تأثير الثورة الإسلامية الإيرانية المستلهمة من مبادئ ملحمة عاشوراء على مسيرة الأربعين وجعلها مناورة للكشف عن قدرة الشيعة السياسية 13

تأثير الثورة الإسلامية الإيرانية المستلهمة من مبادئ ملحمة عاشوراء على مسيرة الأربعين وجعلها مناورة للكشف عن قدرة الشيعة السياسية

الثورات التي حدثت عبر التاريخ هي ظواهر تؤثرعلى الظروف المعيشية للمجتمعات سنوات عديدة. هذه التحولات تعمل كعواصف وتدمر كل الهياكل القائمة وتبني هياكل أخرى على أساس مبادئ وأهداف الثورة الجدیدة. لطالما كانت الثورات والانتفاضات والحركات عبر التاريخ تنبع من الاعتقادات، حيث أنه طور قادة  الثورات ومؤسسي الحركات وزعماء الانتفاضات، حركتهم الثورية بینما تدب فیهم “الروح الثورية” الحية مستلهمین منها في التاريخ. في هذا الشأن، كانت كربلا، باعتبارها الساحة الفريدة للنضال من أجل الدين والحرية والإصلاح، مصدرًا لانطلاق العديد من الحركات.


اليوم، بعد مرور أكثر من 14 قرنا من ملحمة عاشوراء وثورة الإمام الحسين (ع)، لم تحول أي حركة في تاريخ البشرية، مثل حركة الإمام الحسين (ع)، القلوب ولم تبعث حادثة مثلها علی روح الكرامة والحرية والعواطف في المرء، بل يتجدد معنى عاشوراء  يوم بعد يوم أكثر مما كان عليه في الماضي. وخير مثال واضح على هذه الحقيقة، هو مسيرة عشرات الملايين من زوار الإمام الحسين باتجاه كربلاء لزيارة مرقده.


ويمكن الاعتراف بمسيرة الأربعين تقليدًا قديمًا في العراق، وفي السنوات الأخيرة  مع سقوط حزب البعث العراقي في عام 2003، تم إحياء مسيرة الأربعين في العراق، ومنذ ذلك الحين، في كل عام يشارك المزيد من الناس أكثر من العام الماضي في المسيرة، وأصبح توسعها وتجاوزها خارج حدود العراق اليوم ظاهرة ضخمة وفريدة من نوعها في العالم كله. ومع ذلك، في الماضي، کان الهدف من المسيرة یلخص في العبادة والزيارة، فی حین أن الجوانب السياسية کانت أقل وضوحًا فيها، غیر أن وجود الثورة الإسلامية جعل مسيرة الأربعين تأخذ أبعاداً متعددة وتحمل رسائل مختلفة، مما يعني أکسبتها أبعاد دينية واجتماعية وسياسية تظهر قوة الشيعة والمسلمين ومحبي أهل البيت (ع).


وهذه الحركة العظيمة لاتنسب إلى الشيعة فحسب، بل يلتحق بها وفود كثيرة من السنة والمسيحيين واليهود ولكي يثبتوا في هذه المسيرة الضخمة قدرة أتباع أهل البیت عليهم السلام.


وكان من أهم أهداف الإمام الحسين (ع) عدم الخوض تحت وطأة الظلم وعدم إتباع طريق يزيد. والمشاركين في المسيرة بينما يبلغ عددهم الملايين، وعلى الرغم من كل أنواع التهديدات، یقیمون هذه الاحتفالية لکی يحذوا حذو الإمام الحسين ویضمنوا أنفسهم ضد كل أنواع الأخطار الفكرية والثقافية. وهذه الوحدة الإسلامية التي حدثت حالیا بحماس وشغف محبي الإمام الحسين( ع) واختلافها عن الماضي هو الحشد الذي نشاهده في السنوات الأخيرة خاصة بعد سقوط حزب البعث، تلقن التكفيريين وأولئك الذين يريدون إضعاف حركة الإسلام وخاصة الشيعة، أنه لا يزال هناك من يحاول الحفاظ على الإسلام الحقيقي وعملهم ليس عبثا.


ولقد أدركت الثورة الإسلامية الإيرانية معجزة القرن هذه وتسستخدمها للتصرف وفق مبادئ الإمام الحسين (ع) وبقدر ما يمكننا جلب هذه الانتفاضة إلى العالم، فهي فعالة في إظهار ديناميكية الإسلام والشيعة للعالم.


و الثورة الإسلامية الإيرانية هي نتاج ثقافة عاشوراء، لأنها بدأت  من محرم عام 1342 الشمسی ونمت حتى وصلت إلى ذروتها عام 1357، أي ذروة الثورة ووحدة الشعب. ونتيجة لذلك، استلهمت الأمة الإيرانية الثورية بقيادة الإمام الخميني (رحمه الله) من مبادئ ثقافة عاشوراء الحسينية وخلقت أعظم ثورة في التاريخ المعاصر، والمهم في الأمر أن هذه الظاهرة العظيمة أثرت على العالم وخاصة المسلمين.


ونطرا للتأثيرالذي تتركه الثورة الإسلامية على مسيرة الأربعين، إنها تعد الآن حركة سياسية مثالية، وبمعنى آخر، إنها مناورة للكشف عن قدرة الشيعة السياسية. لذلك فإن مسيرة الأربعين تجري في سياق الثورة الإسلامية وتسهل هذه الحقيقة، تعميق مضمون أو بمعنى آخر، استيعاب خطاب الأربعين الذي يمكن تعريفه في إطار خطاب الثورة الإسلامية.


المصدر ؛ iuvmpress.news

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال