خطوة إيران المتقدمة في التجارة الحرة مع الاتحاد الأوراسي
بعد مضي ما يقارب 28 شهراً على مجيء الحكومة الثالثة عشرة للجمهورية الإسلامية الإيرانية برئاسة الرئيس الشهيد الدكتور سيد إبراهيم رئيسي واتباع وتنفيذ سياسة حسن الجوار في مجال السياسة الخارجية، التي وبهذا النهج بدأت تؤتي ثمارها بسرعة وبعد النجاحات الكبيرة التي حققها النظام الدبلوماسي في المجالات الأخرى، خاصة في الانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون كعضو دائم وقبول إيران كعضو جديد في مجموعة البريكس، وتوقيع اتفاقية التجارة الحرة مع الاتحاد الأوراسي كل ذلك يعتبر خطوة رئيسية أخرى في اتجاه تطوير التبادلات التجارية الإيرانية مع الدول الأخرى، وهذا يدل على نجاح النهج المتبع وقد تم تسجيل ورقة ذهبية أخرى في سجل هذه الحكومة، مما يؤدي في النهاية إلى تحقيق فوائد للشعب الإيراني والدول الأخرى في المنطقة.
في بداية الأمور، تجدر الإشارة إلى أن الخطوة المشتركة الأولى بين إيران والاتحاد الاقتصادي الأوراسي (EAEU) -المكون من دول بيلاروسيا وكازاخستان وروسيا وقيرغيزستان وأرمينيا - والتي تتمتع فيه دول أوزبكستان ومولدوفا وكوبا بصفة أعضاء مراقبين في هذا الاتحاد – كانت التوقيع على مشروع اتفاقية بشأن تعريفات التصدير التفضيلية في يريفان في عام 2017، وفي عام 2018 تم توقيع هذه الاتفاقية المؤقتة بين الطرفين لمدة ثلاث سنوات، ومؤخراً تم أعتماد اتفاقية التجارة الحرة الدائمة بين إيران والاتحاد الأوراسي وأصبحت جاهز للتوقيع بموافقة جميع الأطراف، وتحتاج هذه الاتفاقية إلى الموافقة عليها من قبل عدة جهات حتى تصبح سارية المفعول حيث من المقرر أن تعرض على مجلس الشورى الإسلامي، وكذلك على المجالس الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوراسي لتصبح بعدها قانونًا قابلاً للتنفيذ .
وفي هذا السياق قال وزير التجارة في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي "أندريه سليبنوف" في أغسطس 2023م : إن المفاوضات بشأن نص اتفاقية التجارة الحرة الدائمة بين الاتحاد الأوراسي والجمهورية الإسلامية الإيرانية قد انتهت، وهذا يعني أن إن نص هذه الاتفاقية جاهز للخضوع للعمليات اللازمة، بما في ذلك التوقيع ونعتقد أن الموافقات ستتابع بسرعة.[1]
وبعد هذه العملية، وبعد اتفاقية التجارة الحرة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأعضاء الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، والتي تم التوقيع عليها في سان بطرسبرغ، وتمت الموافقة على نص هذا القانون العام الماضي من قبل مجلس الشورى الإسلامي تحت عنوان " وثيقة إضافية قانون (بروتوكول) بشأن تمديد الاتفاقية المؤقتة بخصوص إنشاء منطقة تجارة حرة بين جمهورية إيران الإسلامية والاتحاد الاقتصادي الأوراسي والدول الأعضاء فيه" والموافقة عليها نهائيًا من قبل مجلس صيانة الدستور، و وبعد ذلك تمت الموافقة عليه و يجري تنفيذه في مؤسسات أخرى للدول الأعضاء، وفي المرحلة الأخيرة، وافق مجلس الدوما الروسي على هذه الاتفاقية وأصدر الإذن للحكومة الروسية بتنفيذها.[2]
والآن، وبعد فترة قصيرة، شهدنا النتائج الأولى لهذه الاتفاقية ونرى أنه في الوقت الذي نضع فيه الخطط والجهود لتنفيذ هذه الاتفاقية على أفضل وجه ممكن، فإن اتفاقية الشراكة والتعاون الاستراتيجي بين مؤسسة جهاد الاستقلال في إيران تم التوقيع عليها مع عقد (الشركة الأم المتخصصة) "Agroexpress Eurasiai" " (أجرواكسبرس اوراسيايي) بهدف ضمان الأمن الغذائي في المنطقة وتفعيل وتعزيز جميع طرق النقل بين إيران وهذا الاتحاد .[3]
يُشار إلى أن وزير التجارة في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي "أندريه سليبانوف" صرح أيضًا العام الماضي على هامش حفل توقيع اتفاقية التجارة الحرة الدائمة بين الطرفين في مدينة سانت بطرسبرغ الروسية: بعد توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين إيران والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، سيصل حجم التجارة بين الجانبين في الخطوة الأولى وفي فترة من خمس إلى سبع سنوات إلى 18 إلى 20 مليار دولار سنوياً .[4] ويعكس هذا الموضوع الأهمية الكبيرة لهذه الاتفاقية وآثارها الاقتصادية الهامة ويشير إلى جهود أعضاء هذه الاتفاقية في متابعتها وتنفيذها على أفضل وجه ممكن.
وفي الختام، تجدر الإشارة إلى أن الاتفاق على إنشاء منطقة تجارة حرة بين جمهورية إيران الإسلامية والاتحاد الاقتصادي الأوراسي هو الخطوة الأولى نحو مزيد من التقارب التجاري والاقتصادي بين إيران وأوراسيا والدول الأعضاء فيه، بهدف تشكيل منطقة تجارة حرة كبيرة بين إيران وأوراسيا وأعضائها، وقد تم تشكيلها كهدف رئيسي مع التركيز على زيادة توسيع العلاقات المتبادلة بين الطرفين على أساس الثقة والشفافية والتسهيلات التجارية. وتعد الخطة الإبداعية لجمهورية إيران الإسلامية، بعلاقتها مع دول المثلث أوراسيا وشانغهاي وبريكس، تحول كبير في العلاقات الاقتصادية، ومن الناحية العملية، يمكن اعتبار جمهورية إيران الإسلامية حلقة الوصل بين هذه البلدان، وأخيراً، وباعتبارها عضواً مشتركاً في هذا المثلث، فإنها ستلعب دوراً محورياً وتكتسب مكانة دولية لتعزيز وتقوية إيران أكثر.
734
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال