دبلوماسي أميركي سابق: الولايات المتحدة تواجه فشلاً في توسيع إمبراطوريتها 17

دبلوماسي أميركي سابق: الولايات المتحدة تواجه فشلاً في توسيع إمبراطوريتها

أكد المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية الدكتور ماثيو هو، أن الولايات المتحدة تواجه فشلاً في توسيع إمبراطوريتها.

وقال المحلل في قضايا السياسة الخارجية، وكبير أعضاء مركز السياسة الدولية، والمسؤول السابق في وزارة الخارجية الدكتور ماثيو هو، خلال مقابلة مع أمانة المؤتمر الدولي الثاني لعالم ما بعد أميركا: إن “خسارة قواعد جوية مهمة كانت ضربة قاسية للولايات المتحدة ومصداقيتها.. تضاءل الوجود الأميركي في أفغانستان، كما كان أمراً مشيناً ومثيراً للإحراج أن تغادر أفغانستان”.
وأشار إلى الحالة السيئة للاقتصاد الأميركي، وخاصة عدم المساواة بين الطبقات الاجتماعية، وعدم وضوح العلاقات العرقية، وتصاعد الاستقطاب في السياسة الأميركية، والقمع المستمر للديمقراطية في الولايات المتحدة كعلامات على التدهور والأفول الداخلي لأميركا.
وأضاف: “لقد ضعفت القوة المحلية لأميركا، فقد أنفقت الولايات المتحدة ما بين 14 و21 مليار دولار على مدى السنوات العشرين الماضية على الحرب، الإنفاق العسكري، الأمن، والتجسس.. وهذا تبادل مباشر من الولايات المتحدة التي استثمرت في نفسها وفي شعبها.. لذلك وبالنظر إلى الميزانية الفيدرالية الأميركية منذ عام 2000 فصاعدًا، نلاحظ بأنه تم تخفيض ميزانية كل ما لا يتعلق بالدفاع، أو بقيت كما هي دون تغيير”.
وتابع: “إنني أوافق بشدة على الرأي القائل بأن جهود الولايات المتحدة لتوسيع إمبراطوريتها قد باءت بالفشل وأن العديد من الناس قد تضرر وأصيب بالصدمة في هذه الأثناء، وأن الكوارث التي تنجم عن مثل هذه الأعمال مثيرة للاشمئزاز للغاية”.
وأكد أن “النمو الاقتصادي للصين يعني أن الصين أصبحت الآن قوة عالمية؛ الصين هي ثاني أسرع الاقتصادات نمواً والتي ستتجاوز في نهاية المطاف الولايات المتحدة.. إن أحد مخاوف الغرب والولايات المتحدة بشأن الصين هو أن الغرب على مدى قرون قد استولى على مبالغ ضخمة من أموال البلدان النامية الفقيرة، مما جلب لها ثروة هائلة.. والآن، مع تطور الاقتصاد الصيني وظهور الشركات الصينية، ازداد التنافس على استخراج الثروة من هذه البلدان النامية والفقيرة؛ يخشى الغرب أن يتضاءل هذا الاستخراج للثروة.. وأعتقد بأن هذه القضية هي السبب في نشوء الخوف من الصين”.
وقال: “الإمبراطورية الأميركية ليست إمبراطورية قائمة على المبادئ الأخلاقية والعطاء والإحسان، حيث أن أكثر من 70 في المائة من الدول غير الديمقراطية، الديكتاتوريات، الأنظمة العسكرية، والأنظمة الاستبدادية تتلقى تدريبًا عسكريًا أو أسلحة أميركية.. وبذلك بإمكانك أن تكون منتهكًا لحقوق الإنسان أو دكتاتورياً، بإمكانك اضطهاد شعبك، وستبيعك الولايات المتحدة السلاح، طالما أنك تتفق مع السياسات الأميركية، وتملي عليك الولايات المتحدة، وتتبع قوانين التجارة الخاصة بها، فلن يتم فرض أي عقوبات عليك، بينما في حال لم تفعل ذلك، فستتم معاقبتك.. وكما قال جورج دبليو بوش في خطابه الشهير بعد أيام قليلة من أحداث الحادي عشر من سبتمبر، “إما أن تكون معنا أو ضدنا”، وهذه هي السياسة الأميركية.
وشدد على أن “العقوبات الأميركية وسياساتها لا تفعل شيئًا سوى قيادة الناس إلى التطرف.. أي أنهم يبعدون الناس عن المكان الذي يتطلعون إليه.. لذلك رأينا مرارًا وتكرارًا أنه كلما تم إلقاء المزيد من القنابل على رؤوس الناس، وتجويعهم، كلما زاد ابتعاد هؤلاء الناس عنهم وعن وجهة نظرهم”. 

المصدر: فارس

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال