انتخاب الأمريكيين أم لوبيّات الصهاينة 373

انتخاب الأمريكيين أم لوبيّات الصهاينة

أدت البنية السياسية غير المركزية والموزعة في الولايات المتحدة الأمريكية إلى تمكين العديد من التيارات والتشكيلات السياسية من التأثير على العمليات المعقدة لصنع القرار السياسي في البلاد. ومن بين تنومجموعات اللوبي في الساحة السياسية الأمريكية، يتمتع لوبي اليهود بمكانة خاصة نظرًا لقوته وكفاءته وقدرته على تشكيل السياسة الأمريكية. وعلى الرغم من أن اليهود يشكلون ثلاثة في المئة فقط من سكان أمريكا، إلا أنهم تمكنوا من أن يصبحوا أكثر الأقليات العرقية تأثيرًا في هيكل السلطة الأمريكية.[1]

أيباك لوبي الصهاينة في أمريكا
تُعتبر مكانة اللوبيات كجمعيات ذات نفوذ وتأثير في عملية اتخاذ القرار في الولايات المتحدة واضحة وقانونية تمامًا، وفي هذا السياق، يتمتع لوبي الصهاينة في أمريكا بمكانة خاصة. أيباك، أو كما يُعرف بلجنة العلاقات العامة الأمريكية الإسرائيلية، هو ائتلاف متنوع من الأفراد الذين يسعون بشكل فردي أو جماعي للتأثير على السياسة الخارجية والداخلية الأمريكية دعمًا للنظام الصهيوني أو سياسات حكومة إسرائيل. ويتألف هذا اللوبي من أفراد ومجموعات علمانية، مسيحية، وأمريكيين من أصول يهودية يدعمون مشروع الصهيونية.[2]

مدى عمق ونفوذ أيباك في السياسات الأمريكية
جميع العناصر والهيئات التي تؤثر بأي شكل من الأشكال على السياسة الأمريكية ليست بمعزل عن تحت المجهر الخاص بلوبي إسرائيل. في الواقع، تتغلغل اللوبيات الإسرائيلية في كل من قوى التنفيذ وصنع السياسة الأمريكية، وصولاً إلى وسائل الإعلام والرأي العام. وهذه اللوبيات ليست جمعية سرية تحت الأرض، أو مجموعة مؤامرات، أو منظمة بقيادة محددة، بل تشمل عددًا كبيرًا من الأفراد والتشكيلات الذين يسعون بنشاط إلى توجيه السياسات الأمريكية لصالح إسرائيل. [3]

دور أيباك في الانتخابات الأمريكية
من أهم الخطوات التي تقوم بها أيباك للتأثير على السياسات الأمريكية هي التدخل في مسار الانتخابات في البلاد. تستثمر أيباك الكثير من الأموال لجذب المرشحين الانتخابيين إلى جانبها ولتولي الرؤساء والأشخاص الذين يميلون نحو سياساتها، وتحقق هذه المصروفات لها أرباحًا مضاعفة. في هذا السياق، أفادت الجزيرة في تقريرها بأنه مقابل كل دولار تنفقه اللوبيات الإسرائيلية للتأثير على الانتخابات الأمريكية، تحصل إسرائيل على 50 دولارًا كمساعدات لبناء وتسليح المستوطنات.

في السنوات الأخيرة، تجاوزت أنشطة اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة نطاق التلاعبات السياسية والصفقات الخلفية. ووفقًا لتقرير "قدس العربي"، كشفت مجموعة من المنابر الأمريكية-اليهودية أن أيباك قد نظمت اجتماعًا سريًا لدراسة كيفية اختيار قائمة المرشحين الداعمين لإسرائيل في انتخابات 2024.

بالإضافة إلى التدخل في تحديد المرشحين للانتخابات الأمريكية، يُعتبر "الكونغرس" ملاذًا آخر لدفع سياسات إسرائيل في أمريكا. إن نفوذ أيباك في الكونغرس الأمريكي قوي لدرجة أن أي انتقاد لإسرائيل من قبل النواب محظور، وإذا كان لدى النواب رأي مخالف تجاه هذا النظام، فإنهم يتم إدراجهم في القائمة السوداء لهذا اللوبي. [4]

من يراه اللوبي الصهيوني مناسبًا للانتخابات الرئاسية المقبلة؟
تُعد قضية فلسطين والحرب بين إسرائيل وجبهة المقاومة من التحديات المهمة أمام المرشحين للانتخابات الرئاسية الأمريكية. إن حضور نتنياهو في الكونغرس الأمريكي وخطاباته المتكررة تدل على درجة أهمية الدعم الأمريكي العالمي لإسرائيل. ومع ذلك، يعبر الديمقراطيون عن معارضتهم بين الحين والآخر لتوجهات نتنياهو المتطرفة، حيث لم تحضر كامالا هاريس أثناء خطاب نتنياهو في الكونغرس، وأكدت في لقائها معه على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة وذكرت أنها لن تبقى صامتة تجاه الأحداث في غزة. من جهة أخرى، أبدى ترامب دعمه لإسرائيل في لقائه مع نتنياهو، مُشيرًا إلى مساعداته لإسرائيل أثناء فترة رئاسته، واعتبر انسحابه من الاتفاق النووي هو أكبر مساعدة قدمها لإسرائيل. كما أشار نتنياهو إلى إجراءات ترامب خلال فترة رئاسته، بما في ذلك اغتيال القائد الإيراني قاسم سليماني، ونقل السفارة إلى القدس، والاعتراف بحق إسرائيل في هضبة الجولان، والدعم المستمر لليهود. [5]

خلاصة القول
بشكل عام، يُمكن أن يتولى منصب الرئاسة في أمريكا من يتمكن من كسب أكبر دعم من اليهود الأثرياء ولوبياتهم. وفي الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ليس تصويت المواطنين هو الذي يحدد النتيجة، بل الأصوات الانتخابية؛ كما حدث في انتخابات عام 2016 حين تمكن ترامب من الفوز بأعلى عدد من الأصوات الانتخابية على هيلاري كلينتون، التي كانت اختيارات الشعب. وبالتالي، فإن ما يهم في الانتخابات الأمريكية هو جهود المرشحين لإقناع آراء لوبيات الصهاينة حول كيفية دعم إسرائيل ومساعدتها. فقد قام ترامب في دورته السابقة بمجموعة من الخطوات الفعالة لدعم إسرائيل، مما دفع نتنياهو إلى توجيه الشكر له في اللقاء الأخير بينهما. بالطبع، أشار ترامب في خطاباته إلى إنهاء الحروب في أوكرانيا ومحور المقاومة ضد إسرائيل، ويعتقد أنه إذا لم يُنتخب، ستحدث حروب كبيرة في الشرق الأوسط والعالم، واصفًا الوضع في السياسة الأمريكية على مستوى العالم في عهد بايدن بأنه مثير للشفقة.

مرضیة شریفي


[1] http://www.irdiplomacy.ir/fa/news/1997282
[2] https://borna.news/fa/news/2085440
[3] http://priw.ir/article-1-1716-fa.html
[4] https://www.isna.ir/news/1402083021910
[5] http://irdiplomacy.ir/fa/news/2027765
لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال