الوضع الكارثي لنساء وأطفال اليمن 68

الوضع الكارثي لنساء وأطفال اليمن

يواجه اليمن في الوقت الراهن واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم بعد عدة سنوات من الحرب والصراع، وكان لهذه الأزمة تأثير كارثي على الحصول على الغذاء والتعليم والرعاية الصحية في هذا البلد. وأدت الأزمة الاقتصادية وانهيار البنية التحتية في هذا البلد إلى فقدان جميع الخدمات العامة وشح في العديد من الاحتياجات الأساسية. عمليا لا يوجد نظام صحي لأن المعدات الطبية تم استهدافها أيضا في الحرب. ويعاني الأطفال والنساء كثيراً بسبب عدم حمايتهم من العنف خلال السنوات الثمانية من الصراع. وتعتبر العائلات التي ترأسها نساء أكثر عرضة للخطر بشكل عام من حيث الأمن الغذائي وتواجه الكثير من المشاكل في الحصول على المساعدات الإنسانية، وخاصة خارج مجتمعاتها . 

آثار 8 سنوات من الحرب على نساء وأطفال اليمن

أعلنت منظمة الدفاع عن حقوق المرأة والطفل اليمنية (إنتصاف) في تقرير لها أنه خلال ثماني سنوات من عدوان التحالف السعودي الأمريكي على اليمن، استشهدت 2435 امرأة يمنية وجرح 2762 امرأة أخرى، بالإضافة إلى وقوع 443 حالة اغتصاب.

ويذكر هذا التقرير ان استهداف المستشفيات والمراكز الطبية وانتشار الامراض ادى الى حرمان المرأة من حقها في الاستفادة من الخدمات الصحية الى درجة ارتفعت فيه احصائيات سوء التغذية وخاصة بين الحوامل والمرضعات. وتعاني مليون ونصف امرأة حامل ومرضعة يمنية من سوء التغذية وتموت امرأة و 6 أطفال كل ساعتين، وتشير الإحصائيات إلى أن ما يقرب من 17 ألف امرأة يمنية معرضة لخطر الوفاة أثناء الحمل والولادة. وبسبب الحصار المفروض على اليمن من قبل تحالف العدوان السعودي ومنع دخول الأدوية إلى هذا البلد، فإن ما يقرب من 70٪ من أدوية الولادة غير موجودة في اليمن.

كما زاد عدد حالات الإجهاض والولادات المبكرة بشكل كبير بسبب استخدام الأسلحة غير التقليدية من قبل تحالف العدوان في حرب اليمن.

وبحسب هذه الإحصائيات، فقدت 60 ألف امرأة يمنية أزواجهن في عدوان التحالف السعودي، والآن هناك 417 ألف أسرة يمنية تتولى أمورها النساء.

وفي مجال التعليم، حُرمت 31٪ من اليمنيات من التعليم نتيجة عدوان التحالف السعودي الأمريكي على هذا البلد.

كما أعلنت هذه المنظمة الحقوقية أن نصف اللاجئين اليمنيين، الذين يزيد عددهم عن 5 ملايين، هم من النساء والفتيات، 27٪ منهم دون سن الثامنة، وهذا الأمر يرفع احتمال تعرضهن للعنف .

المعايير المزدوجة للولايات المتحدة في الدفاع عن حقوق المرأة

إن العنف ضد المرأة مدان في كل مكان بالعالم، ويتحمل الجميع مسؤولية منعه ومواجهته، لكن الغرب، وخاصة أمريكا، كان دائماً يتخذ نهجاً منافقاً ويغض الطرف عن جرائم وانتهاكات حقوق المرأة في الدول الحليفة له.

وبينما السعودية وهي واحدة من منتهكي الحقوق الأساسية للمرأة، تولت قبل بضع سنوات رئاسة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إن السخرية المريرة التي تتصف فيها أمريكا أنها تدعي  مدافعتها عن حقوق المرأة. فبالإضافة إلى قمع المرأة في السعودية، وضع آل سعود القتل بلا رحمة للنساء والأطفال اليمنيين على جدول أعمالهم في السنوات الأخيرة. حيث قال وزير الصحة اليمني طه المتوكل قبل أيام: إن التحالف السعودي الأمريكي قتل 8 ألاف طفل وامرأة يمني في السنوات الثماني الماضية.

يتم تجاهل جرائم آل سعود من قبل أمريكا والحلفاء الغربيين الذين صوتوا مؤخرا لصالح سحب عضوية إيران في لجنة الأمم المتحدة الخاصة بوضع المرأة، وعلى الرغم من نظرة السعودية السلبية تماماً للمرأة، لم تُستبعد الرياض من عضوية هذه المنظمة حتى الآن. 

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال