تم توقيع اتفاقية إبراهيم في 15 سبتمبر 2020 في البيت الأبيض بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب. ومما لا شك فيه أن هذا الاتفاق يُشار إليه على أنه تطور تاريخي في العلاقات بين النظام الإسرائيلي والعرب وهو الإعلان الرسمي والترويج لعلاقات بعض الدول العربية مع النظام الإسرائيلي الغاصب.
كانت الإمارات العربية المتحدة من الدول الرائدة في تطبيع العلاقات مع النظام الإسرائيلي، وهي خطوة لم تجرؤ السعودية على إعلانها بسهولة. ومع ذلك تحدثت الإمارات علناً عن خطتها لمستقبل الكيان الصهيوني في الخليج العربي مع ضمان إقامة علاقات مع النظام الإسرائيلي.[1]
بعد توقيع اتفاقية إبراهيم بين الكيان الصهيوني والإمارات العربية المتحدة. وذلك بعد سنوات من الرفض من قبل المجتمع العربي شعر النظام الصهيوني بإحساس النصر لدرجة أن المسؤولين الإسرائيليين أصروا على أن علاقة إسرائيل الجديدة مع الإمارات العربية المتحدة ستتجاوز الدول وتتحول إلى اتفاقيات على مستوى المجتمع، وسياحة جماعية وتبادلات ودية بين الناس ستنشأ أيضا.[2] ولكن لم تتحسن العلاقة بين المجتمع العربي وسكان الأراضي المحتلة فحسب. بل أظهر استطلاع أجراه معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى في يوليو 2022 أن الدعم لاتفاقية إبراهيم في دول الخليج الفارسي قد انخفض إلى الأقلية بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة والبحرين، حيث يعتبر أكثر من 70 بالمائة من الناس هذه الاتفاقية سلبية.[3]
في الآونة الأخيرة، بعد التصريحات المعادية للفلسطينيين والعنصرية لوزير مالية النظام الصهيوني، تفكر الإمارات في تقليص وجودها الدبلوماسي في الأراضي المحتلة، وأمرت سفيرها في تل أبيب بالامتناع عن لقاء المسؤولين أو المشاركة في احتفالات رسمية.
لكن تراجع العلاقات بين أبو ظبي وتل أبيب يرجع إلى قضايا مختلفة، منها ماحدث بعد الانتخابات مع بداية أعمال نتنياهو، أرسلت الإمارات رسائل قلق لنتنياهو بشأن وجود متطرفين في حكومته. ذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل، نقلاً عن مسؤول كبير أنه قبل الانتخابات الإسرائيلية حذر وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد نتنياهو من وجود بن جوير وسموتريتش في حكومته.
إلا أنه بعد أقل من أسبوع على أداء القسم قام بزيارة المسجد الأقصى برفقة الشرطة الصهيونية. حيث يقع هذا المسجد شرقي القدس تحت وطئة الاحتلال الإسرائيلي في منطقة يعرفها المسلمون بالحرم الشريف. إنه ثالث أقدس موقع للمسلمين وأقدس موقع لليهود الذين يعرفونه باسم جبل الهيكل، و بموجب الترتيبات الحالية لا يُسمح لغير المسلمين بالصلاة هناك ويريد بن جوير تغيير ذلك.
بعد هذه الحادثة ألغت الإمارات العربية المتحدة الرحلة التي كان من المفترض أن يقوم بها بنيامين نتنياهو رئيس وزراء النظام إلى الإمارات، كما ألغت عقد شراء أنظمة دفاعية من الكيان الصهيوني. كذلك أدانت دولة الإمارات العربية المتحدة دون تسمية الوزير، زيارة بن جوير "بشدة" وطالبت باحترام القدس. كما انضمت أبو ظبي في وقت لاحق إلى الصين في الدعوة لعقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي بشأن هذه المسألة. [4]
إضافة إلى المشاكل التي حدثت في العلاقات بين أبو ظبي وتل أبيب بعد أن أستلم نتنياهو مجدداً. يجب القول إنه كان للإمارات هدفين من اتفاق إبراهيم مع الكيان الصهيوني بشكل عام. أولاً استخدام القدرات الدفاعية والأمنية الإسرائيلية للتعامل مع المنافسين الإقليميين ومن خارج المنطقة. ثانيًا كسب دعم إسرائيل لشراء أسلحة أمريكية فائقة التطور.[5]وبحسب الأدلة لم تحقق الإمارات أياً من هذين الهدفين حتى الأن.[6]
وفي النتيجة يجب القول إن ضعف العلاقات بين أبو ظبي وتل أبيب يعود لعدة أسباب: منها عدم تحقق أهداف أبو ظبي من اتفاق إبراهيم مع النظام الصهيوني وكذلك وصول نتنياهو مجدداً وطبيعة حكومته، و المشاكل التي لحقت بفلسطين والأماكن المقدسة كالمسجد الأقصى. ومن أهم الأسباب الأخرى أن المجتمع العربي والشعوب العربية لا يمكنها أبدًا التخلي عن قضية فلسطين، حتى لو اتفقت سلطات الدولة مع النظام الصهيوني وسار اتفاقهم على ما يرام وتحققت جميع أهدافهم فإن الناس هم الذين سيقررون مستقبل تلك الاتفاقية والعلاقات لاحقاً.
حکیمه زعیم باشی
1. https://www.tehrantimes.com/news/480650/UAE-Israel-normalization-or-revelation
2. https://www.pbs.org/newshour/world/israels-hopes-for-united-arab-emirates-tourism-fall-short
3. https://www.cnn.com/2023/01/04/middleeast/israel-uae-ben-gvir-mime-intl/index.html
4. https://www.cnn.com/2023/01/04/middleeast/israel-uae-ben-gvir-mime-intl/index.html
5. https://www.tehrantimes.com/news/480650/UAE-Israel-normalization-or-revelation
6. https://www.tehrantimes.com/news/480650/UAE-Israel-normalization-or-revelation
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال