إن الهيمنة الاقتصادية هي إحدى الطرق التي ترمي إليها الصهيونية لتحقيق فكرة “دولة يهودية عالمية” بترابطها مع أساليب سياسية وثقافية واجتماعية أخرى. هذه الفکرة ، إلى جانب الضغوط السياسية والتمهيد الثقافي ، تخلق ظروفًا صالحة لتطوير الفكرة المثالية للصهيونية.
لطالما ظن الشعب اليهودي نفسه متفوقًا على الآخر معتقدا بالرأي القائل بأنه يمتلك جميع الممتلكات في العالم و يرى أن الثروة في العالم قد تم توزيعها بشكل غيرعادل وتم اغتصابها لصالح أجناس وأعراق أخرى‘ لذلك مهما استطاعوا بذلوا جهدًا لا نهاية له للتراكم أكبر قدر ممكن من الثروات. من ثم اليهود‘ في أي مجتمع يستقرون فيه‘ يريدون اختراق المراكز الاقتصادية والتجارية والاستيلاء على نبض السوق والثروة من أجل تحقيق أهدافهم .
وقد شاع هذا التفكير لدرجة أنه حتى العائلات اليهودية الثرية لها تأثير في كيفية حكم الكيان الصهيوني ، ولا بد من القول إن لهم دورا جادا في تحدد سياسات هذا الكيان.
إحدى هذه العائلات هي عائلة عوفر أو أوفر، التي تمتلك العديد من الشركات داخل الكيان الصهيوني وفي مناطق أخرى من العالم ، و كان المالك الأصلي لهذه الشركة هو سافی عوفر المولود في رومانيا وعائلته كانت قد هاجرت عام 1922 إلى بريطانيا و هو طفل صغير . بينما قد اعتبرته مجلة فوربس سابقا‘ واحدًا من أغنى 100 شخص في العالم. توفي سامي عوفر في ظروف غامضة عندما كان یبلغ من العمر 89 عامًا بعد 10 أيام من العقوبات الأمريكية ضده وشركته بسبب التحايل على العقوبات وعقد الصفقة مع إيران، ولکن شركة إخوان عوفر نفت هذه المزاعم وأعربت عن أسفها للقرار الأمريكي و وصفتها بخطئ فادح.
حينها، مئير داغان ، رئيس جهاز الموساد آنذاك ، أثناء الدفاع عن سامي وطفليه ، تحدث عن التعاون الوثيق بين هذه العائلة والموساد. فيما يتعلق بالموضوع‘ یزعم بعض مصادر استخبارات الموساد أن إحدى سفن عوفر رست في أحد موانئ إيران الجنوبية بين عامي 2004 و 2005 و تمكنت من جمع معلومات من المواقع النووية الإيرانية.
فیما بعد، رفعت وزارة الخارجية الأمريكية في وقت لاحق العقوبات المفروضة على عائلة الأعمال الإسرائيلية البارزة ، قائلة إنه من جراء البحوث كُشفت أن المزاعم كانت كاذبة. كما تسببت هذه القضية في جدل كبير في الکیان الصهيوني لدرجة أنها أوصلت حكومة نتنياهو إلى حافة الانهيار.
و بعد وفاة سامي عوفر ، قُسمت ثروته بين ولديه ، إيدان وإيان ، وانتقلت ملكية شركاته إليهما ، إلا أن مع وفاة عوفر ، حدثت أمور جعلت أخبار الأسرة جديدة.
قبل أيام قليلة ، أفادت الأنباء عن تعرض سفينة شحن أثناء توجهها من جدة إلى الإمارات العربية المتحدة. قيل في البداية عن ملكية السفينة إنها لشركة إسرائيلية باعتها ، لكن شركة زودياك ماريتيم ، للتاجر الإسرائيلي إيال عوفر ، قالت لاحقا إنها ليست تملكها و لا تديرها.
و الحقیقة أن السفينة “تيندال”، كانت سابقا مملوكة لشركة “زودياك LTD”، ومقرها لندن‘ غیر أن الشركة أعلنت الآن أنها قد باعت السفينة سی اس اِی وی تیندال (CSAV Tyndall) قبل عدة أشهر و لم تعد تملکها.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز ، نقلاً عن مسؤول في الأمن القومي الإسرائيلي ، أن السفينة يعتقد أنها تعرضت للهجوم من قبل طائرة بدون طيار أو كوماندوز بحرية.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال