حقل آرش .. تقارب وخلافات 1512

حقل آرش .. تقارب وخلافات

رفعت الكويت العام الماضي مستوى علاقاتها مع إيران إذ قامت بتعيين سفير لها بعد أكثر من ست سنوات من القطيعة، حيث كان للقضايا الاقتصادية دور مهم فيها، فمع التحسن الملحوظ للعلاقات الإيرانية مع عدد من جيرانها العرب، ولا سيما السعودية ما زالت بعض القضايا الخلافية قائمة.

تصدر الخلاف حول حقل آرش/الدرة، مشهد العلاقات الإيرانية الكويتية إذ يعود الخلاف حول مثل هذه القضايا إلى عدم ترسيم الحدود البحرية بين إيران والكويت، فلم يتم الاتفاق حتى الآن على الحدود الشرقية للمنطقة التي تحدد حقل آرش، وهو ما تسعى الأطراف المعنية إلى إنجازه منذ عقود.

إيران والكويت والتعاون في مجال الطاقة والنفط
الرغبة في العلاقات الطبيعية موجودة لدى الطرفين الإيراني والكويتي، فسفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الكويت، بحث مع نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير النفط الكويتي "عماد العتيقي" آليات توسيع التعاون الثنائي في مجالات صناعة النفط والطاقة والقضايا المشتركة بين الجانبين.

السفير الإيراني أشار إلى أن إيران تولي اهتماما خاصا لتوسيع العلاقات والتعاون مع جيرانها، فخلال العامين الماضيين، زاد التعاون ونما بشكل ملحوظ بين إيران والكويت، وخاصة في مجال تبادل الوفود البرلمانية الرسمية وخفر السواحل والمشاورات السياسية الإقليمية.

إن هذا التعاون كما قال السفير الإيراني وفر إمكانيات واسعة للاستثمار الأجنبي في مجال صناعة النفط والطاقة في إيران، وهناك استعداد إيراني كامل لأي استثمار مشترك واستغلال هذه الفرصة.

الكويت من جهتها تولي العلاقة مع إيران اهتماما خاصا إدراكا منها لأهمية استقرار هذه العلاقة في مجال صناعة النفط والموارد الطبيعية، إذ قال وزير النفط الكويتي: إن العلاقات طويلة الأمد بين البلدين الجارين تعتمد على تاريخ مشترك وعلاقات عائلية، والتعاون الثنائي في مجالات الطاقة والنفط له تاريخ يمتد لعدة سنوات لأن البلدين من بين المؤسسين لمنظمة أوبك.

وأضاف الوزير: نحن فخورون دائما بعلاقاتنا الودية مع الجمهورية الإسلامية ونأمل أن تتوسع هذه العلاقات والتعاون الثنائي يوما بعد يوم.

حقل آرش أو الدرة
تم اكتشاف حقل آرش أو الدرة للغاز الطبيعي في مياه الخليج الفارسي عام 1967، ولهذا الحقل أهمية اقتصادية كبيرة، فهوي يحتوي على احتياطات من الغاز الطبيعي تقدر بنحو 11 تريليون قدم مكعب، وقرابة 300 مليون برميل من النفط، وهي "كمية غير بسيطة للكويت التي تقدر احتياطاتها حاليا بحوالي 35 تريليون قدم، أي أن الحقل يحوي حوالي 30 في المئة من احتياطاتها الحالية.

وبعد الاستثمار المشترك السعودي الكويتي، يتوقع أن ينتج هذا الحقل قرابة مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، و84 ألف برميل من النفط والمكثفات النفطية يوميا، إذ وقعت الكويت والسعودية أواخر العام الماضي مذكرة تفاهم بشأن مشروع تطوير الحقل بين الشركة الكويتية لنفط الخليج وشركة أرامكو لأعمال الخليج.

شيماء الغنيم نائبة المدير العام لشركة النفط الكويتية قالت في مارس آذار 2023: إن السعودية والكويت تجددان التأكيد أن ملكية الثروات الطبيعية في حقل الدرة للغاز الطبيعي بالخليج (الفارسي) مشتركةٌ بينهما فقط، وأنهما تدعوان إيران للتفاوض على الحد الشرقي للمنطقة المغمورة المقسومة بين المملكة والكويت كطرف تفاوضي واحد.

وكذلك أكد وزير النفط الكويتي سعد البراك في 10 يوليو/تموز أن الكويت والمملكة العربية السعودية لهما "حقوق حصرية" في حقل الغاز البحري، مشيرا إلى أن مطالب إيران "لا تستند إلى ترسيم واضح للحدود البحرية".

لكن الكويت والسعودية دعت إيران إلى الدخول في مفاوضات لترسيم الحدود البحرية، على أنهما "طرف تفاوضي واحد" مقابل إيران.

إيران تنادي بحقها في الحقل
انتقدت إيران الاتفاق الذي وقعته الكويت والسعودية العام الماضي لتطوير الحقل، إذ تقول طهران إنها تملك حصة فيه، فوزير النفط الإيراني جواد أوجي أكد أن بلاده لن تتنازل عما وصفه بحق إيران في الاستثمار بحقل آرش، مضيفا أن طهران أبلغت الكويت باستعدادها للعمل والاستثمار المشترك في الحقل.

المتحدث باسم لجنة الطاقة البرلمانية النائب مصطفى نخعي تحدث في يوليو/تموز الماضي، عن شكوك إيرانية حول مطالبة السعودية بحقل الغاز، موافقا في ذلك مهدي حسيني، نائب وزير النفط الإيراني السابق، الذي أشار إلى أن الكويت والسعودية قد لا يكون لهما الحق في استغلال الموارد في المنطقة المحايدة حتى يتم ترسيم الحدود البحرية.

وقال حسيني: "إن حدود إيران مع المنطقة المحايدة غير مرسمة، لذا إذا اعتقدت الكويت أن إيران ليس لها الحق في استغلال حقل الغاز، فهي أيضًا لا يحق لها ذلك بناءً على هذا المنطق"، فترسيم الحدود البحرية يجب أن يكون أولوية.

المدير التنفيذي لشركة النفط الوطنية الإيرانية محسن خجسته مهر أكد أن الإيرانيين جاهزون تماما لبدء عمليات الحفر في حقل آرش، وأنهم اعتمدوا موارد مالية كبيرة لتطوير هذا الحقل في مجلس إدارة شركة النفط الوطنية وسيبدؤون العمل في أقرب وقت حيث إن الظروف جاهزة.

من جهته قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بشأن حقل غاز آرش ومطالبات الكويت والسعودية في هذا الصدد: لقد عبر عن وجهة نظر إيران بوضوح. نعتقد أن ما يثار يمكن متابعته في إطار الآلية القانونية بين البلدين، وإثارة المسائل الفنية في وسائل الإعلام لن يساعد في حل القضية.

ختاماً يمكن القول إن الأطراف المعنية بالخلاف الناشئ حول هذا الحقل تتجه نحو تغليب لغة العقل، إذ أكدت الأطراف جميعها رغبتها باللجوء إلى ترسيم الحدود البحرية، لمعرفة نصيب كل بلد من هذا الحقل، وهذا التوافق كان أحد انعكاسات التقارب الإيراني السعودي الذي حصل مؤخراً.

مجد عيسى


المصادر:

1- https://2h.ae/OIyi
2- https://2h.ae/frgm
3- https://2h.ae/Sekx
4- https://2h.ae/smHg
5- https://2h.ae/yfSa
6- https://2h.ae/gVlM
لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال