إن التقدم والجهود المبذولة لتطوير الأسلحة والقدرات الدفاعية، من أهم المتطلبات والعوامل المهمة لدول العالم اليوم. وإذا تمت هذه التطورات محلياً ومع تطور الصناعات الداخية، فإنها ستوفر أعلى مستويات الأمن الداخلي، من حيث عدم الاعتماد على الدول الأجنبية.
يبدو أن هذا الهدف كان دائمًا محور تركيز السلطات الإيرانية، وقد تم اتخاذ خطوات مهمة في هذا الاتجاه على مدار العقود القليلة الماضية.
أعلن العميد أمير علي حاج زاده قائد القوة الجوفضائية للحرس الثوري الإيراني، مؤخراً، لطلبة جامعة العلوم والتكنولوجيا، عن كشف الستار عن صاروخ اسمه “خرمشهر 4″، وقال إن هذا الصاروخ يمكن أن يضرب 80 هدفاً في منطقة الهدف، وإذا تم إطلاق 100 صاروخ فإنه سيتحول إلى 8 آلاف صاروخ ويصيب الأهداف في أراضي العدو.
وأضاف هذا المسؤول العسكري الإيراني الكبير: “اليوم وصلنا إلى قدرة في مجال الصناعة الدفاعية في ظروف العقوبات، في مختلف مجالات الطائرات دون طيار والصواريخ والدفاع الجوي والبحري والبري، وفي مجال الصناعة الدفاعية بحمد الله لسنا بحاجة إلى أي دولة. خلال الحرب المفروضة، رأينا وسمعنا أصوات الصواريخ وأصوات قذائف المدافع وأصوات الطائرات وأصوات صفارات الإنذار والغارات الجوية وتقطيع أوصال الأطفال. لكن اليوم، في مجال الحرب الناعمة والغزو الثقافي، لا نرى أيًا من هذه الحالات”.
“خرمشهر 4″، الصاروخ الاستراتيجي الذي يهرب من الرادارات
يعدّ صاروخ “خرمشهر” من الجيل الرابع والمعروف أيضًا باسم “خيبر”، وأحد الصواريخ الباليستية طويلة المدى والدقيقة التي يصل مداها إلى 2000 كيلومتر. الرأس الحربي لهذا الصاروخ الذي يبلغ وزنه طناً واحداً و 500 كيلوغرام وطوله 4 أمتار، هو نوع من الرؤوس الحربية شديدة الانفجار.
يتم ضمان دقة الاستهداف في المرحلة المتوسطة (التحليق فوق الغلاف الجوي) لهذا الصاروخ بسرعة تزيد على 16 ماخ، ويضرب الرأس الحربي الهدف بسرعة حوالي 8 ماخ. والميزة الأخرى لهذا الصاروخ الاستراتيجي هي طبيعته التكتيكية، والتي تساعد المستخدم على نقل “خرمشهر 4” وتشغيله في أقصر وقت ممكن.
أهم ما يميز صاروخ “خرمشهر 4” الإيراني، هو تجنب الرادارات ومقاومة الحرب الإلكترونية، ميزةٌ هي الأولى التي يتم دمجها في مثل هذا الصاروخ. وبالطبع، فإن الهروب من الرادارات والمرور عبر الدفاعات الجوية للعدو، من السمات البارزة لهذا الصاروخ.
وحسب إعلان وزارة الدفاع الإيرانية، فإن الرأس الحربي لصاروخ “خرمشهر 4” يمكنه حمل أكثر من طن من المواد المتفجرة، ولهذا السبب يعتبر من أكبر الرؤوس الحربية المنتجة وأكثرها فاعليةً. وتم تخصيص حوالي 500 كجم من وزن الرأس الحربي لهذا الصاروخ للهيكل وأنظمة توجيه التحكم في المرحلة المتوسطة، والأنظمة الفرعية الأخرى.
کما يتم توجيه الرأس الحربي لهذا الصاروخ، من خلال محركات التوجيه والتحكم المثبتة في الجزء الأخير من الرأس الحربي. وأهم ما يميز الرأس الحربي للصاروخ هو سرعته العالية عند إصابة الهدف، ما يجعل العدو غير قادر على اكتشافه واعتراضه وتدميره.
والوقت اللازم لإطلاق “خرمشهر 4” هو أقل من 12 دقيقة، بسبب استخدام الاشتعال التلقائي (الاشتعال الذاتي)، ولا حاجة لحقن وقود دافع وهواء وتوجيه أفقي بعد الوضع الرأسي. أيضًا، نظرًا لوجود خزانات وقود جديدة، يمكن حقن الوقود فيه ويمكن الاحتفاظ بالصاروخ في وضع الشحن لعدة سنوات.
وبمحرك قوي للغاية، يتمتع هذا الصاروخ بدفعة عالية جدًا(إصابة خاصة) مطلوبة لإقلاع الصاروخ من منصة عالية جدًا، وهي 280 ثانية على الأرض و 300 ثانية في الفراغ. والقوة الأكبر للهيكل الصاروخي في الجيل الجديد من “خرمشهر”، مقارنةً بالأجيال الثلاثة السابقة، هي ما تميز هذا الصاروخ ، ما جعل قاذفة الصاروخ قادرةً على تحريكه بشكل أسرع.
خشية الولايات المتحدة والکيان الإسرائيلي من القوة الصاروخية الإيرانية
في السنوات الأخيرة، دأبت إيران على زيادة قدراتها الصاروخية بعيدة المدى بشكل مطرد، ويعتبر الکيان الإسرائيلي ذلك تهديدًا لنفسه، ودخل في حرب ظل مع إيران لسنوات. لكن الهجمات المتكررة التي تستهدف البرنامج النووي والأهداف العسكرية، لم تكن قادرةً على وقف تقدم إيران المستمر على الجبهتين.
وفي السابق، حذر الجنرال كينيث ماكنزي، القائد السابق للقوات المركزية الأمريكية، مع اعترافه بقوة إيران العسكرية، من برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، وقال: “من وجهة نظري، فإن برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني أخطر من البرنامج النووي لهذا البلد”.
أيضًا، وفقًا لمارك فيتزباتريك، المسؤول السابق عن منع الانتشار في وزارة الخارجية الأمريكية والذي يعمل الآن في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، لطالما اعتبرت الصواريخ الباليستية نظام توصيل يمكن استخدامه لسلاح نووي محتمل.
من ناحية أخرى، تتفق الجهات والدوائر العسكرية التي تتابع الملف الصاروخ الإيراني في واشنطن، على أن الصواريخ الإيرانية يمكن أن تهدد عددًا كبيرًا من القواعد العسكرية في منطقة عمليات القيادة المركزية الأمريكية.
يقول أنتوني كوردسمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: “على الرغم من عدم امتلاك إيران لصواريخ باليستية عابرة للقارات لتهديد الأراضي الأمريكية، فإن القواعد الأمريكية في المنطقة والقواعد المشتركة والجنود المدنيين والمقاولين المتمركزين في المنطقة مهددة، ويمكن لايران مهاجمة السفن والطائرات”.
المصدر: الوفاق
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال