تحركات إسرائيل على الحدود الأذربيجانية الإيرانية.. استراتيجية”الموت بألف جرح” تكشف عن نفسها 31

تحركات إسرائيل على الحدود الأذربيجانية الإيرانية.. استراتيجية”الموت بألف جرح” تكشف عن نفسها

لقد اختبأ الكيان الصهيوني وراء حماية الولايات المتحدة في المنطقة منذ ثلاثة عقود، وهو خائف للغاية من إزالة درع الدعم هذا، وظهر ذلك جليا في تحاليل المراكز الفكرية الصهيونية وملاحظاتها في فلسطين المحتلة والولايات المتحدة، إذ یعتقد كلها إذا كفت الولايات المتحدة عن دعمها لإسرائيل فستُدمر الكيان الصهيوني نهائیا.

وإذا وضعنا هذه القضايا جنبًا إلى جنب الحقائق الميدانية لمنطقة غرب آسيا، فسنجد أنه خلال العقود الثلاثة الماضية، على الرغم من  وجود عسكري وأمني كبير للولايات المتحدة في المنطقة، إلا أنه لم يضعف المحور المعادي للصهيونية فحسب، بل ازدادت قدراته المختلفة أیضا. وتحول المحور المتکون من إيران وحزب الله وسوريا إلى جماعة أكبر تضم أعضاء أقوی بكثير من ذي قبل، بغیة الوقوف فی وجه الصهاينة وأصدقائهم العرب فیما انتصرت تقريبا في جميع الصراعات والمعارك طيلة هذه الفترة.

ولهذا السبب، لتکن لدينا نظرة واقعية وطبيعية، ولكن معنية بالمستقبل تجاه سلوكيات الصهاينة وخطاباتهم وأولوياتهم بهذا الصدد. إذ ليس لديهم القدرة على مواجهة محور المقاومة بقوتهم الحقيقية، کما أن زیارة بينيت إلى أمريكا وما تعکسه وسائل الإعلام من إجازاتها تزيد من تصديق وجهات نظرنا السابقة حول واقع الکیان الصهيوني.

وخلال أول لقاء رسمي له مع الرئيس الأمريكي بايدن، قدّم رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت استراتيجية جديدة ضد إيران، يسميها المسؤولون الصهاينة “الموت بألف جرح”. وقال نفتالي بينيت لبايدن إن على الولايات المتحدة وإسرائيل الحد من الأنشطة الإقليمية لإيران بالإضافة إلى المراقبة علی برنامجها النووي، وبذلك دعا بايدن إلى عدم سحب القوات الأمريكية من العراق وسوريا، حسبما ذكره موقع أكسيوس.

وقال مسؤول صهيوني بهذا الشأن إن بينيت حاول وصف الوضع الحالي بين الكيان الصهيوني وايران بأنه الوضع بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي خلال الحرب الباردة. لذا، فإن الأدلة تشير إلى أن سياسة بينيت تختلف إلى حد ما عن سياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نتنياهو. ويحاول جيش كيان الاحتلال الآن التعويض عن الثغرات التي نشأت خلال السنوات القليلة الماضية في مجال القدرة على العمل في الدول البعيدة(والتي تُدعى الدائرة الثالثة وهي تعني البلدان الواقعة في الدائرة الثالثة من جوار الكيان  الصهيوني ومركزيتها هي إيران).

إن الصهاينة في الحقيقة يريدون السيطرة على ساحة اللعب وتأدية دور حاسم في التطورات الإقليمية والدولية. ويبدو أن إستراتيجية بينيت ترمي إلى الإعداد لعدة هجمات – عسكرية واقتصادية ودبلوماسية – بدلا من شن هجوم واسع النطاق على إيران تترتب عليه عواقب بعيدة المدى، أي إنها هجمات صغيرة ومتعاقبة ستجعل الرد أكثر صعوبة بالنسبة لإيران.

وحقيقة أن الصهاينة يحاولون التواجد في جميع البلدان والمناطق المحيطة بإيران ويخلقون فیها مشاكل ليست جديدة، في حين أن وجودهم في تركيا وإقليم كردستان، وحاليا أذربيجان أصبح واضحا للجميع.

ووفقا لهذه النقاط، يعتقد البعض أن خنجرا من آلاف خنجر للكيان الصهيوني خرج من كم أذربيجان لإصابة إيران وضربها. والمهم أن أذربيجان تستقبل واحدة من أهم قواعد الکیان الصهيوني بالقرب من إیران، ووفقا لروايات مختلفة، فإن جزءا من أهم العمليات الإرهابية التي أجراها الکیان الصهیونی ضد إيران قد تم توجيهه من قواعده في أذربيجان.

لذلك، وعلى الرغم من دعم طهران الصريح لموقف باكو في حرب ناغورنو كاراباخ وعودة المنطقة إلى أراضي جمهورية أذربيجان، فقد اتخذت حكومة إلهام علييف في الأشهر الأخيرة مسارا غير مفهوم يتعارض مع معايير حسن الجوار.

ففي حين أن طهران تعارض أي تغييرات على حدود المنطقة والإخلال بالاستقرار الجيوسياسي فيها، كان وزير الخارجية الايراني “حسين اميرعبد اللهيان” أعلن مؤخرا عن تحركات الكيان الصهيوني على طول الحدود بين ايران وأذربيجان قائلا ان “جمهورية ايران الاسلامية لا تتسامح مع وجود ونشاط الكيان الصهيوني ضد أمنها القومي، وفي هذا الصدد ستتخذ اي اجراء إذا اقتضت الحاجة “.

وردا على التصريحات التي أدلى بها رئيس الجهاز الدبلوماسي الإيراني، قال متحدث باسم وزارة خارجية جمهورية أذربيجان: “إننا نرفض الادعاءات المتعلقة بوجود أي قوة ثالثة بالقرب من حدود (جمهورية) أذربيجان وإيران والجهود الاستفزازية التي تبذلها هذه القوات؛ لأن هذه التصريحات لا أساس لها من الصحة».

ويأتي ذلك في الوقت الذي تتحدى فيه علاقات باكو الواسعة مع تل أبيب ادعاء أذربيجان وتثير التكهنات حول هذا الموضوع. ولدى جمهورية إيران الإسلامية وثائق شاملة ومفصلة تبين أن الصهاينة ليسوا موجودين على حدود باكو مع إيران فحسب، بل إنهم شكلوا أنشطة ضد الأمن القومي لإيران والمنطقة، لذلك ينبغي لباكو أن تأخذ تحذيرات طهران الأمنية على محمل الجد وأن تحل القضية وُدّيا، وإلا فلن يكون من الصعب على طهران مواجهة التهديدات الصهيونية.

المصدر ؛iuvmpress.news

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال