عبر جنرال إسرائيلي عن خشيته من تراجع الاحتلال الإسرائيلي، في ظل استمرار حالة الجمود والأزمة السياسية والأمنية الإسرائيلية الداخلية.
وتناول الجنرال الإسرائيلي عوديد تيرا، في مقال بصحيفة “معاريف” العبرية، ما أطلق عليه “التقزيم الأيديولوجي” عند قيام الحكومة الجديدة برئاسة نفتالي بينيت، مؤكدا أن “الحكومة ملزمة بأن تكون لها رؤيا أيديولوجية تنشأ عنها استراتيجيتها”.
وذكر أنه “بحسب تلك الرؤيا والبرنامج السياسي، تتطلع الحكومة لأن تحقق إنجازات وتحتل أهدافا، وبدون أيديولوجيا، يصبح المبنى السياسي، التنفيذي شاحبا وذائبا، كما مطلوب للحكومة رؤيا سياسية، أهداف قياسية وقنوات تنفيذ”.
ولفت تيرا، إلى أن “القول بأن الحكومة أقيمت لتعالج الصدع لدى الجمهور لا يوجد له منطق، لأن الحكومة المتصدعة من ناحية أيديولوجية من شأنها أن تعمق الصدع عند الجمهور، فما بالك أن أكثر من نصف الجمهور لا يتفق على ألا تعالج الحكومة توطين إسرائيل مثلا”.
وأضاف: “لا يوجد شيء كهذا، بأن يجري الجمهور توقفا في تحقيق الأيديولوجيا، ففي القطاع التجاري مثلا، التوقف هو التراجع إلى الوراء، وهكذا أيضا في المستوى السياسي، والأمر صحيح سواء لليمين أو لليسار الإسرائيلي”.
ونبه الجنرال إلى أن “الحكومة الجديدة تتشكل من أشخاص ذوي أيديولوجيات قطبية وهامة دحرت جانبا، وهذا يعني أن الأيديولوجيا ليست هي التي تحركهم بل العواطف، وهذا سيئ”.
ورجح أن “تنجح الحكومة الجديدة في الصمود، بل وربما تكمل أيامها”، مفترضا أن “النقد في أجزاء من الإعلام سيكون متسامحا تجاه قصور تلك الحكومة الجديدة، بل وربما بالعموم سيكون الإعلام أقل نقدا تجاه الحكومة الجديدة، وهذا سيقود رأيا عاما عاطفا، ولهذا السبب سيسحب عنصر هام في الديمقراطية، ما يمثل خطرا على الديمقراطية، وواجب الإثبات على الإعلام ألا يكون هكذا هو الأمر”.
والأمر الثاني بحسب تيرا، أن “جهات في الائتلاف يمكنها أن تخسر إذا ما أجريت انتخابات، بما فيها اليسار الذي يدرك أن اليمين في الانتخابات الجديدة كفيل بأن يعود إلى الحكم مع قرابة 70 مقعدا”.
وأشار إلى أن “الواقع غير الجيد في الماضي بما فيه الكفاية، لا يمنعنا من أن نفكر بتغيير إيجابي، في ظل تحقيق أهداف أيديولوجية يرغب فيها معظم الجمهور الإسرائيلي”، مضيفا: “مثلا، إذا نشأت فرصة للاستيطان بموافقة صامتة من الولايات المتحدة، كيف ستتصرف الحكومة؟ وفقا لمواقف “يمينا” أم مواقف “ميرتس”؟”.
وفي نهاية مقاله، قال: “أخشى من الجمود في المواضيع السياسية والأمنية؛ لأن الرؤيا والأيديولوجيا دُحرتا إلى وراء الهوامش”، متسائلا: “ما هي غاية الحكومة إذا لم تدفع رؤيا وأيديولوجيا إلى التحقق؟”.
وخاطب الجنرال زعماء الأحزاب الإسرائيلية بقوله: “أنتم تقفون أمام تحد عظيم”.
المصدر: عربي 21
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال