ترى فئة من اليهود أنه قد ظلمهم جميع شعوب العالم وسلبت أرضهم الدول العربية. إن عدواة هذه الفئة من اليهود، وخصوصا للدول الناطقة بالعربية، دفعتهم إلى التشبث بأحد أهدافهم الرئيسية أي فكرة استعادة أرض الميعاد والإعلان عن نظام عالمي جديد. كتب تيودور هرتزل، مؤسس الكيان الصهيوني، عن استراتيجياته لإدارة الكيان: “ستكون حدود إسرائيل واسعة بما يكفي لتشمل حدود مملكتي داود وسليمان وستتغير هذه الحدود بناء على احتياجات المهاجرين وزيادة أعدادهم”.
ووفقا لهذه الفكرة، فإن سياسة التوسّع، باعتبارها عنصرا لا يتجزأ من الصهيونية، تتطلب تخطيطا إعلاميا وعسكريا كبيرا. ولذلك، فإن إحدى الخطط الهامة للصهيونية، الاستيلاء على المزيد من أراضي البلدان المجاورة وطرد سكانها باستخدام أساليب مختلفة مثل الإرعاب والتهديد وتقديم التنازلات وتوتير الأمن، وما إلى ذلك. وخلال هذه السنوات، استخدم الكيلان الصهيوني هذه الأساليب بمختلف أشكالها لنيل أهدافه.
ومن ظواهر العصر الحالي التفكير التكفيري الذي سبّب معاناة كثيرة جدا في جميع أنحاء العالم، ولاسیما في منطقة غرب آسيا. في هذا السياق‘ تُعد الدولة الإسلامية في العراق والشام(بالاختصار: داعش) واحدة من أخطر الحركات التكفيرية، والنتيجة الأولى والأهم لظهورها في غرب آسيا هي “إضعاف جبهة المقاومة” أمام الكيان الإسرائيلي المغتصب، حيث تُنفَق قوة الجماعات المقاومة على مواجهتها. ومن ناحية أخرى، أدى ظهور داعش إلى ازدیاد الانقسام السني الشيعي والانقسامات الداخلية في العالم الإسلامي، وكل ذلك إجراءات تعود بالنفع في نهاية المطاف على الکیان الإسرائيلي المغتصب.
ونظرًا لأن جماعة داعش الإرهابية تعتبر جميع المسلمين ما عدا نفسها كفارًا مهدوري الدم، فإنه كلما زادت قوة الجماعة، تعرّض أمن وسلامة أراضي الدول الإسلامية للخطر. وفي هذه الحالة، وبعد حرب استنزاف طويلة مع الجماعات التكفيرية والأقليات العرقية، بسبب انخفاض الموارد المادية وغير المادية وضعف الوحدات السياسية، تزداد إمكانية تفككها إلى بلدان أصغر، مما يساعد على أمن النظام الإسرائيلي المغتصب، لأنه من الأسهل مواجهة البلدان الصغيرة ذات المواقف المختلفة عن مواجهة البلدان الكبيرة والقوية.
في حين أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إحدى أهم الجهات الفاعلة في المنطقة، اقتحمت الميدان من خلال فهمها للخطر الموجود والنظر في المثل الأعلى لدعم شعوب العالم المضطهدة، وذلك بواسطة فيلق القدس وقيادة الحاج قاسم سليماني من أجل مواجهة الحركات التكفيرية وتحقيق هدفها النهائي المتمثل في تدمير إسرائيل وتخييب طموحات الصهيونية العالمية.
ويُعتبر تشكيل جبهة المقاومة من أهم الإجراءات المتخذة ضد الكيان الصهيوني وانتشار الصهيونية العالمية، ووجود هذه الجبهة يعود أساسا إلى الجهود الكبيرة التي بذلها سردار سليماني طیلة حیاته. وسابقا، كان للجيش الصهيوني نوع من التفوق النسبي‘ غير أنه مع تشكيل جبهات المقاومة وتعزيزها بمساعي الشهيد سليماني، شهد جيش الكيان هزائم متتالية. من ناحية أخرى، فإن إعلان نهاية حكم داعش وزيادة تعزيز جبهة المقاومة عرّض مصالح الولايات المتحدة، أهم داعم للکیان الصهيوني، لخطر كبير، ولهذا خطط الأمریکان لشن هجوم ضد اللواء سليماني. وعلى الرغم من أنه ورفاقه اغتيلوا واستشهدوا بجبن، فإننا نشهد انتصار جبهة المقاومة وإنجازاتها القيمة وهزيمة الصهيونية العالمية في الوقت الحاضر.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال