في يوم الأربعاء،3 نوفمبر، أعلن الحرس الثوري الإيراني في بيان أن قواته البحریة البواسل، قامت بعملیة حازمة أتت في الوقت المناسب لإحباط محاولة القرصنة الأمريكىة لشحنة النفط الإيراني في مياه بحر عمان. وقوبلت محاولة القرصنة الأمريكية في مياه بحر عمان، لشحنة الناقلة المُحمَّلة بالنفط الإيراني مع تخطيط وتنسيق مسبقين لنقلها إلى ناقلة أخرى وثم التوجه بها إلى وجهة غير معروفة، برد مفاجئ جاء فی وقت مناسب من قبل القوة البحرية للحرس الثوري.
وبعد أن أعلن «الحرس الثوري» الإيراني رسميا عن الحادث، سارع الأميركيون إلى إدارة الفضاء الإعلامي والرأي العام العالمي. وكأول رد الفعل للعملية، أنكروها تماما، عندما قال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي مساء الأربعاء خلال مؤتمر صحفى “لقد اطلعت على ادعاءات ايران، إنها كاذبة وغير صحيحة تماما”. كما نقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن تقرير وسائل الإعلام الإيرانية “غير حقيقي” وقالوا إنه لم تبذل أي محاولات أمريكية للاستيلاء على الناقلة. في حين، ذكر بعض المسؤولين الأمريكيين، أنها نفس الناقلة التي استولت عليها الولايات المتحدة العام الماضي. ولکن كتبت وكالة انباء أسوشيتد برس أيضا أن “ايران احتجزت ناقلة نفط ترفع العلم الفيتنامي في بحر عمان”.
ولكن بعد أن بدأت جمهورية إيران الإسلامية في نشر لقطات من المواجهة المباشرة مع الأسطول البحری الأمريكي في المنطقة، غيّر مسؤولو الولايات المتحدة والبنتاغون رواياتهم الكاذبة واحدة تلو الأخرى. أما المتحدث باسم البنتاغون فإنه رفض الادعاء بأن الناقلة هي نفسها التى احتجزتها الولايات المتحدة العام الماضى، وفقا لما كتبته صحيفة نيويورك تايمز. وقال في رسالة بالبريد الالكتروني إن “تلك السفينة التي استولت عليها القوات الايرانية في 24 اكتوبر لم تكن الناقلة نفسها التي نوقشت حولها قبل ثمانية أشهر في المناقشات الايرانية الفنزويلية(حول صفقات النفط)”.
كما كتبت الصحيفة عن ملكية فيتنام للسفينة: “رفض الشخص الذي أجاب على مكالمة هاتفية في السفارة الفيتنامية في واشنطن التعليق علی الموضوع”. وتابعت الصحيفة أن مسؤولا أميركيا قال أيضا إن الولايات المتحدة لم تنشر التقرير حول العملية رسميا بسبب الحساسيات الدبلوماسية الحالية في علاقاتها مع ايران”.
والأمر المؤكد هو أن الولايات المتحدة سعت دائما إلى التأثير على منطقة الخليج الفارسي لسنوات عديدة، وهي بغطرستها تتابع مصالحها فيها. ووقفت جمهورية إيران الإسلامية دائما في وجه الاستكبار الأمريكي، كما حمل الإجراء الأخير لقوات الحرس الثورية رسالة كبيرة لبلدان المنطقة والعالم، أنه إذا كان الرد علی عدوان أمريكا وإجراءاتها التعسفية يتطلب حتى الآن الوقت والمكان المناسبين، فإن الأمر لم يعد كذلك، فترد عليها الجمهورية الإسلامية بشكل حاسم وهائل دون ضياع للوقت.
إن قيام قوات الحرس الثوري بعملیة الإنزال الجوي لتوجيه الناقلة التي سرقها الأمريكان، نحو المياه الإقليمية الإيرانية يقلل إلى حد كبير من مصداقية الأميركيين الضئيلة بين الدول العربية في المنطقة، وهذا ما أقلقهم للغاية. في حين أن الأميركيين، الذين تم غزو سفارتهم ذات يوم في إيران، قد وصلوا الآن إلى النقطة التي يغزو فيها شعبهم البيت الأبيض، وفقدوا منذ فترة طويلة سمعتهم الدولية عمليا.
كما أكد قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال سلامي في خطاب بمناسبة الذكرى السنوية للاستيلاء على عش التجسس: “اليوم لم نعد نرى أمريكا في سياق السياسات الإقليمية، إذ أفقدت سياساتُها ثقةَ الجماعات التابعة لها في المنطقة ولم يعد بوسعهم دعم الكيان الصهيوني. إنهم عالقون بين شرين، إذا بقوا، لا يستطيعون، سيلحق بهم الأذى، وإذا ذهبوا، سيُهزمون. إن وضع بلد ما في طريق مسدود هو نتاج استراتيجية القادة الأميركيين.
في الواقع، فإن مواجهة بحرية الحرس الثوري مع البحرية التابعة للجيش الإرهابي الأمريكي أوجزت ضمنا العديد من القضايا، وبالإضافة إلى إثبات الأكاذيب ونقاط الضعف الأمريكية ضد إيران، أظهرت من سيكون له اليد العليا وإرادة الفوز في أي صراع مستقبلي.
المصدر ؛iuvmpress.news
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال