إن إزاحة الستار عن الإنجازات الجديدة في صناعة الصواريخ في ايران ليس بالأمر الجديد، ولكن يعلن خبراء الصناعة الدفاعية في ايران بين الحين والآخر عن التوصل الى تكنولوجيا جديدة في هذا المجال ، مما يدل على أن هناك خطة مستمرة وتكنولوجية لتعزيز هذه الصناعة.
وانطلاقا من هذا واستمرارا لعملية الاكتفاء الذاتي العسكري وتحسين قوة الردع الإيرانية، أعلن قائد القوات الجوفضاء في الحرس الثوري العميد حاجي زاده، على هامش احياء الذكرى الحادية عشرة لاستشهاد الشهيد طهراني مقدم، عن تطوير صاروخ باليستي فرط صوتي على يد المختصين في هذه القوات، وقال أن “هذا الصاروخ الجديد سيمر عبر جميع أنظمة الدرع الصاروخي ولا أعتقد أنه سيتم ايجاد تكنولوجيا لتكون قادرة للتعامل معه في السنوات العشر المقبلة”. ووفقاً لهذا المسؤول الكبير في القوات المسلحة، سيتم الكشف عن الصاروخ المذكور وعرضه رسميا قريبا.
ما هو الصاروخ الفرط صوتي وما هو استخدامه؟
تعد الصواريخ الفرط صوتية من أحدث الأسلحة والمعدات التي تنتجها وتستخدمها دول مثل أمريكا وروسيا والصين. وتتراوح سرعة هذا النوع من الصواريخ عند التحرك بين 5 و 25 ضعف سرعة الصوت، أي ما بين 1.6 و 8 كم / ث.
من الخصائص الرئيسية لهذا النوع من الصواريخ هي السرعة فوق الصوتية (من 5 إلى 25 ضعف سرعة الصوت) ، ومنع موجات الراديو، والقدرة العالية على المناورة وتغيير الاتجاه، والتخفي من الرادار وعدم القدرة على التنبؤ بالمسار.
تعد محركات الصواريخ الفرط صوتية من بين محركات سكرامجت التي يمكنها دفعها إلى سرعات أعلى لضرب الأهداف.
تستخدم هذه الصواريخ لتدمير الأهداف البعيدة أو الأهداف التي يجب تدميرها بسرعة. المقاتلات الاستراتيجية مثل B-52 وأنظمة الدفاع الصاروخي عن بعد هي من بين هذه الأهداف.
أهمية توصل إيران إلى تقنية الصواريخ الفرط صوتية
يجب اعتبار نظام الصواريخ الفرطك صوتية بمثابة القاتل للأنظمة المضادة للصواريخ ، لأن مسارها لا يمكن التنبؤ به ويتغير باستمرار لدرجة أنه حتى الرادارات وأنظمة الدفاع الصاروخي لا يمكنها اكتشافه. لهذا السبب، فإن امتلاك إيران تقنية الصواريخ الفرط صوتية سيزيد بشكل كبير من الردع والدفاع ، وإذا لزم الأمر ، القوة الهجومية الإيرانية.
بالنظر إلى أن قلة قليلة من الدول لديها صواريخ فرط صوتية. يحمل خبر صناعة هذا الصاروخ الجديد رسائل مهمة وحساسة لأعداء إيران ويعني أن محاولات النظام السعودي والكيان الصهيوني وإنفاقهما على إنشاء مظلة دفاعية ضد صواريخ إيران باءت بالفشل.
أقل من 7 دقائق حتى تل أبيب
بعد صناعة صواريخ فرط صوتية متقدمة، وصلت المسافة بين طهران ومفاعل ديمونة النووية باعتباره القلب النووي للكيان الصهيوني إلى أقل من سبع دقائق مقارنة بصاروخ سجيل. بات هذا المفاعل النووية، على الرغم من كل الجهود التي بذلها الصهاينة لإبقائه سرياً، في متناول الصواريخ الإيرانية، وفي حالة التوتر أو أي خطأ في الحسابات من قبل الاحتلال الاسرائيلي، يمكن للجمهورية الإسلامية ضرب القلب النووي للكيان الصهيوني الغاصب.
ولفهم أهمية هذا الموقع النووي، كاف أن نعرف أنه في كل هذه السنوات، لم يُسمح لأي طائرة بعبور سماء هذا الموقع النووي، ومحيطه محمي بشكل كبير ومغلق، لدرجة أن الكيان قام خلال حرب الأيام الستة مع العرب عام 1967، بضرب احدى مقاتلاته كانت تحلّق فوق ديمونة.
بالنظر إلى هذا المستوى من الحساسية الأمنية لمنطقة ديمونة، فقد توصلت إيران إلى تقنية صنع صواريخ متطورة فرط صوتية، ذات سرعة عالية، قادرة على المناورة داخل وخارج الغلاف الجوي، وتمر عبر جميع أنظمة الدرع الصاروخي، إذن لا بد من القول إن نظام القبة الحديدية الدفاعية للكيان الصهيوني لن يكون قادرا على التعامل مع مثل هذه الصواريخ بأي شكل من الأشكال، لدرجة أن بعض الخبراء قارنوا فعالية نظام القبة الحديدية في مواجهة الصواريخ الإيرانية الفرط صوتية بـ ألعاب الأطفال.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال