دور المسلمين والعرب في مصير الانتخابات الرئاسية الأمريكية
بقي للمرحلة النهائية من الانتخابات الأمريكية ما يقرب 7 أشهر وبحسب التوقعات فإن المرشحين النهائيين هم دونالد ترامب المرشح النهائي للجمهوريين، وجو بايدن المرشح النهائي للديمقراطيين، والمنافسة بين الرئيسين الحالي والسابق هي تكرار للانتخابات التي جرت قبل أربع سنوات والتي كانت انتخابات غير مسبوقة منذ خمسينات القرن الماضي.
كيف ستكون الانتخابات المقبلة؟
في الانتخابات العامة الأمريكية، تنقسم ولايات هذا البلد البالغ عددها 50 ولاية إلى فئتين: الفئة الأولى هي الولايات التي تصوت دائما لحزب واحد، مثل كاليفورنيا للديمقراطيين وتكساس للجمهوريين، والفئة الثانية هي الولايات التي تصوت دائما لكلا الحزبين أي يتم التصويت للمرشحين من أحد الحزبين الرئيسيين في كل دورة، ويصوت فيها إحدى عشرة ولاية، لكن بعضها أبدى سلوكاً موحداً في الفترات القليلة الماضية؛ على سبيل المثال، صوتت ولايات كارولينا الشمالية وأوهايو وفلوريدا لصالح الجمهوريين، وصوتت فيرجينيا ونيو مكسيكو ونيوهامبشاير ونيفادا لصالح الديمقراطيين. [1]
مشاركة العرب والمسلمين في الانتخابات
بشكل عام، فإن دور الأقليات العرقية والعنصرية في الانتخابات الأميركية، باعتبارها أرض المهاجرين والقوميات المختلفة، مهم جداً في مشهد السياسة الداخلية والخارجية لهذا البلد، و لهذا لا يمكن أن نتجاهل دور المسلمين والعرب. وكما أفاد المعهد العربي الأمريكي، فإن حوالي 3.5 مليون أمريكي هم من أصل عربي ويشكلون حوالي 1% من سكان الولايات المتحدة، منهم حوالي 65% مسيحيون، وحوالي 30% مسلمون، وعدد قليل منهم يهود. ديربورن في ولاية ميشيغان هي موطن لأكبر جالية عربية أمريكية في الولايات المتحدة، ويشكلون أكثر من 40 بالمائة من سكان المدينة. وبعدها أصبحت جورجيا وبنسلفانيا وفلوريدا وفيرجينيا أيضًا موطنًا لمجتمعات كبيرة من أصل عربي. [2]
لماذا لا يمكن تجاهل دور المسلمين والعرب؟
رغم أن المسلمين في الولايات المتحدة يشكلون أقلية صغيرة عددياً (3.5 مليون نسمة) بين 318 مليون مواطن أميركي، إلا أن أصواتهم تلعب دوراً حاسماً في مصير الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة. وقد شهدنا محاولات مختلفة من قبل المرشحين الرئاسيين لاستقطابهم والحصول على أصوات هذه الأقلية المؤثرة.[3]
ميشيغان؛ الولاية الحاسمة
ميشيغان هي مركز المسلمين الأمريكيين وعدد المسلمين في هذه الولاية ملفت للانتباه أكثر من الولايات الأخرى. لكن لماذا تلعب ميشيغان دورا حاسما في نتيجة الانتخابات الرئاسية؟
ولاية ميشيغان لديها 16 صوتا انتخابيا. وبحسب الاستطلاعات الحالية، إذا فاز جو بايدن بجميع الولايات التي فازت بها هيلاري كلينتون عام 2016 وويسكونسن وبنسلفانيا، فسيحصل على 263 صوتا، وإذا فاز ترامب بالولايات التي فاز بها عام 2020 مرة أخرى حتى مع استعاد ولايتي جورجيا و أريزونا، سيصل إلى عدد 259 صوتا، وكلاهما أقل من العدد الحاسم وهو 270 صوتا انتخابيا، وولاية ميشيغان هي التي ستوضح مصير هذه الانتخابات. تجدر الإشارة إلى أن ولاية ميشيغان يبلغ عدد سكانها حوالي 200 ألف مسلم (فوق 18 عامًا) يصوت معظمهم للديمقراطيين، لكنهم هذا العام غير راضين عن إدارة بايدن بسبب الحرب الفلسطينية، وإذا لم تتمكن إدارة بايدن من إرضائهم في خلال الأشهر الثمانية المقبلة، إما أن لا يشارك هؤلاء المسلمون في الانتخابات أو يصوتون لمرشح مستقل من طرف ثالث، وفي هذه الحالة سيخسر بايدن أصوات ميشيغان، ونتيجة لذلك الانتخابات النهائية. [4]
كيف يمكن لبايدن أن يفوز بأصوات ميشيغان ؟
ويخطط العديد من الناخبين المسلمين والعرب، الذين دعموا بايدن في الولاية السابقة للتخلي عنه. ولهذه المجتمعات مطالب مختلفة، أهمها: أن تدعم الولايات المتحدة وقف إطلاق النار الفوري في غزة وتسعى إلى إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين، وأن توقف واشنطن المساعدات العسكرية لإسرائيل، وتضغط الولايات المتحدة من أجل تقديم مساعدات كافية للفلسطينيين. وأخيرا، يتعين على الحكومة الأمريكية أن تتخذ المزيد من الإجراءات للتعامل مع انتشار الكراهية ضد العرب والفلسطينيين. في مثل هذا الوضع، ينبغي أن نرى هل أن بايدن يفضل تجاهل أصوات ميشيغان على حساب دعم إسرائيل أو إعادة النظر في سياساته. وبالطبع فإن الأدلة تشير إلى أن بايدن يحاول تغيير نتيجة التصويت في ميشيغان لصالحه مرة أخرى.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال