صرح الجنرال أورين ستير في مقابلة مع صحيفة "هآرتس" الصهيونية: أن الاتصالات التي تجري مناقشتها حالياً بين إيران والولايات المتحدة هي مسألة تكتيكية، وليس أي من الجانبين جاهزاً لأي شيء أكبر في أي اتجاه.
وأضاف: في الظاهر، يبدو أن إيران تتراجع عن اجتيازها مرحلة الهروب النووي، ولا تتجه نحو إنتاج اليورانيوم على مستوى التخصيب العسكري بنسبة 90٪. والولايات المتحدة من جانبها لا تريد استخدام القوة العسكرية، وليست مستعدةً للتفاوض على اتفاقية جديدة.
وذکر أورين ستير أن الوصول إلى التفاهمات يحسن قناة الاتصال بين الطرفين. وحقيقة أن الإيرانيين لم يتخذوا الخطوة النهائية (تخصيب 90٪)، لم يكن بسبب افتقارهم إلى القدرة على القيام بذلك. بل يعدّ الامتناع عن ذلك علامةً قويةً على أنهم يفهمون أن هذا الإجراء يمثل تجاوزًا خطيرًا لعتبة من شأنها أن تأتي بتکلفة مرتفعة، وستكون هذه خطوة للجميع للتأكيد بوضوح على أن إيران تتجه نحو تطوير الأسلحة.
وقال: من ناحية أخرى، يستخدم الإيرانيون هذه القضية كتهديد فعال. لذلك، فليس من قبيل المصادفة أن يتراجع الغرب عن تشديد العقوبات، أو أن الوكالة لا تحيل ما تسمى "الملفات المفتوحة" إلى مجلس الأمن لبحث انتهاكاتها، وهذا توازن رادع متبادل.
وصرح أورين ستير أنه على الجانب الإيراني، هناك شعور عميق بأن الإيرانيين تعرضوا للخداع عندما انسحب الأمريكيون من الاتفاقية النووية عام 2015. الاتفاق السابق لم يحمهم بأي شكل من الأشكال من الانسحاب الأمريكي. وهناك شعور عميق لدى الإيرانيين بأن هذا العمل الأمريكي لم يكن عادلاً ومنصفًا.
وأضاف: وحسبهم، فإن إيران تصرفت وفق شروط الاتفاق وانخدعت. لقد تم الاعتداء على كرامتهم، وبالتالي سوف يتعاملون معها وهم يكافحون مع مشاكل اقتصادية ضخمة ولن يستسلموا.
ما مدى تأثير الکيان الإسرائيلي على موقف الولايات المتحدة تجاه إيران؟ يقول أورين ستير ردًا على هذا السؤال: إنهم على استعداد تام للاستماع إلى نصيحتنا ويتقبلون کلامنا، لكنهم دائمًا ما يستمعون إلى نصيحتنا بشك. كان لتاريخ التوصيات الإسرائيلية لأمريكا نتائج مختلفة ومتناقضة، مثل التوصية بانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، والتي كانت لها نتيجة مختلفة. لقد شعر الأمريكيون عدة مرات أننا لم نقم بتقييم رد فعل إيران بشكل صحيح، وأن وضع الولايات المتحدة لم يتحسن بعد مثل هذه التوصيات.
ويضيف: يمكن رؤية نهج إيران أيضًا في أنشطتها الإقليمية، وتحسين نظامها الصاروخي. في إيران، هناك قدرات علمية وتكنولوجية عالية، إلى جانب تقدم كبير في قدرات الصواريخ التقليدية، مثل صواريخ كروز والطائرات دون طيار. کانت فكرة تزويد روسيا بطائرات دون طيار قبل 20 عامًا غريبةً وغير عادية بالنسبة لنا، ولم تكن قابلةً للتصديق. يتمتع الإيرانيون بقدرات متقدمة جدًا في تصميم وإنتاج الطائرات دون طيار، وهذه القضايا مرتبطة ببعضها البعض.
ويذکر أورين ستير أنه "إلى جانب التهديدات العدوانية ضدنا من خلال الوكلاء والإرهاب والحرب الإلكترونية، تسمح الصواريخ المتطورة للإيرانيين بحماية مشروعهم النووي بشكل أفضل. وفي الأشهر الأخيرة، بذلت إيران جهودًا لإضعاف تحالف أبراهام الإقليمي، کما بذلت السلطات الإيرانية جهودًا للتقرب من الدول العربية السنية وتقليل العداء معها".
ويقول ستير أيضًا: "أرى تهديداً لإسرائيل في إيران. إنهم ليسوا حكومةً مجنونةً ولا بلداً عقلانياً بالكامل. في معظم الأحيان، تتم عملية اتخاذ القرار بطريقة منتظمة للغاية، بعد العديد من المراجعات والتحليلات المتعلقة بالربح والخسارة. والشيء الإيجابي في هذا البلد هو أن جمهورية إيران الإسلامية ليست مثل كوريا الشمالية. إن المرشد الأعلى لهذا البلد يتشاور مع الآخرين، ويدرك تماماً مشاعر شعبه وردود فعل المجتمع الدولي".
ويضيف أورين ستير: "لسنا في وضع جيد اليوم. كان أساس قرار أمريكا بالانسحاب من خطة العمل الشاملة المشتركة، الرغبة في ممارسة ضغط مكثف على جمهورية إيران الإسلامية. عندما قرر ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي، لم يكن لبقية العالم نفس وجهة نظرنا ورأي ترامب. وهکذا فقدنا عنصرًا رئيسيًا وحيويًا - التحالف الدولي ضد إيران - وهو إنجاز اعتبر مهمًا في عام 2015".
المصدر: الوقت
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال