدلاً من ان يكون حامياً لهم ، لقد اسقطت رصاصة الشاب الصغير التي ثمنها ستة اغورات اي لا يتجاوز ستة ليرات لبنانية بالعملة المحلية

هذه الرصاصة هدرت مليارات الدولارات التي صرفها بنيامين نتنياهو لبناء هذا السور تحت الارض وفوق الارض لحماية جيشه من غضب الشعب الفلسطيني ، هذه الافكار اثبتت ان مهما فعل العدو لحماية نفسه فان التصميم والارادة التي يتمتع بها جيل كامل من شباب فلسطين هي المهيمنة وهي التي ستدفع المقاومة الفلسطينية خطوات للامام ، خطوات تحدث تراكماً كمياً سيؤدي حتماً الى نقلة نوعية متوازية ومتزامنة ومنسقة مع التراكم الكمي الذي ستحدثه بقية الفصائل.

ذلك التراكم الذي سيؤدي الى تغيير نوعي ونقلة نوعية في مجمل برنامج محور المقاومة ضد معسكر الاعداء في كل مكان.

واذا كنا قد وجهنا برسالة مفتوحه ، للقائد حسن نصر الله ، تحية من القلب من أهل فلسطين ، اهل فلسطين الصابرين المناضلين ، شعب الجبارين، الذي انتج وينتج جيلاً بعد جيل مقاومين ليس دفاعا عن فلسطين فقط بل دفاعاً عن كل الامة العربية والاسلامية دفاعاً في وجه هذا السرطان الخطير الذي زرع على ارض فلسطين ، هذه التحية من أهل فلسطين هي تحية الوعد، بأن يستمر الشعب الفلسطيني بالتمسك بالحقوق ، الشعب الفلسطيني سيتمسك بالحقوق ، وسيصمد وسيواجه ولكنه يعلم تماماً ان ما تفضل به القائد السيد حسن نصر الله هو صحيح مئة بالمئة ، اي ان المسؤولية هي مسؤولية محور المقاومة في كل مكان ضد نفس معسكر العدوان ، واشنطن تل ابيب العائلة السعودية وعائلات الخيانة في الخليج.

ايها القائد حسن نصر الله نقول لك مرة اخرى ، انك عندما تتحدث تجذب شعبنا الفلسطيني ، اطفالاُ وشباباً ، نساءً ورجال، وشيوخاً ، للاستماع لك ، لأنك بالنسبة لهم الرجل الصادق والأمين والذي لا يكذب ابداً ويفي عندما يعد ، ان الله معنا والله أكبر على كل من طغى وتجبر.


 بسام ابو شريف

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال