رسالة ممثل المرشد الأعلى للثورة الإسلامية بزيارته إلى سورية ولبنان
خلال الأيام الأخيرة وبعد زيارة ممثل المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران السيد لاريجاني إلى سورية ولبنان(1) وجّهت إيران رسالة مهمة من قبل القيادة العليا الإيرانية إلى قادة محور المقاومة. وتشير هذه الزيارة في هذا التوقيت إلى هدف مهم؛ حيث تم تحديد توقيتها مباشرة بعد فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
في الأسابيع الأخيرة تعرضت سورية ولبنان لوابل من الغارات الجوية التي شنتها طائرات جيش النظام الصهيوني وقد شكلت زيارة ممثل القيادة العليا الإيرانية إلى هذين البلدين بمثابة دعم معنوي لقوات محور المقاومة. وسنوضح المزيد حول أبعاد زيارة ممثل قائد الثورة في إيران إلى سورية ولبنان فيما يلي:
إعادة تأكيد دعم إيران لمحور المقاومة(2):
خلال الأيام الأخيرة ومع تصاعد الغارات الجوية للكيان على سورية ولبنان ظهرت تصورات تشير إلى أن إيران قد تقوم بتغييرات في برامجها الدفاعية استنادًا إلى اعتبارات فوز ترامب مما قد يؤدي إلى تباطؤ دعمها لمحور المقاومة. تعتبر هذه الزيارة إلى سورية ولبنان بمثابة إنهاء لهذه الصورة الذهنية، حيث أظهرت وقوف المقاومة بحضور ممثل المرشد الأعلى في إيران بقوة وقدرة قتالية أكبر في مواجهة اعتداءات النظام الإسرائيلي. يستعد محور المقاومة في لبنان لاستقبال ممثل قائد الثورة في إيران حيث سيتلقى وعودًا بمزيد من الدعم والتأييد، كما سيتم إعادة النظر في موضوع وقف إطلاق النار بين الكيان الإسرائيلي ولبنان بمشاركة ممثل القيادة في إيران، وسيتم دعم حاجات ومتطلبات الجانب اللبناني.
فشل مؤامرة الدول العربية:
ورد في أخبار منطقة غرب آسيا أن دول الإمارات والأردن كانت تتفاوض مع الحكومة السورية على أساس أنه إذا تخلت سورية عن تحالفها مع إيران، فإن الدول العربية ستقوم باستثمار مالي كبير في هذا البلد لإعادة بناء ما دمرته الحرب في السورية وإعادة إعمار بنيتها التحتية. هذه الحيلة التي تم اختبارها مرارًا وتكرارًا من قبل الدول العربية للتدخل في الدول الأعضاء في محور المقاومة قد أُعلِنَ عنها مرة أخرى بأن الحكومة السورية يقيادة الرئيس بشار الأسد إذا تخلت عن إيران سيتم تنفيذ مخططات إعادة الإعمار من قبل أشقائها العرب. وقد كانت زيارة ممثل القيادة العليا في إيران إلى سورية بمثابة رفض لهذه المخططات الخطيرة من قبل المحور العربي.
احتمالية التغيير في التنسيق العسكري لمحور المقاومة
واحدة من القضايا التي أثبتت في الأشهر الأخيرة هي عدم هجوم محور المقاومة من الأراضي السورية على النظام الصهيوني. ويتعلق هذا بالحالة الهشة للوضع في سورية(3) وفي الأسابيع الأخيرة تعرضت الأراضي السورية لعدة انتهاكات من قبل الكيان، حيث تم خرق سيادة هذا البلد من خلال طائرات النظام الإسرائيلي. من المرجح أنه خلال زيارة ممثل القيادة إلى سورية فقد طلب إذنًا بشن هجمات على الجولان المحتل أو على الأراضي المحتلة من الأراضي السورية، وقد تكون الحكومة السورية قد أعلنت عن موافقتها على تنفيذ إجراءات انتقامية نظرًا للغارات الجنونية الأخيرة التي شنتها قوات النظام على الأراضي السورية. ومع احتلال نظام الكيان الاسرائيلي للأراضي السورية في منطقة الجولان يمكن للحكومة السورية أن تزيد من الضغط في هذه المنطقة لتقليل الاعتداءات على عاصمتها.
تظهر الحقيقة السلوكية للنظام الصهيوني أنه ما لم يتعرض لضربة قاسمة في الميدان فإنه سيتقدم خطوة بخطوة نحو الأمام.
ختامًا
يجب أن نقول إن الحكومة السورية نظرًا للحالة التي تعاني منها لا تميل إلى تصعيد التوتر مع النظام الصهيوني وخاصة في الأشهر الأخيرة. ومع ذلك يبدو أن حكومة الرئيس بشار الأسد قد توصلت مؤخرًا إلى استنتاج مفاده أنه إذا لم يتم اتخاذ خطوات فعالة في الساحة القتالية، فإن جيش النظام سيواصل اعتداءاته الوحشية وهذا سيؤدي إلى تجربة واقع أسوأ في هذا البلد. كما يواجه محور المقاومة في لبنان ضغوطًا شديدة، ويشكل فرض وقف إطلاق النار مع تعديل القرار 1701 من الأمم المتحدة تراجعًا كبيرًا لحزب الله في لبنان. إن زيارة ممثل القيادة إلى هذا البلد لتأكيد الدعم للمقاومة تمثل رسالة قيمة لحزب الله. بشكل عام فإن وضع لبنان وسورية هشٌ للغاية ومن المحتمل أن يقدم نتانياهو على أي خطوة في هذين البلدين قبل تولي ترامب الحكم في الولايات المتحدة. وتعتبر زيارة ممثل قائد الثورة الإسلامية إلى هذين البلدين في إطار التنسيق النهائي للإجراءات المشتركة ضد النظام الصهيوني.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال