تركيا الوسيط البديل عن قطر.. ما هدف تركيا؟ 1022

تركيا الوسيط البديل عن قطر.. ما هدف تركيا؟

انتشر مؤخراً أن الدوحة تتحدث عن إمكانية «تجميد دورها كوسيط في المفاوضات» حيث أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن «بلاده تقوم بعملية تقييم شامل لدور الوساطة الذي تقوم به»، مؤكداً أن «الدوحة ستأخذ القرار المناسب في الوقت المناسب بشأن مواصلة جهود الوساطة أو وقفها». وكانت الدوحة قد تعرضت لانتقادات إسرائيلية بشأن دورها كوسيط.

وفي المقابل تم الحديث عن تركيا كوسيط بديل محتمل، لا سيما عقب زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، لإسطنبول، ولقائه مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

ولا يمكن اعتبار زيارة إسماعيل هنية إلى تركيا هي بداية المشاورات بين تركيا وحركة حماس حيث ورد في تقارير عن لقاءات سابقة في الدوحة بين هنية ومبعوثين لأردوغان.

إلا أن تلك الزيارة الأولى لهنية إلى تركيا منذ السابع من تشرين الأول، وتأتي في توقيت حساس، وهو ما من شأنه أن يؤكد على صحة الأنباء التي تشير إلى إمكانية أن تأخذ تركيا دور الوساطة بديلا عن قطر.

جاءت تلك الاخبار في وقت أكد فيه رئيس الوزراء القطري أن الدوحة تعرضت للاستغلال والإساءة وتم تقويضها من قبل أولئك الذين يحاولون تسجيل نقاط سياسية مضيفا أن محادثات السلام الحالية تمر "بمرحلة حساسة".

وبحسب رئيس الوزراء فإن جهود بلاده يتم تقويضها من قبل السياسيين الذين يسعون إلى تسجيل نقاط سياسية، وأضاف في مؤتمر صحفي بالدوحة يوم الأربعاء: "للأسف، رأينا هناك إساءة استخدام لهذه الوساطة لصالح مصالح سياسية ضيقة .. وهذا يعني أن دولة قطر دعت إلى إجراء تقييم شامل لهذا الدور، ونحن الآن في هذه المرحلة لتقييم الوساطة وكذلك

ووفق وسائل الإعلام فإن مسؤولين في حكومة الاحتلال قد انتقدوا ما وصفوه بتضحية تركيا بمصالح تربطها بإسرائيل من أجل حماس، حيث من المعروف أيضا أن لتركيا علاقات تجارية مميزة مع إسرائيل، مع أن إردوغان قال لهنية إن تركيا فرضت سلسلة عقوبات على إسرائيل من بينها قيود تجارية.

وفي أول رد فعل إسرائيلي على اللقاء، هاجم وزير الخارجية يسرائيل كاتس الرئيس التركي، في خطاب شديد اللهجة، حيث قال موجها كلامه لإردوغان " عار عليك".

وحسب الأنباء الوارد من إسطنبول شدد أردوغان لهنية خلال اللقاء على الأهمية البالغة "لوحدة الصف الفلسطيني في التحرك خلال هذه المرحلة"، وقال إن الرد الأقوى على اسرائيل والطريق الى النصر يتطلبان الوحدة.

وأشار أردوغان إلى فرض بلاده سلسلة عقوبات على إسرائيل، من بينها قيود تجارية. وقال أردوغان إن إسرائيل ستدفع حتما يوما ما ثمن الظلم الذي تمارسه على الفلسطينيين، وأكد أن بلاده ستواصل لفت نظر المجتمع الدولي إلى هذا الظلم.

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن حركة حماس تفاوضت مع دولتين على الأقل في المنطقة بشأن انتقال قادتها السياسيين إليهما.

ونسبت الصحيفة إلى مصادر دبلوماسية أن تحرك حماس جاء نتيجة ممارسة وسطاء من مصر وقطر ضغوطا على الحركة لتخفيف شروط التفاوض مع إسرائيل.

ولفتت إلى أن المحادثات متوقفة مرة أخرى مع عدم وجود أي إشارات أو احتمالات لاستئنافها في أي وقت قريب، كما أن انعدام الثقة يتزايد بين حماس والمفاوضين.

وذكرت مصادر أنه خلال اجتماع إردوغان وهنية تمت مناقشة مسائل مثل إقرار وقف إطلاق نار في غزة بأسرع ما يمكن وزيادة المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح الرهائن وحل الدولتين من أجل سلام دائم.

ولكن بالتمعن بمعطيات الأحداث وبالتاريخ فإنه بناءً على ما خاضته المنطقة وشهدته من تجارب وأزمات فإنه لا يمكن الوثوق بالخطوات التركية واعتمادها وسيطا جديدا إذ أينما حلّت يحلّ الدمار والخراب وتحُل الحسابات والمصالح الشخصية للرئيس التركي رجب أردوغان

كلام أردوغان مع هنية وما يحمله من تضامن وتأييد للقضية الفلسطينية ينطبق عليه المثل القائل الذي يقول "اسمع كلامك اصدقك اشوف عمايلك استغرب" فأردوغان لا يمكن الوثوق به، وتحديداً فيما يخص القضية الفلسطينية التي استخدمها مراراً وتكراراً بدعاياته السياسية وفي سياق البروباغندا الإعلامية التي باتت مفضوحة.

فالحرب المدمرة على غزة لم تنته بعد، تلك الحرب التي شهدنا خلالها المساعدات التركية لكيان الاحتلال ومياه الشرب لجيشه في وقت يُحرم فيه أهالي قطاع غزة من كل مقوّمات الحياة ولم يضحو مجرد أعداد بين شهداء وجرحى ومرضى تحت مظلة «المساعدات الإنسانية».

بعد ما سبق ذكره كيف يمكن الوثوق بالدور التركي خاصة بعد ورود معلومات تحدثت عن أن خطوة الانفتاح التركي الكبيرة على فصائل المقاومة الفلسطينية تتم بالتأكيد بضوء أخضر أميركي لا يُعارضها، وأن بعض الدول الأوروبية هي التي دفعت باتجاه تشجيع أردوغان وأنقرة على لعب دور مع المقاومة الفلسطينية وإجراء حوارات خاصّة حول تصورها لما بعد معركة طوفان الأقصى، كما تكشف مصادر مطلعة أن دولاً أوروبية متعددة تقف داعمة خلف عودة الاتصالات بقوة بين تركيا وفصائل المقاومة الفلسطينية ضمن ما تسميه أوساط دبلوماسية أوروبية بالهندسة العكسية لإعادة بناء المشهد الفلسطيني.

مجد عيسى

المصادر:

1- https://cuts.top/CTI5
2- https://cuts.top/ENmJ
3- https://cuts.top/CTIQ
4- https://cuts.top/ENns
لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال