فيما دعا عمران خان، بمساعدة الشعب والبرلمان، إلى الوقوف في وجه الأمريكيين، إلا أن النفوذ الأمريكي في البلاد أخّر حل البرلمان، وبالتالي أقال أعضاءُ البرلمان ذوو التوجه الغربي رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان ومنعوه هو وأي مسؤول حكومي من مغادرة البلاد.
ويأتي ذلك في وقت يمر فيه الوضع في باكستان بعملية جديدة ويتخذ الانقلاب في إسلام أباد طابعا جديدا. في ما سبق، كان الأمريكان يستولون على السلطة في باكستان بانقلاب حيثما أرادوا أو رغبوا ولم يسمحوا للتيار السياسي في باكستان بصفتها الدولة الإسلامية الوحيدة التي تمتلك قنبلة نووية، أن يجنح إلى اتجاه آخر غير الغرب وخصوصا الولايات المتحدة. بعبارة أخرى، كان كل قلق الأمريكان آنفا هو الحفاظ على بقاء إسلام أباد في اللغز الغربي، غير أن هذا النهج تغير لبعض الوقت من النهج القاسي المُتبَّع إلى الانقلاب الناعم والتدخّل في الأحزاب الباكستانية.
وأزاح الانقلاب الأمريكي الناعم في البرلمان ضد عمران خان الستار عن أن واشنطن لن ترضى بأي حال من الأحوال بتسليم السلطة إلى شعب إسلام آباد.
وعقب إقالة عمران خان من رئاسة الحكومة الباكستانية، تنحّى رئيس البرلمان ونائبه وحتى المدعي العام عن مناصبهم. في حين يشي تقارب الجماعات السياسية والشعبية بعمران خان بأن التيار السياسي الباكستاني يعارض بشدة حصول أي تغيير غير ديمقراطي في البلاد، غير أن البرلمان الباكستاني الاثنين 11 أبريل/نيسان 2022 اختار النائب المعارض شهباز شريف من حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية رئيسا جديدا للوزراء خلفاً لعمران خان، وهو حزب يجنح نحو الغرب والولايات المتحدة.
وليس من غير المعقول القول بأن عمران خان أطيح به من قبل الأمريكيين والمال السعودي. لأن خان إبّان فترته انحاز نحو جيرانه وأقام معها علاقات ودّية، كما أن استدارته من الغرب إلى الشرق كانت استراتيجية متبعة لديه، خصوصا في الأشهر القليلة الماضية.
رغم كل ذلك، يتوقع تشكيل الشعب الباكستاني مظاهرات شعبية لدعم عمران خان ومعارضة تعيين شهباز شريف رئيسا جديدا للوزراء.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال