الولايات المتحدة إرهابية وراعية للإرهاب 114

الولايات المتحدة إرهابية وراعية للإرهاب

يُعد الإرهاب واحداً من أبرز وأبشع معضلات حقوق الإنسان في المجتمع العالمي، حيث يهدد شعوب العالم أجمع ويؤثر سلباً على السلام والاستقرار والأمن العالمي. وفي هذا السياق قامت الولايات المتحدة الأمريكية رغم ادعاءاتها برعاية حقوق الإنسان بتنفيذ أعمال إرهابية واضحة وصريحة خلال السنوات الأخيرة فضلاً عن رعايتها للإرهابيين.

الولايات المتحدة إرهابية وداعمة للإرهاب في العالم
خلال السنوات الأخيرة وجه البيت الأبيض اتهامات لبعض الدول لاسيما الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بدعم الإرهاب الدولي،بالمقابل ارتكبت الولايات المتحدة بناءً على هذه الادعاءات الباطلة جملة من الأعمال الإرهابية. وبالنظر إلى الأدلة والشواهد يمكن اعتبار واشنطن إرهابية بامتياز وداعمة الإرهاب في العالم. وفي هذا الإطار يؤكد نعوم تشومسكي في أبحاثه التي نُشرت في سلسلة من الكتب في السبعينيات (مثل كتاب "الاقتصاد السياسي لحقوق الإنسان") أن واشنطن هي التي تمارس الإرهاب الحكومي، وأن مفهوم الإرهاب ارتبط بشبكة نفوذ الولايات المتحدة في الدول النامية. كما يؤكد أن زيادة الإرهاب الحكومي في العالم نتيجة مباشرة للسياسة الخارجية الأمريكية. وفي كتابه "11/9" يشدد على أن "أمريكا هي أكبر دولة إرهابية في العالم وتفتخر بذلك".

هذا الأكاديمي الأمريكي يشير إلى أن واشنطن تدعم الإرهاب في الحكومات التابعة لها، ويقول إن الولايات المتحدة من خلال تقديم الدعم العسكري والمالي والدبلوماسي للإرهابيين تساعد في بقاء الأنظمة الديكتاتورية في السلطة، إذ إن حدوث ثورات أو استقلال تلك الدول يهدد مصالح أمريكا. [1]

الأعمال الإرهابية فخر لأمريكا
لقد شاركت الولايات المتحدة في العديد من الجرائم حتى الآن إلى درجة يمكن معها أن يُقال إن معظم الحروب التي حدثت في القرن الأخير نتجت عن سياسات واشنطن مما أدى إلى وقوع أفظع المشاهد المعادية للإنسانية. والمثير في الأمر أن قادة أمريكا يفتخرون بارتكاب هذه الجرائم ويعظمون مرتكبيها. على سبيل المثال، يجب الإشارة إلى الجريمة الإرهابية والدولية التي ارتكبتها أمريكا في إسقاط الطائرة المدنية الإيرانية عام 1988، والتي أدت إلى استشهاد نحو 300 مواطن إيراني بريء حيث لم تعبر الحكومة الأمريكية آنذاك عن أي ندم أو اعتذار بل كرمت الجناة الرئيسيين وراء هذه الجريمة. [2]

جرايمة هيروشيما وناكازاكي
واحدة من الأزمات الإنسانية التي حدثت في القرن الأخير، و تمثل طبيعة الإرهاب الأمريكي هي القصف النووي لمدينتي هيروشيما وناكازاكي في اليابان، حيث شهدت مدينة "هيروشيما" في 6 أب عام 1945 أعتى قصف نووي في تاريخ البشرية؛ كما تعرضت "ناكازاكي" المدينة الثانية في اليابان بعد ثلاثة أيام لذات المصير، حيث كانت تلك الحادثة أول وآخر مرة لاستخدام الأسلحة النووية في الحرب. في المجمل نتيجة الاستخدام الوحيد للقنبلة النووية في الحرب من قبل أمريكا، قُتل ما بين 129 ألف إلى 226 ألف ياباني، معظمهم من المدنيين. ورغم أن الغالبية العظمى من الوفيات وقعت في الأيام الأولى التي تلت القصف، وتأثرت بشكل رئيسي من حروق حرارية وإصابات جسدية شديدة وإشعاعات إلا أنه تم تسجيل العديد من الوفيات لاحقًا بسبب آثار هذه القنابل في السنوات والعقود التي تلت القصف. [3]

إسرائيل أكبر داعم للإرهاب خلفاً لأمريكا
استنادًا إلى الوثائق والاعترافات من المسؤولين الحكوميين في واشنطن، فإن وجود الجماعات الإرهابية والتكفيرية لا سيما في منطقة غرب آسيا والتي تسبب عدم الأمان لارتكابها العديد من الجرائم الإرهابية، يعود إلى الدعم الكامل من الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن يُعتبر النظام الصهيوني أكبر جهة مدعومة أمريكياً للقيام بأعمال إرهابية. وحاليًا يتحمل النظام الإسرائيلي مسؤولية حماية مصالح أمريكا في المنطقة ولا يمكن تحقيق هذه المسؤولية إلا من خلال خلق الحروب والنزاعات والاغتيالات المستهدفة. لذلك كلما ارتكب النظام الصهيوني جريمة فإن واشنطن تدافع عنه وتقوم باستخدام حق النقض ضد قرارات مجلس الأمن واحد تلو الآخر لمنع تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. [4]

خلاصة الكلام
منذ تأسيس الولايات المتحدة الأمريكية، كانت البلاد تسعى دائمًا للسيطرة على الموارد لتحقيق مصالحها، من خلال إشعال الحروب وقد استخدمت في ذلك سياسة دعمها للإرهاب بشكل كبير جدًا. وفقًا لتحليلات الخبراء الأمريكيين قدمت واشنطن الدعم للعديد من المنظمات الإرهابية الحقيقية عبر فترات زمنية متعددة وفي مناطق مختلفة من العالم. ولهذا فإن الشعارات التي تُرفع اليوم حول الحرب على الإرهاب تثبت أن أمريكا تنفذ سياسة النفاق والالتفاف على الحقيقة. وهذا الأمر يتسبب في زيادة النفور العالمي من واشنطن وارتفاع حجة المعارضة ضد الحكومة الأمريكية.


[1] https://www.mashreghnews.ir/news/950194
[2] https://www.mizanonline.ir/fa/news/4422344
[3] https://www.mizanonline.ir/fa/news/4388783
[4] https://pecritique.com/2024/04/03
لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال