سيوف نصرالله المشهرة تظلّل لبنان بالهيبة والقوة الرادعة، وهي تضمن حماية البلد وثرواته الكامنة والظاهرة في البحر واليابسة، والتقاط الفرصة النفطية والغازية بات في متناول اليد على توقيت كارثة كبرى، يطول الكلام في وصفها ويتشعب مشوبا بمرارات يومية يردّدها الناس.
يعترف سائر المعنيين بوصف الكارثة، ويطنبون في استعماله وترداده ويعرضون عن حقيقة أن الخروج منها يتطلّب قرارا وبصيرة في صياغة الخطط الوطنية، وإرادة هجومية محرَّرة من حمّى التناهش والتناتش المتأصلَين في طباع الواقع السياسي وعاداته المتوارثة، وبشرط أن تنأى الخطط المعتمدة عن هرطقة الوصفات المستعارة، وتعتمد المعيار الوطني السيادي بنزاهة.
هدر الفرصة بأي ذريعة سيرتّب على البلد خسائر جسيمة وأكلافا مضاعفة، وهو جريمة موصوفة تنحدر بمرتكبيها الى درك الخيانة. فمن كانت لديه حالة اختناق اقتصادي ومالي وكارثة انهيار كبير كالتي نعيش فصولها القاتمة، يفترض أن يتلهّف للإمساك بأي فرصة نوعية تلوح أمامه بيقين التحقّق الممكن عمليا، وبتوافر ما يكفي من المقوّمات والمرتكزات المادية البينة والظاهرة لانطلاق مسار جديد، ينهي الكارثة ويؤسس ليقظة ونهضة صناعية مؤكدة.
لن نسترسل على طريقة الراعي وجرة السمنة التي كسرها، فسالت على رأسه في حلم يقظة. وما نورده هو وقائع بينة مفحمة، وليس فعل حلم يقظة، ولا مناما يروى. فاليوم تبرهن الوقائع على أن الصهاينة باشروا نصب المنصّات وتحريك الحفارات ومدّ الخراطيم ولا يهدرون الوقت.
بعض المعلومات العلمية تقول إن حصّة لبنانية مهدّدة بالشفط من الحقول والتجويفات الجيولوجية المتداخلة برا وبحرا بين لبنان وفلسطين، وهو أمر خطير يعني أننا في سباق الزمن، قد نصل متأخرين بعد شفط المخزونات بالخراطيم العبرية، ولات ساعة مندم.
ما نرمي اليه، هو التشديد على سرعة المبادرة وعدم التماهل أو الانتظار أو التباطؤ، فتلك جرائم إن وقعت، وليست مجرّد هفوات، أيا كان الفاعلون، وأيا كانت ذرائعهم أو التبريرات التي يتستّرون بها. ونتوجّه بكلمة الى جميع القادة والمسؤولين لإعطاء الموضوع ما يستحق من اهتمام.
وبكل احترام نقول للسادة الرؤساء إن الأمر يستحق مؤتمرا وطنيا في قصر بعبدا برئاسة فخامة الرئيس، وبمشاركة سائر الرؤساء والمسؤولين والقادة والخبراء المعنيين، لوضع خطة وطنية وآلية تنفيذ عملية، تنطلق فورا بجميع مستوياتها التشريعية والتنفيذية والإدارية والتقنية، فالوقت لا يمهل والعدو لا ينتظر وحال الانهيار أوجب وأدعى للعجلة دون استمهال أو تسرع.
من كانت لديه مقاومة هادرة بقدراتها التي تردع الكيان الصهيوني وتكبّله بالرّدع لا يفترض أن يتردّد في الإقدام، والتحرّك بسرعة لتخطّي العوائق وتذليل الصعوبات لالتقاط الفرصة الثمينة دون تردّد، وقدرة المقاومة تحمي حقّ الحياة والاستمرار رغم الصعوبات. فالأمان الراسخ في حاصل الرّدع المقاوم، يرعى كفاح الشعب الصامد وصبره.
الفرصة الثمينة والصدفة السعيدة باتت متاحة، وهي لا تحتمل أن تُهدر أو تحرق لأي اعتبار أو بأي ذريعة كانت، ففعل التباطؤ أو العرقلة هو خيانة مبرمة، ولا عذر لمتخاذل أو جبان أو مقصّر، والتاريخ، كما الشعب لا يرحم ولا يعفو أو يغفر.
بقلم: غالب قنديل
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال