المقاومة اليمنية هجومية ومفاجِئة 157

المقاومة اليمنية هجومية ومفاجِئة

استهدف الجيش اليمني يوم الأحد 25 سبتمبر بصاروخ جديد فرط صوتي هدفًا عسكريًا في منطقة "يافا" بتل أبيب في الوقت الذي عجزت فيه أنظمة الدفاع الجوي لهذا الكيان عن اعتراضه. وقد قطع هذا الصاروخ مسافة تقدر بحوالي 2040 كيلو مترًا خلال أحد عشر دقيقة ونصف، مما أثار الخوف والذعر في الأوساط الصهيونية، لدرجة أنه للمرة الأولى في تاريخ الكيان الإسرائيلي لجأ أكثر من مليوني صهيوني إلى الملاجئ.

للمرة الأولى استخدم أنصار الله في اليمن مجموعة من الصواريخ الباليستية بعيدة المدى والدقيقة والخفية عن الرادار الأمر الذي أثار دهشة الجنرالات في جيش الاحتلال حيث تمكنت هذه الصواريخ من تخطي ستة أنظمة مضادة للصواريخ والنجاح في الوصول إلى تل أبيب و أصابت أهدافها بالقرب من مطار بن غوريون.[1]

بعد هذه العملية أشار يحيى سريع المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية إلى أن هذه العملية تأتي ضمن المرحلة الخامسة وتعتبر ذروة جهود أبطال الوحدة الصاروخية لجيش اليمن، الذين بذلوا جهودًا كبيرة لتطوير التكنولوجيا الصاروخية لتلبية احتياجات ساحة المعركة وتحديات مواجهة العدو الصهيوني حيث نجحت الصواريخ في إصابة الأهداف وتخطي جميع الحواجز وأنظمة الاعتراض الموجودة في البر والبحر والتي تتنوع بين أمريكية وإسرائيلية.[2]

في الواقع نفذ اليمنيون قبل شهرين هجومًا بطائرات مسيرة على تل أبيب وبعدها شن الصهاينة هجومًا على الحديدة مما دفع اليمنيين إلى أن يكونوا أكثر تصميمًا على مواجهة إسرائيل والتقدم نحو أهدافهم وتنفيذ المراحل التالية من الهجوم، بما في ذلك الهجوم الصاروخي الأخير. يُظهر هذا الهجوم تطور وتعزيز الوحدة الصاروخية لجيش اليمن لمواجهة التحديات في المعركة مع الكيان الإسرائيلي. كما أشار عناصر أنصار الله إلى أن هذه العملية تحمل رسالة مهمة تدل على الدعم المستمر لليمن لشعب فلسطين والتي يبدو أنها ستستمر حتى تثير ذعر الصهاينة.

في الواقع لهذا الهجوم آثار استراتيجية هامة سنشير إليها:

1. تغيير المعادلات الإقليمية: اليمن، البلد الذي يعاني من أشد حصار وتقييد وفرض عقوبات تمكن من تحقيق الاكتفاء الذاتي والتقدم واستطاع توجيه ضربات بصواريخ فرط صوتية نحو تل أبيب المحمية بأنظمة الدفاع المشتركة الغربية مع إسرائيل. من خلال هذه العملية عزز اليمنيون مكانتهم وقيمتهم أكثر في المنطقة وأثبتوا أنهم لاعبون مؤثرون يمكن الاعتماد عليهم في المعادلات الإقليمية وأصبح اليمن نقطة ثقل مؤثرة في المنطقة الاستراتيجية لمضيق باب المندب والبحر الأحمر.

2. إهانة الكيان الإسرائيلي: أُطلقت صواريخ اليمن وتمكنت من اجتياز العديد من أنظمة الدفاع وأصابت قلب الأراضي المحتلة، بينما عجزت أنظمة الدفاع الصاخبة والشكلية للصهاينة عن اعتراض صواريخ الجيش اليمني فرط الصوتية على الرغم من إطلاق أكثر من 25 صاروخًا مضادًا، وبلغت سرعة الصاروخ اليمني في المرحلة المتوسطة 11 ألف كيلومتر، بينما في المرحلة النهائية تقترب السرعة من 20 ألف كيلومتر في الساعة، واعتراض مثل هذه الصواريخ يفوق قدرة جميع أنظمة الدفاع الغربية.

3- إرادة جيش اليمن تجسيد لإرادة محور المقاومة: بعد الهجوم على الحديدة كان الإسرائيليون يدعون دائمًا في وسائل إعلامهم أنهم قدموا درسًا كبيرًا لليمنيين، مفاده أنهم لن يتورطوا مرة أخرى في مواجهة مع إسرائيل. على الرغم من أن اليمنيين أكدوا مرارًا وتكرارًا أنهم سيستمرون في دعمهم لفلسطين، إلا أن الإسرائيليين لم يصدقوا ذلك حتى وقع الهجوم الصاروخي الأخير، حيث أثبتت اليمن إرادتها الثابتة للوصول إلى أهداف محور المقاومة. وقد جعل هذا التصرف من اليمن نظام الاحتلال الإسرائيلي وداعميه يفكرون أكثر في وعود الانتقام من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومعرفة أن محور المقاومة ملتزم بكل ما يدعيه.

4. حتمية المراحل الأخرى من العمليات ورعب إسرائيل: بعد هذا الهجوم الصاروخي صرح قائد حركة أنصار الله اليمنية "سيد عبدالملك بدر الدين الحوثي"، قائلاً: "موقفنا ثابت حتى تحرير فلسطين من الاحتلال وطالما استمر العدوان والحصار على غزة فإن عملياتنا ستستمر". ولذلك لا بد من القول إن اليمنيين أثبتوا أن لديهم القدرة على مواصلة مثل هذه العمليات، وإذا استمرت هذه الهجمات فإن تدمير إسرائيل سيكون أمراً مؤكداً.

حکیمة زعیم باشي


[1] https://www.isna.ir/news/1403062515725
[2] https://fa.alalam.ir/news/6958708
لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال