بعد انقطاع طويل.. هل تفتح كارثة الزلزال باب الصلح السعودي مع سوريا؟ 30

بعد انقطاع طويل.. هل تفتح كارثة الزلزال باب الصلح السعودي مع سوريا؟

بعد انقطاع دام اثني عشر عاماً أي منذ بداية الحرب على سوريا حطت الأسبوع الماضي أول طائرة سعودية  في المطارات السورية. حيث وصلت إلى مطار حلب الدولي، الثلاثاء الماضي، أول طائرة سعودية تحمل مساعدات إغاثية للمتضررين من الزلزال.

وقال مدير فريق الجهود المشتركة لإغاثة المتضررين من الزلزال في السعودية، فالح السبيعي، إنّ بلاده تقف "إلى جانب الشعب السوري الشقيق وتقدم التعازي له بهذا المصاب الجلل".

وأضاف مدير الفريق السعودي أنّ الطائرة تحمل 35 طناً من المساعدات الإغاثية وتضم مواد غذائية وطبية وخيماً، وهي الأولى ضمن سلسلة طائرات، حيث ستصل طائرة يوم غد، وثالثة بعد غد، و"إن كانت هناك حاجة سيتم إرسال طائرات أخرى".

وأشار السبيعي إلى أنّ بلاده وجّهت بمساعدة المتضررين من الزلزال في جميع المناطق السورية، مؤكداً أنّها لن تتوقف عن دعم الشعب السوري.

من جهته، قال مدير الطيران المدني السوري باسم منصور :إنّ السعودية طلبت إذناً لطائراتها للهبوط في المطارات السورية، لتقديم المساعدات لسوريا لمواجهة تداعيات الزلزال، الذي ضرب المنطقة في 6 شباط/فبراير الجاري، مشيراً إلى أنّ 82 طائرة من 23 دولة، بينها إيران وروسيا، حطت في مطارات سوريا منذ وقوع الزلزال.

ووصلت عشرات الطائرات تحمل مساعدات ومعونات إغاثية من مختلف أنحاء العالم، منها طائرات من روسيا، وإيران، والصين، والإمارات، والجزائر، ومصر، وغيرها.

وأيضاً أفادت مصادر سورية مطلعة بأن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، سيزور العاصمة السورية دمشق في الأيام القليلة القادمة.

وأضافت المصادر، أن “هناك ترتيبات تجري حالياً لزيارة الأمير فيصل بن فرحان خلال أيام”.

وستكون هذه أول زيارة لمسؤول سعودي إلى سوريا منذ بدء الأزمة في البلاد عام 2011.

ولم يستبعد مراقبون أن تساهم هذه الخطوة التضامنية في تذليل العقبات، التي تقف حائلا أمام عودة العلاقات بين دمشق والسعودية وخاصة بعد إعادة الكثير من الدول العربية لعلاقاتها الدبلوماسية مع سوريا مؤخرا، وتطلع الرئيس السوري بشار الأسد لعودة بلاده إلى الحضن العربي.

وأضاف مراقبون أن مشاركة الرياض فى جهود الإغاثة في سوريا وفقاً لمحللين- ربما تسرع من خطوات التقارب بينها وبين دمشق خلال الفترة المقبلة، لا سيما وأن التداعيات الكارثية للزلزال تبدو آثارها ممتدة على مدار سنوات قادمة ستحتاج فيها المناطق المنكوبة للكثير من المساعدات الإنسانية.

ومن جهته اعتبر المحلل السياسي السوري، غسان يوسف، أنه "من الضروري عدم تسييس الظروف الصعبة التي تمر بها الدولة السورية، بسبب نكبة الزلازل، خاصة أن الوضع في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة أو الخارجة عن سيطرتها منكوبة".

وبحسب حديثه فقد "أعلنت الكثير من الدول العربية تقديم مساعدات للدولة السورية، وهذا الأمر يحسب لهذه الدول، سواء كانت السعودية أو أي دولة عربية أخرى، لا سيما وأن دولا مثل سلطنة عمان والبحرين والإمارات والجزائر ولبنان أعلنت تقديم مساعدات لدمشق".

وأوضح أن "مثل هذه الكوارث تقرّب بين الدول العربية، خاصة تلك التي كانت تناصر العداء لسوريا، كالسعودية، والتي لم تقم لحد الآن بإعادة علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا، أو فتح سفاراتها هناك"، مؤكدا أنها "قد تفتح العلاقات من جديد بين دمشق وهذه الدول، وهذا ما يتمناه الجميع، عودة العلاقات العربية، حتى بدون أن تحدث الزلازل والكوارث".

وفي السياق ذاته، استبعد المحلل السياسي السوري، الدكتور علاء الأصفري، أن "تقود الكارثة الإنسانية التي حلّت في سوريا إلى تطوير العلاقات السياسية بين دمشق ومع بلدان لا تملك قرارها السياسي".

وبحسب حديثه فإن "غالبية الدول الخليجية ترزخ تحت ضغط أمريكا، وخوفا من غضب واشنطن لا تريد هذه الدول علاقات قوية مع دمشق، على الرغم من رغبتها في ذلك سرا، لكن هناك مسارات أخرى في العلاقة الهادئة التي تبنى الآن بين سوريا والمملكة العربية السعودية، بعيدا عن الإعلام".

ومن جانبه، اعتبر الخبير السياسي والاستراتيجي السعودي، الدكتور فواز كاسب العنزي، أن "تدخل المملكة لإغاثة الدولة السورية خلال نكبة الزلزال الأخير، يأتي انطلاقًا من توجهاتها السياسية وقيمها الدينية والاجتماعية ونهجها القديم في مجال المساعدات الإنسانية، حيث ترتكز دائمًا على المنظور الإنساني للاستجابة لمثل هذه الكوارث".

وبحسب حديثه لا تخلط السعودية الأوراق، وتعزل دائمًا مواقفها الإنسانية عن السياسية، ومن الطبيعي أن تكون متواجدة بشكل مستمر ضمن الدول التي تقدم المساعدات الطبية والغذائية والمالية للشعب السوري، حيث تحرص السعودية دائما على الأمن القومي العربي، الذي تهدده مثل تلك الكوارث الطبيعية".

بدوره، قال المحلل السياسي السعودي، سعد عبد الله الحامد، أنه لا يوجد مشكلة بين السعودية والحكومة السورية، سوى رغبتها في التصالح بينها وبين المواطنين السوريين.

ويرى مراقبون أن الاستجابة السعودية لجهود الإغاثة يمكن أن تفتح الطريق أمام خرق ما في جدار العلاقات السعودية مع الحكومة السورية .مشيرين إلى أن العوامل الإقليمية قد تشكل عامل ضغط على الرياض للانفتاح على دمشق، خصوصاً بعد التحول الذي شهدته علاقات بعض الدول العربية والإقليمية مثل تركيا.

ويتفق المراقبون على أن المساعدات السعودية تندرج تحت بند الإغاثة والاستجابة لمساعدة المنكوبين العاجلة ولا تعبر عن موقف سياسي. حيث أن الانفتاح السعودي على الحكومة السورية لايزال بعيداً، لكن في حال اتفق الجانبان على الشروع به في المستقبل، فإن مساعدات الرياض يمكن إدراجها سياسياً ضمن المبادرة.

 مجد عيسى

المصادر:

1-https://cutt.us/cJQKk

2-https://cutt.us/76GUE

3-https://cutt.us/VkxnD

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال