بعد أقل من شهرين من العملية العسكرية الروسية تجاه أوكرانيا اقترح المجلس الأطلسي بدعم من قيادة حلف شمال الأطلسي «الناتو» جعل أوكرانيا بعد عسكرتها، أشبه ما تكون بالكيان الصهيوني العنصري، وقد دوَّن هذا الاقتراح المستشار الإسرائيلي لتكنولوجيا التجسس دانييل شابيرو الذي سبق أن كان سفيراً لواشنطن في تل أبيب في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، إلى أن تبنى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ذلك المقترح بقوله إن أوكرانيا ستكون مستقبلاً مثل «إسرائيل كبيرة»، مستلهماً وصف وزير الخارجية الأميركي الأسبق ألكسندر هيغ الكيان الصهيوني بأنه بمنزلة «أكبر حاملة طائرات أميركية في العالم لايمكن إغراقها»، فيما طرح شابيرو رؤيته المستقبلية لصيرورة أوكرانيا معقلاً للناتو، يمكن عبره إبراز قوة الولايات المتحدة الأميركية ضد روسيا.
في هذا السياق يرى زيلينسكي أنه «ليس بالإمكان جعل أوكرانياً سويسرا المستقبل لكننا بالتأكيد سنصبح إسرائيل كبيرة» غير آخذٍ بالاعتبار ومتجاهلاً وصف منظمة العفو الدولية الكيان الصهيوني بأنه دولة فصل عنصري.
وما من شك في أن عسكرة أوكرانيا وتحويلها إلى خزان من الترسانات الحربية الأميركية والأطلسية حسب نصائح شابيرو ورهانات زيلينسكي وأمنياته، سيثير لُعاب الجهات «الصناعية الحربية» الأطلسية المانحة التابعة للناتو، ويجعلها المستفيدة الوحيدة من ذلك بشكل كبير، ما يؤكد ذهاب زيلينسكي وتل أبيب والناتو نحو مزيد من التنسيق ضد روسيا وإيران وحلفائهما على الساحة الدولية، انطلاقاً من المسألة الأوكرانية الراهنة، والعمل معاً على إجهاض الاتفاق النووي بين واشنطن وطهران والحيلولة دون نجاح المحادثات النووية وعرقلة استمرارها. هذا من جهة، ومن جهة أخرى التنسيق الأوكراني الإسرائيلي الخاص بتدريب عناصر راديكالية أوكرانية وإيرانية معارضة لإرسالهم للقتال ضد الروس من جهة، والقيام بتنفيذ عمليات إرهابية في الداخل الإيراني من جهة أخرى، ما يعني المشاركة الإسرائيلية المباشرة ضد روسيا وإيران في آن معاً، ما يستدعي تالياً من الجانب الروسي وضع قواعد جديدة تحكم التعامل مع الكيان الصهيوني باعتباره يمثل تهديداً مباشراً للأمن القومي الروسي ولحلفاء روسيا الحقيقيين ولشعوب العالم أجمع.
لقد سبق للرئيس زيلينسكي أن حضَّ الكيان الصهيوني ولا يزال على الانضمام إلى أوكرانيا في المشاركة المباشرة في الحرب ضد روسيا ومطالبته تل أبيب بتزويدها بأنظمة دفاع جوي إسرائيلية، وخاصة بعد أن عرضت الأخيرة على الأوكرانيين تزويدهم، ومن ثمَّ زودتهم فعلاً بنظام إنذارٍ جوِّيٍ متطورٍ من العمليات العسكرية الجوية الروسية، ما يؤكد بصورة صريحة ضلوعها العسكري المباشر في المسألة الأوكرانية خدمة لنظام زيلينسكي النازي خاصة، ولأهداف حلف شمال الأطلسي والغرب الاستعماري العدوانية المبيتة ضد روسيا وحلفائها بشكلٍ عام.
المصدر: الوطن
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال