ثنائية العزة الحسينية والإذلال الأمريكي 22

ثنائية العزة الحسينية والإذلال الأمريكي

إن الأحداث الأخيرة في مطار كابول أو مطار حامد كرزاي الدولي، حيث تُرك فيه شركاء الغرب وأطلق عليه مستنقع الديمقراطية الليبرالية في العالم ، کانت دلالة واضحة على حقارة أمريكا، مما يظهر أن الأمريكيين ليسوا على استعداد لدعم مؤيديهم تحت أي ظرف من الظروف. وعندما وصل الجيش الأمريكي إلى كابول لإقامة الديمقراطية القسریة، لم يكن أحد ليتخيل أن واشنطن ستترك ذات يوم حتى مترجميها وحلفائها الأفغان في مطار كرزاي بهذه الحقارة، وتفضل كلابها العاملة وعلب المشروبات الكحولية على المدنيين الأفغان. ونتيجة لذلك، أرسلت واشنطن، علی وجه الاضطرار، حشودا من الأفغان إلى مخيمات اللاجئين في قلب إفريقيا في وضع يوصف بسيئ.

إن حرب أفغانستان والمسار الذي سلكته أمريكا –الذي أثار ضجة- أظهرت أن واشنطن والتشبث بالدول الغربية ليست نتیجتهما سوى الإذلال والاحتقار والتواني. فمثلا هروب أشرف غني  والإطاحة بالحكومة المدعومة من الولايات المتحدة في كابول، واالتواني عن توفير الدعم  للجيش الأفغاني و شرطتها من ناحية الغرب، هي أمثلة صغيرة على هذا الإذلال. وتكررت المأساة نفسها في العراق وذلك حينما تحرك تنظيم داعش نحو بوابات بغداد بينما ذهبت طلبات المساعدة من الغرب عبثًا ورفض الجيش الأمريكي تسليم الأسلحة التي اشتراها الجيش العراقي سابقا حتى يمنع داعش عن تشكيل الحكومة رسميا في العراق وسوريا. ومع ذلك، كان الوضع في العراق مختلفًا عن أفغانستان، مما یعنی أن طلب العزة بباب الحسين(ع) والذي ربط بين الكبرياء الوطني والدين الثوري، أدى إلى  تشكيل جبهة الحشد الشعبي ضد جماعة داعش المدجج بالسلاح ودحرها في وضع لم يتخيل فيه أحد أن العراق سيتحرر بهذه السرعة.

واللافت للنظر أن التأثر بالعزة الحسينية والاستقاء منها قطع مسارا طويلا يتجذر تاريخه في أحداث واقعة عاشوراء ، وأتت ثماره إبان الثورة الإسلامية الإيرانية والقتال ضد الغرب، ومواجهة الإرهابيين في العراق وسوريا، ومقاومة حزب الله اللبناني ضد جيش الكيان الصهيوني المدجج بالسلاح. ذلك التأثر الذي وصفه السيد حسن نصرالله، أمين عام حزب الله في لبنان، بأنه الدرس الحسيني ويقول:”الدرس المستفاد من حادثة كربلاء أنه لا ينبغي عدم المبالاة بمساعدة الحق ومحاربة الظلم، وهذا هو الدرس الذي تعلمته المقاومة الإسلامية، وسنواصل العمل على هذا الطريق وسنصبرعلی التهديدات والحروب الاقتصادية والسياسية والامنية والاعلامية ومصاعب الحياة ولن نتخلى عن علم الحسين (ع) وسرنفعه عالیا علی الدوام”.

ودروس العزة الحسينية والكرامة تحمل الرسالة الواضحة لحركة الإمام الحسين (عليه السلام) إلى جميع المطالبين بالحرية ومكافحي الظلم وتكون تهديدا لكل الجائرین ومنتهکي حقوق الإنسان؛ وطلب العزة بجانب التمتع بالعقلانية الحسينية هوبالضبط عكس المسار الغربي الذي يُعرف بالتعرض للإذلال والحقارة. وفي الشعور بالخزي أمام الجيش الأمريكي، ستكون الهزيمة وفقدان الأمن للشعب كنتاج رئيسي، ولكن في المقابل، إن العزة الحسینیة لا يُنظر إليها إلا أنها انتصار على الظلم ومحاربة الإرهاب ونيل الحرية والأمن.

والاختيار بين الطريقين ليس صعبا؛ إذ إن الطريق واضح والتجربة الإنسانية واضحة. والتحرك في أي اتجاه له طقوس واضحة وشفافة. وعندما ننظر إلى القضايا الحالية في العالم مثل توفير أمن مطار بغداد وهروب قوات أمريكا من كابول بحقارة؛ سيكون الاختيار على عاتق الأشخاص؛ هل يختارون الذل الأمريكي أو العزة الحسينية.

المصدر ؛iuvmpress.news

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال