برقة تنتفض بوجه قطعان المستوطنين.. انتفاضة حقيقية للدفاع عن الأرض 16

برقة تنتفض بوجه قطعان المستوطنين.. انتفاضة حقيقية للدفاع عن الأرض

ليلة دامية في مدن شمال الضفة الغربية حصيلتها مئات الجرحى من الفلسطينيين برصاص المستوطنين وقوات الاحتلال الاسرائيلي، ومحاولة قطعان من المستوطنين اقتحام بلدة برقة شمال غرب مدينة نابلس المحتلة ضمن اعتداءات متكررة لهم على البلدات الفلسطينية الواقعة بالقرب من المستوطنات الاسرائيلية، وتصدي سكان برقه والبلدات المحيطة لهجمات المستوطنين الذين كانوا طوال الوقت برعاية الجيش الاسرائيلي.

ومساء السبت، تعالت الأصوات -عبر مكبرات الصوت في مساجد بُرقة- مطالبة بالتوجه إلى المدخل الغربي للقرية، لإفشال خطة ومسيرة المستوطنين. وبحسب سكان القرية، فإن مستوطنين يخططون للعودة إلى البؤرة المخلاة عام 2005 والاستقرار فيها، على حساب أراضيهم الخاصة.

وفي وقت سابق، السبت، دعت حركة “فتح” وهيئة مقاومة الجدار التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى “التصدي لمحاولات ودعوات قطعان المستوطنين لاقتحام أراضي برقة”. وحددت الدعوة مدخل بلدة برقة الغربي، ومدخل بلدة بزاريا الشرقي مكانا للمواجهة.

ويقيم الاحتلال مستوطنة “شافي شمرون” على أراضي بلدة برقة من الجهة الجنوبية، فيما تقع بؤرة “حومش” المخلاة على أراضيها من الجهة الشمالية.

وكان من المقرر أن تنطلق المسيرة من مستوطنة “شافي شمرون” إلى بؤرة “حومش” الاستيطانية من خلال شارع رئيسي محاذ للقرية.

وقال شهود عيان، إن عشرات الحافلات وعشرات المركبات الخاصة التي تقل مستوطنين، وصلت مستوطنة شافي شمرون، للمشاركة في المسيرة، لكنها لم تغادرها إلى بؤرة حومش.

واستبق الجيش الموعد المحدد لانطلاق المسيرة التي كانت مقررة عند الساعة الثامنة مساء بإغلاق الشوارع الرئيسية والفرعية لقرية برقة بالسواتر الترابية ونشر قواته عليها، فتحولت إلى نقاط مواجهة.

وقال جهاد صلاح، رئيس مجلس محلي قرية برقة، إن انتشار الجيش حماية للمستوطنين كان السبب المباشر لاندلاع المواجهات.

وأضاف: “الجيش (الإسرائيلي) انتشر لأجل المستوطنين، فتفجرّت اشتباكات بين المواطنين والجيش، ولدينا إصابات بالرصاص الحي والمطاطي والغاز”.

وتابع: “قوات الاحتلال قامت بإغلاق الشوارع الرئيسية والفرعية للبلدة، كان فتحها المواطنون، بعد إغلاقها في الأيام الأخيرة من قبل الجيش”.

وأشار إلى وجود مستوطنتين على أراضي القرية: “شافي شمرون” جنوبا على أراضي قرية برقة وقريتي سبسطية والناقورة، وبؤرة “حومش” على أراضي القرية من الجهة الشمالية.

وقال إن عشرات المستوطنين احتشدوا في مستوطنة “شافي شمرون” تمهيدا للانطلاق في مسيرة إلى “حومش” المخلاة، وعدم انطلاق المسيرة يعني انتصار الهبة الجماهيرية في قرية برقة.

وفي بيان مقتضب على صفحتها بفيسبوك قالت هيئة مقاومة الجدار (شعبية) إن سلطات الاحتلال ألغت مسيرة المستوطنين.

وأضاف صلاح أن الدرس الأهم في أحداث برقية: “علينا ألا نترك قرية أو مدينة لوحدها في مواجهة المستوطنين، لا بد أن تتضامن القرى المجاورة مع كل قرية تتعرض للاعتداء، وتكون وقفة جماعية وردعهم (المستوطنون)، وإلغاء المسيرة –إن صح الخبر- سببه المواجهات”.

وقال إن مواطنين من مختلف القرى المحاذية لقرية برقة البالغ عدد سكانها نحو 4500 نسمة شاركوا في الدفاع عنها الليلة.

من جهته، قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان إن الوضع يأخذ منحنى خطيرا جدا.

وأضاف أن بُرقة “كلها تتعرض لهجمات من المستوطنين بحماية الجيش (الإسرائيلي)” مشيرا إلى انتقال المواجهات إلى قرية سَبسطية القريبة.

وذكر أن مجموعة كبيرة من المستوطنين، هاجمت بيوت الفلسطينيين في سَبسطية، المجاورة للشارع الرئيسي الرابط بين مدينتي نابلس وجنين “لكن إصرار شعبنا وإرادته ووجود كل هؤلاء الفتية والشباب والشيوخ أحبط مخططات المستوطنين”.

وقال إن رسالة الهبة الجماهيرية في برقة هي “أن هذه الأرض أرض فلسطينية خالصة، لا يمكن القبول بأي مستوطن فيها، وإن دل هذا على شيء، فإنما يدل على أن الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه”.

واعتبر المسؤول الفلسطيني أن تزامن هجمات المستوطنين في عدة مناطق بالضفة الغربية “يدل على أن عملهم لم يعد فرديا، إنما انتقل إلى العمل التنظيمي الجماعي بحماية الجيش وحكومة الاحتلال”.

وقال رئيس اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان، جمال جمعة:”اسرائيل لها مشروع تريد ان تنهيه بأسرع وقت ممكن وهو السيطرة الكلية علی الضفة الغربية وترسيخ نظام الفصل العنصري الابارتايد الذي يتحدث عنه عبر ترسيخ نظام الكانتونات وحشر الفلسطينيين في هذه القری، ما يجری هو ارهاب حقيقي للفلسطينيين للتسليم بهذا الواقع”.

ويرى الناشط ورئيس بلدية برقة الأسبق سامي دغلس، ‘أن هجمات المستوطنين تهدف أولًا للانتقام لمقتل أحد غلاة المستوطنين بالعملية الأخيرة، والهدف الأهم هو استغلال الحادثة لبناء بؤرة استيطانية في ‘حومش’ تكون نواة للعودة لهذه المستوطنة’.

وأصيب نحو 300 فلسطيني برصاص جيش الاحتلال وحالات اختناق، أحدهم جراحُه خطيرة، خلال مواجهات في بلدتي بُرقة و بَزّاريا شمالي الضفة الغربية المحتلة، مساء السبت.

وقال مدير الإسعاف والطوارئ في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني (غير حكومي) بمحافظة نابلس أحمد جبريل، ، إن “طواقم الجمعية تعاملت مع 247 إصابة، خلال مواجهات بلدة بُرقة، شمال غرب مدينة نابلس”.

وأضاف أن “توزيع الإصابات كالتالي: 10 إصابات بالرصاص الحي، إحداها بالبطن خرجت من الظهر، 48 إصابة بالرصاص المطاطي، اثنتان منها نُقلتا إلى المستشفى”.

وأشار إلى تسجيل “185 حالة اختناق بالغاز المدمع، 4 حالات سقوط (نتيجة الملاحقة)، إضافة إلى إجلاء امرأة حامل في حالة الولادة من منزلها نتيجة استنشاقها الغاز”.

من جهته قال تلفزيون فلسطين الرسمي إن اثنين من مراسليه أصيبا خلال تغطية أحداث برقة.

وشهد الأسبوع الأخير تصعيدا في اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على عدد من القرى الفلسطينية بمحافظة نابلس.

ويتوزع نحو 666 ألف مستوطن إسرائيلي في 145 مستوطنة كبيرة و140 بؤرة استيطانية عشوائية (غير مرخصة من الحكومة الإسرائيلية) بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وفق بيانات لحركة “السلام الآن” الحقوقية الإسرائيلية.

ليس غريبا على هذه القرية ذات البصمات العظيمة على دفتر الذاكرة الجماعية ، وليس مفهوما ضمنا هذا الصمود. و قرية برقة ، هي إحدى قرى عديدة تحمل هذا الاسم كبرقة رام الله العامرة وبرقة غزة التي هجرت في العام 1948 . وإليها تعود أصول الشهيد عبد الرحيم الحاج نحمد آل سيف – القائد العام لثورة 1936 -1939 – المولود في ذنابة عام 1898 ، وكذلك أصول الشاعر المرحوم محمود درويش المولود في البروة عام 1941 لعائلة خرجت من برقة إلى البروة في منتصف القرن التاسع عشر. 

المصدر: الوقت

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال