رسائل حزب الله لإسرائيل من خلال استهدافه منزل نتنياهو
أعلن نظام الاحتلال الإسرائيلي يوم السبت الماضي أن طائرة مسيّرة تابعة لحزب الله اللبناني استهدفت منزل بنيامين نتنياهو رئيس وزراء هذا الكيان، دون أن تسفر عن أي إصابات. لكن ما الرسائل التي كان حزب الله يسعى لإيصالها من خلال هذا الهجوم؟
لقد أصبحت سماء إسرائيل غير آمنة، فلم تعد "القبة الحديدية" قادرة على منع الطائرات المسيّرة اللبنانية من اختراق الأجواء الفلسطينية. يوم السبت وللمرة الثالثة في الأسبوع الماضي تمكنت الطائرات المسيّرة اللبنانية من تجاوز كافة نظم الدفاع الجوي لنظام الاحتلال الإسرائيلي، ووصلت إحدى هذه الطائرات إلى منزل نتنياهو وتفجرت به. وعلى الرغم من أن نتنياهو وعائلته لم يكونوا هناك فإن التقارير أفادت بأن الأشخاص المتواجدين في المكان تعرضوا للإصابة.
كان دخول الطائرة المسيّرة اللبنانية سهلاً لدرجة أنها أصبحت موضوعًا للسخرية في الدول العربية. حيث أظهرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي أن الطائرة المسيّرة اللبنانية كانت تعبر بجوار مروحية هليكوبتر من طراز "أباتشي"، وعلى الرغم من كل جهود هذه المروحية لإسقاط الطائرة إلا أنها فشلت بإسقاطها.
منطقة الاصطدام هي منطقة يعيش فيها رجال الأعمال والساسة الإسرائيليين، حيث تتركز فيها النقاط الاستراتيجية و مواقع الموارد الإقتصادية، بما في ذلك القواعد العسكرية ومصافي النفط. ومن العجيب أنه لم يُسمع أي إنذار خطر في هذه المنطقة في حين ارتفع صوت الإنذارات في المناطق المجاورة. [1]
وفقًا للاعترافات في الوسائل الإعلامية العبرية فقد قطعت الطائرة المسيّرة لحزب الله مسافة تقارب 70 كيلومترًا من لبنان إلى قيسارية، واصطدمت مباشرةً بأحد المباني في تلك المنطقة كما أصابت شظاياها المبنى المجاور.
في البداية أمرت الجهات العسكرية لنظام الاحتلال بعدم نشر خبر استهداف منزل بنيامين نتنياهو، رغم أن الجميع قد علموا بذلك. وفي النهاية أكد مكتب نتنياهو الهجوم على منزله وأفاد أن رئيس الوزراء وزوجته لم يكونا متواجدين في منزلهما في مدينة قيسارية أثناء الهجوم. [2]
حدث هذا الهجوم بعد أيام قليلة من الهجوم الناجح للطائرات المسيّرة لحزب الله على قاعدة كتيبة "غولاني" الخاصة بالجيش الصهيوني في حيفا، والذي تم وصفه بأنه الأكثر فتكًا من قبل حزب الله منذ اندلاع حرب غزة. والجدير بالذكر أن موقع وتوقيت الهجومين كانا قريبين جدًا؛ فعلى الرغم من تلقيهم ضربة شديدة من الطائرات المسيّرة لحزب الله في قاعدة غولاني، إلا أن الصهاينة لم يتمكنوا قبل أيام من منع وقوع ضربة أخرى في مكان قريب من حيفا.
من خلال مثل هذه الهجمات يؤكد حزب الله أنه بعد استشهاد السيد حسن نصر الله لم يشهد أي ضعف أو تراجع، بل على العكس أصبحت هذه الحركة أكثر شجاعة ودقة وهجومية. وهذا يعني أن هيكل هذه الحركة، أولاً ليس متوقفًا على فرد واحد. وثانيًا، قوي وثابت. لقد أظهرت مقاومة لبنان أنها تحقق تقدمًا مستمرًا وأن هجماتها تتطور شيئًا فشيئًا لتصبح أكثر تعقيدًا وقوة.
بعد استشهاد قادة حزب الله تولى القيادة أشخاص غير معروفين مما يجعل سلوكهم غير قابل للتوقع بالنسبة للصهاينة. على سبيل المثال غير حزب الله أسلوبه من خلال إطلاق عدة طائرات مسيّرة في وقت واحد. هذه المسألة تعقد الأمور على نظام رصد وكشف العدو.
وصول الطائرة المسيّرة لحزب الله إلى منزل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي أثار جدلًا واسعًا في هذا النظام وأقلق العديد من الصهاينة، مما غير معادلة المواجهة مع مقاومة لبنان.
يظهر هذا الهجوم أن لدى حزب الله معلومات عن المواقع الحيوية والاستراتيجية لنظام الاحتلال، وأن طائراته المسيّرة لديها القدرة على تجاوز نظم الدفاع الجوي الإسرائيلي والوصول إلى أهدافها بدقة.
كما أثار هذا الهجوم سؤالاً حول ما إذا كانت المقاومة قد بدأت فعلاً مرحلة جديدة من المعركة، كما تحدث عن ذلك نائب الأمين العام لحزب الله، مُبرزًا أنها أصبحت أكثر خطراً من المراحل السابقة.
إن هذه العملية تثبت للصهاينة أن كافة المسؤولين السياسيين والقادة العسكريين في النظام الإسرائيلي، وعلى رأسهم رئيس وزراء النظام الصهيوني، والمناطق الأكثر حساسية في الأراضي المحتلة، هم في مرمى نيران طائرات حزب الله بدون طيار وصواريخه، وإذا لم يتوقف الصهاينة عن وحشيتهم، ولم يتوقفوا عن جرائمهم فعليهم انتظار المزيد من المفاجآت والأحداث الأكثر سوأً.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال