رمال كندا تفضح جرائمها بحقّ السكان الأصليين 25

رمال كندا تفضح جرائمها بحقّ السكان الأصليين

احتفت كندا بيومها الوطني ببرود هذا العام، يوم طغت عليه تظاهرات مناهضة للحكومة ولتاريخ البلاد المُظلم، حيث صُدم العديد من الكنديين من اكتشاف مقابر جماعية لأطفال السكان الأصليين في المدارس الداخلية العامة ودعوا إلى إلغاء اليوم الوطني.

وبحسب موقع نورنيوز التحليلي، آخر هذه الكوارث البشرية، تمثّلت بالعثور على رفات 182 طفلاً في مدرسة داخلية كاثوليكية، وقد سبق العثور على مقابر جماعية للأطفال بها مئات وآلاف الجثث في مدارس مماثلة.


حيث تحوّل العيد الوطني لكندا هذا العام الى يوم أسود يعتري المواطنين فيه شعور بالندم والعار من تاريخ بلادهم الاسود، فقد تعرّضت بهذا اليوم 10 كنائس للهجوم في ولاية ألبرتا، وفقا لمصادر إخبارية.


حقيقة ماجرى


وبينما تحتدم الأوضاع وتتشابك الحقائق مع التزييف في ظلّ فضيحة الإبادة الجماعية في كندا، هناك بعض النقاط البارزة لتوضيح ما يجري:


أولاً: تُظهر الدعوة إلى إلغاء اليوم الوطني لكندا وتحويله إلى احتجاج ضد الإبادة الجماعية للسكان الأصليين، أن الرأي العام الكندي لا يقبل ادعاءات رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الخاطئة والمواربة، ويخلص إلى أنه يرتدي قناع حقوق الإنسان ليخفي وجه بلاده المشوّه، ويسعى إلى التستر على جرائم حقوق الإنسان بتحويل الانظار نحو مجريات دول أخرى.


ثانياً: الحكومة الكندية ووسائل الإعلام الغربية تصف الهجمات على الكنائس بأنها “حملات تستهدف الدين”، وتقوم بالتصيّد في المياه العكرة، وتحريف الوقائع وتجاهل الغضب الشعبي من جرائم تاريخية ارتكبت بحق السكان الاصليين، والحقيقة أن الحملات الغاضبة تأتي احتجاجا على المراكز الدينية التي أقامتها الحكومة الكندية منذ نشأتها لإبادة السكان الأصليين، وليس هجوماً على الدين.


إبادة جماعية


إن إلقاء نظرة فاحصة على ما حدث للكنديين من السكان الأصليين على مدار المائة عام الماضية يظهر أن الحكومة الكندية قد ارتكبت إبادة جماعية بحقهم من خلال إساءة استخدام ما يسمى بالمراكز الدينية، لذا فإن هذه الهجمات تنبع من الغضب العام والاشمئزاز من إساءة استخدام الحكومة للمراكز الدينية لأعمال غير إنسانية، ومع ذلك، يعتزم أشخاص مثل ترودو استخدام هذه الهجمات للضغط على البابا للاعتذار و”تنصيل” الحكومة من جرائمها التاريخية.


ثالثا: تعود جذور جرائم الحكومة في كندا إلى الأفكار والسياسات المُمنهجة التي كانت تتبعها بريطانيا في قديم الزمان، بقيادة ملكة إنجلترا.


حيث كانت ترسل بريطانيا أيضا الأطفال من أبناء اللاجئين في أي مكان تستعمره الى مصير مجهول، من خلال فصلهم عن أسرهم، وتشير الإحصائيات إلى وجود الآلاف من الأطفال اللاجئين المفقودين في أوروبا.


وفقًا لذلك، يجب تحميل بريطانيا أيضاً مسؤولية السياسات والممارسات غير الإنسانية لكندا التي أدت إلى كارثة إنسانية وإبادة جماعية.


دول الغرب تتنصّل من جرائمها


بالطبع، ينتهج بايدن أيضًا سياسة استعمارية وعنصرية وقذرة لفصل الأطفال طالبي اللجوء عن أهاليهم، وهناك تقارير عن مواقف حرجة للأطفال طالبي اللجوء في مراكز لجوء غير صحية تديرها الولايات المتحدة.


رابعا والأهم، هو سلوك الإعلام الغربي المُخزي في هذا الصدد، حيث يحاول بصلافة وخباثة تهميش هذه القضايا والتستر على إبادة الأطفال من قبل النظام الرأسمالي، وهو ما يستدعي التأمل ويثير العجب.


على سبيل المثال، زعمت بعض وسائل الإعلام الغربية، مثل الـ “بي بي سي”، أن الطلاب المقتولين في المدارس الكندية قديماً ماتوا جراء الحصبة والسل والأنفلونزا وأمراض معدية أخرى، بهدف التقليل من وطأة فضيحة الإبادة الجماعية لأطفال السكان الأصليين!


الاعلام الغربي يشارك في الجريمة


وتذهب الـ بي بي سي، لأبعد من ذلك في مواربتها، وتقول: “منذ تشكيل كندا، قامت الحكومة الكندية، في مشروع لتعريف السكان الأصليين بالثقافة الحديثة، بفصل أطفال السكان الأصليين عن أسرهم وقبائلهم ووضعتهم في مأوى آمن، مثل المدارس الداخلية، وأرسلوهم للعيش مع عائلات البيض.


في الوقت نفسه، تحاول وسائل الإعلام هذه وصف انتفاضة الكنديين الأصليين على أنها فوضى وتعطيل لثقافة التعايش السلمي، بل وحتى تبرير قمعهم للمحتجين على تلك الجرائم!


في ضوء ما سبق، يمكن ملاحظة أنه تم تشكيل تحالف شامل بين رجال الدولة والأوساط الإعلامية الغربية لإخفاء جرائم الإبادة الجماعية، والاستخفاف بها، ولإثارة رد فعل شعبي لتبرير القمع الغربي المستقبلي ضد الأقليات الدينية والعرقية.


 المصدر: الوفاق

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال