تعرف على عظمة مدرسة الإمام الحسين (ع) وكبار أتباعها ودورها في استمرار حركة الهداية النبوية 20

تعرف على عظمة مدرسة الإمام الحسين (ع) وكبار أتباعها ودورها في استمرار حركة الهداية النبوية

تعد ملحمة عاشوراء مدرسة عظيمة یتتلمذ عندها  كل التاريخ وكل البشر، والدروس التي يتم نقلها إلى الأجيال الماضية والحالية في إطار هذه المدرسة واسعة جدًا لدرجة أنها تشمل جوانب مختلفة من حياة الإنسان. على سبيل المثال، أحد دروس ملحمة عاشوراء العظيمة هي درس التمسك الولاية. لأن جودة الولاية وحبها لدى أصحاب الإمام الحسين (ع) لا يمكن أن نجد مثلها في أي فترة تاريخية؛ كما أن عدم الوفاء بالولاية وهروب الآخرين في زمن الإمام الحسين (ع) هو أيضا مسألة لافتة للنظر.

تأتي كلمة “الولاية” من الجذر “ولي” وتعني الولي والكفيل. بالطبع هذه الكلمة لها معان أخرى لم يتم تناولها في هذه المقالة‘ الولاية، وتعني الوصاية، أن يوفر المرء الأرضية بممتلكاته لنمو شخص آخر ومساعدة الشخص(التابع) في طريق التميز. الولاية لها حدود مختلفة‘ على سبيل المثال، للأب وصاية على طفله ووفقًا لهذه الولاية يمكن أن يلعب دورًا مهما في حياة الطفل. وخارج ولاية الأب‘ يمكن أن نذكر ولاية الحاكم الاسلامي وكما ثبت، في غياب الفقهاء، فهو رأس المجتمع ولديه إمكانية التأثير على مختلف المناسبات والعلاقات في المجتمع.

لكن بعض الناس لديهم ولاية أوسع وأكثر فاعلية، على سبيل المثال، يمكننا الرجوع إلى الأنبياء وأولياء الله حيث يحتل الإمام الحسين (ع) مكانة خاصة بين أوصياء النبي (ص) الصالحين كما لعبت الانتفاضة التاريخية لحضرة سيد الشهداء (ع) دورًا لا غنى عنه في استمرار حركة الهداية النبوية وكانت دائمًا نبراسا للباحثين عن الحرية والمطالبين بالحق.

وبالتأمل في تاريخ الإسلام، نجد أن ذروة التمسك بالولاية في تاريخ الإسلام حصلت في حادثة كربلاء. إذ شهداء كربلاء ضحوا بأنفسهم من أجل ولي الله، وبالتأكيد لم يكن رسم ملحمة عاشوراء الفريدة بهذه الطريقة الجميلة والخالدة في أذهان التاريخ‘ لولا أصحاب الحسين (ع).

أحد الشخصيات المؤثرة في تشكيل حادثة عاشوراء هي مسلم بن عقيل الذي يعتبر سلوكه وخطابه مثالاً بارزًا للتمسك بالولاية. حيث أطاع أمر وليه حتى أنفاسه الأخيرة ولبي دعوته إلى أن استشهد. وكان لأهل الكوفة أيضًا أن يجتازوا امتحانًا عظيمًا بإتباع سفيرالإمام الحسين (ع)؛ لأنه في تلك اللحظة التاريخية، كان قبول أهل الكوفة شروط مسلم بن عقيل يعني أنهم كانوا تحت مظلة ولاية الإمام الحسين (ع)، غير أن الكوفيين فشلوا في هذا الاختبار وباتوا مثالا لسخط الولاية  إلى الأبد.

إلا أن التمسك بالولاية وطاعة وتضحية أصحاب الإمام الآخرين ومنهم قاسم بن حسن وعلي بن حسين وحر وزهير وحبيب ووهب وزينب سلام الله عليها ووسباقهم للإذن بالجهاد ومقاومتهم الفولاذية لقد كانت فريدة من نوعها في التاريخ. لكن المظهر الأكثر حيوية للولاية في صحراء كربلاء يعود إلى حضرة عباس بن علي (ع)‘ من لم يخاطب العدو شفهياً بغير إذن وليه، وحتى بعد إذن وليه، رفض بشدة  طلب من أحضر له رسالة الأمان‘ من كان حامل لواء و حارس خيام أهل بيت ولي الله وحاول حتى اللحظة الأخيرة أن يفي بوعده. إن حضرة عباس الذي يستحي بتواضع حتى من قول كلمة الأخ لولي أمره حتى اللحظات الأخيرة من حياته، وعندما أحضره العدو رسالة الأمن، كان يستحي حينها من التخلي عن  دعم أخيه  ولم يتمكن من النظر في وجه الامام الحسين عليه السلام.

وهذا‘ لم يمنع الإمام الحسين (ع) مدرسة الإسلام المليئة بالمفاخر خلال حياته واستشهاده من الانحراف فحسب، بل كان عبر التاريخ مصدر إلهام للباحثين عن الحق في العالم. حيث لا يمكن تفسير ذلك وتحليله إلا في ضوء ولاية سيد الشهداء التاريخية. وقاد الإمام الحسين (ع) بقوة ولايته قائد جيش العدو وهو حُر، وإذا لم تسود قلوب الناس بصدأ الإهمال والحرام والمعصية وحب الدنيا، و لم يخدعهم يزيد وابن زياد‘ اقتحمت قلوبهم قوة الهداية ولجأوا بشرف إلى حصن وسفينة نجاة أهل البيت وأفلحوا للأبد.

المصدر ؛iuvmpress.news

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال