على الرغم من أن الأعمال الإقتصادية لمنظمة شنغهاي للتعاون حظيت باهتمام أكبر في السنوات الأخيرة، إلا أن هذه المنظمة تشكلت في الأصل على أساس اتفاقية أمنية خماسية بين الصين وروسيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان، وتكاد تكون أهداف انضمام جميع الدول الأخرى لاحقًا إلى هذه المنظمة هي في الغالب سياسية ودفاعية وأمنية.
إيران وروسيا والصين والهند وكازاخستان وقرغيزستان وباكستان وطاجيكستان وأوزبكستان هم الأعضاء الرئيسيون في منظمة شنغهاي والعديد من الدول بما في ذلك أفغانستان وتركيا وأذربيجان وأرمينيا وحتى قطر والمملكة العربية السعودية هم أعضاء مراقبين أو شركاء حوار في هذه المنظمة. [1]
ما أهمية تعزيز العلاقات الدفاعية بين أعضاء شنغهاي؟
في الأونة الأخيرة، ازدادت وتيرة الهجمات الإرهابية على جغرافية الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون SCO)) ومنذ ذلك الحين، ركزت منظمة شنغهاي للتعاون من الناحية الوظيفية وتفعيل الأنشطة الأمنية على القضايا الثلاث: الإرهاب والمتطرفين والإنفصالين. ولدى كافة الدول الأعضاء مخاوف جدية بشأن هذه القضايا، ولهذا السبب تزايدت أهمية تعزيز مكافحة الإرهاب في إطار هذه المنظمة. [2]
وبناءً على ذلك، تم في الاجتماع الحادي والعشرين لوزراء دفاع منظمة شنغهاي للتعاون في أستانا بكازاخستان، والذي عقد في 7 مايو، الإعراب من قبل ممثلو الدول الأعضاء عن قلقهم بشأن نمو الإرهاب الدولي والتهديدات الجديدة. ودعا إلى تعزيز العلاقات الدفاعية في إطار المنظمة.
ويمكن ذكر أهم الأسباب التي زادت من أهمية تعزيز مكافحة الإرهاب في إطار منظمة شنغهاي للتعاون على النحو التالي:
1) مشكلة تزايد التطرف في دول المنطقة
2) استمرار أنشطة تنظيم داعش الإرهابي وتوسع شبكة هذه الجماعة الإرهابية في دول المنطقة
3) تغيير سبل المنافسة الإقليمية والدولية من خلال الانفلات الأمني الداخلي في دول المنطقة، وخاصة جغرافية منظمة شنغهاي للتعاون التي تضم إيران وروسيا والصين.
4) تأثير زعزعة استقرار الدول في تقدم الخطط الجيواقتصادية الآسيوية وتغيير تدفق رؤوس الأموال إلى الغرب.
5) استمرار سياسة التدخل الأمريكية في المنطقة بمنهج مزدوج [3]
حلول إيران لتعزيز القدرات والإمكانات الأمنية والدفاعية لمنظمة شنغهاي للتعاون
في الاجتماع الأخير الذي استضافته كازاخستان، قدم وزير دفاع الجمهورية الإسلامية الإيرانية اقتراحات لتعزيز القدرات والإمكانات الأمنية والدفاعية لأعضاء المنظمة:
1- إنشاء مركز أبحاث مكافحة الإرهاب وعقد اجتماعات دورية لتعزيز التفاهم وخلق خطاب مشترك وتبادل الخبرات والإنجازات المشتركة.
2- ضرورة وضع آلية مناسبة للشركاء المشتركين في المنظمة للتعامل مع التهديدات الناشئة حديثاً، بما في ذلك الدفاع السيبراني المشترك وأنظمة الأقمار الصناعية مثل SpaceX، والتعامل مع استخدام العملات المشفرة لتمويل الأعمال الإرهابية وغيرها من التدابير الضرورية.
3- إنشاء نظام مشترك آمن وسريع لتبادل المعلومات بين الأعضاء في إطار مركز أمن المعلومات، وفي هذا الصدد تعلن الجمهورية الإيرانية استعدادها لإنشاء هذا النظام والمركز.
4- استعداد الجمهورية الإسلامية الإيرانية لإجراء مناورة مشتركة لمكافحة الإرهاب عام 2025، وكذلك عقد ندوة واجتماع علمي لبحث مختلف جوانب الإرهاب.
5- تشكيل هيكل الصناعة الدفاعية أو مجموعة عمل بين الأعضاء بهدف تعزيز التعاون وتجميع القدرات للتعامل مع التهديدات القادمة، وخاصة التعامل مع التهديدات الأمنية والإرهابية.[4]
خلاصة القول
في السنوات الأخيرة، أصبح التطرف والإرهاب تحديا مشتركا لأعضاء منظمة شنغهاي للتعاون، لذلك ينبغي أن تؤخذ المخاوف بشأن تفاقم تهديد الإرهاب في المنطقة على محمل الجد، وبما أن الإرهاب يشكل تهديدا إقليميا مشتركا، وبالإضافة إلى الاستراتيجية الوطنية فينبغي اعتماد استراتيجيات إقليمية مشتركة للتعامل مع هذا التهديد. ويمكن في هذا السياق أن نذكر مبادرة التعاون الأمني في إطار منظمة شنغهاي، خاصة أن في شنغهاي بنية إقليمية لمكافحة الإرهاب والبنية التحتية القانونية اللازمة، وهي تشمل محادثات دورية مع معظم دول المنطقة، وخاصة مع الدول الأخرى التي يمكنها التعاون ضد الإرهاب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال