في ظل التقدم الذي أحرزته الطالبان في المدن الأفغانية، ما سبّب استحواذها على السلطة، وفي نهاية المطاف سقوط كابول وهروب غني، شاهدنا أن الحرکة استولت عمليا على الحكومة المركزية في أفغانستان. ورغم توقُّع تشكيل حكومة شاملة ووطنية، فإن وجود طالبان في كابول يعني أنهم یتولون المسؤولية عن ضمان أمن المواطنين الأفغان ویستوجب على الحركة الالتزام بها. ويشير سلوك طالبان في المجال التشريعي والسياسي إلى أن الحركة تتمتع بقوة کافیة في أفغانستان وبما أنها تتولى السلطة حاليا، فهي المسؤولة عن کل الأحداث أيضا. ولکن قبل أیام، جراء هجومین دمويین ضد المواطنين الأفغان، وخاصة الشيعة، أسفرا عن مقتل عشرات وإصابة مئات آخرين، أثیرت تساؤلات مهمة في أذهان خبراء الأمن الأفغاني حيث دفعتهم إلى تحليل الأحداث الأخيرة كما يلي:
أ: طالبان هي المسؤولة عن توفير الأمن
لا ينبغي أن ننسى أن طالبان لديها مسؤوليات في أفغانستان وعليها الحفاظ على سلامة المواطنين الأفغان ومكافحة الإرهاب. إن وجود العديد من المفجّرين التكفيريين والسلفيين في أفغانستان وتنفیذ عمليات دموية تستهدف الشيعة، في وضع لم يبدوا فيه أي مقاومة لانتقال السلطة، هو نوع من الإفراج عن المسؤولية تجاه مواطني أفغانستان، ولاسیما الشيعة. وقد أظهرت حركة طالبان، بإنكارها توفیر أمن المواطنين الأفغان، أنها تعاني من مشاكل ضخمة في هذا المجال ويجب أن تبذل جهودا جادة لاستعادة سمعتها المفقودة.
ب) اختيار مسؤولين أمنيين مؤهلين لضمان الأمن
تظهر العمليات التي نُفّذت في نقطتين مهمتين ضد الشيعة، أن المسؤولين الأمنيين في هذه المناطق لا يهتمون جديا بمكافحة الإرهاب. إن الوقوف في وجه هؤلاء الأفراد وملاحقة الجناة واختيار مسؤول أمن معني بمكافحة الإرهاب هو أقل ما ينبغي لسلطات كابول أن تولي اهتماما له. وفي أفغانستان، إذا تخلت طالبان عن المسألة الأمنية، فهذا سيكون من شأنه خلق دوامة من الفوضی التي ستنهار فيها طالبان وأي جماعة أخرى. ولذلك، يتعين على الحرکة أن تدرك أنها مسؤولة عن الأمن وأن ضعف الأداء يمكن أن يجعل المناطق الأخرى غير آمنة.
ج) أفغانستان للجميع
وعلى الرغم من أن الحرکة تحاول تقديم نفسها إلى أفغانستان كلها، فإن وجود الأحداث المخلّة بالأمن في المناطق الشيعية وغيابها في المناطق السنية يشير إلى أن شرذمة من طالبان تحاول إثارة الفتنة العرقية والدينية. وأخذ الموضوع هذا یطفو علی السطح بين المحللين في الأيام القليلة الماضية. ومع ذلك، فإن فشل طالبان في المبادرة والمكافحة بجدية لتصدي الإرهاب والاضطرابات الأمنية في أفغانستان يمكنه أن يقوض أمن البلاد. وينبغي للحركة أن تصبح أكثر جدية بشأن نزع سلاح الجماعات الخطیرة، ولا سيما أولئك غير الأكفاء وأن تأخذ العبرة مما جری مؤخرا.
المصدر ؛iuvmpress.news
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال