قصف الحرس الثوري الإيراني في الساعة 1:20 من فجر الأربعاء 8 يناير2020، استنادا إلى القانون الدولي والحق في الدفاع المشروع، بعشرات الصواريخ الباليستية قاعدة عين الأسد” الأمريكية ردا على إجراء الولايات المتحدة الإرهابي والإجرامي في اغتيال الشهيد اللواء حاج قاسم سليماني ورفاقه.
وينبغي اعتبار العمليات الصاروخية التي شنّها الحرس الثوري الإيراني ضد قاعدة عين الأسد، التي تعتبر القاعدة الأكثر تجهيزا وأهمية للإرهابيين الأمريكيين في العراق، أصعب وأثقل هجوم في التاريخ علی الأميركيين منذ أن هاجم اليابانيون قاعدة بيرل هاربر في المحيط الهادئ.
وكانت الصواريخ التي اُستخدمت في الهجوم على عين الأسد من طراز قيام وفاتح 313 والنقطة الهامة حول هذه العملية هي أن الصواريخ الآنفة الذكر تتمتع بتقنية التخفي والتهرب من أجهزة الرادار مما يجعل من الصعب جدا تدميرها بواسطة أنظمة دفاع العدو. ويحظی الصاروخ “قيام” بقابلية تركيب عدة رؤوس حربية عليه وله قوة تدميرية هائلة تساوي انفجارعدة صواريخ في لحظة واحدة.
عندما انتشرت أنباء الهجوم الصاروخي الإيراني على قاعدة عين الأسد، استخدم الأمريكيون كل قوتهم الإعلامية خوفًا من العواقب السياسية والموجة الإعلامية الناتجة عن ذلك حتى لا تكون هناك أخبار دقيقة عن الأضرار الناجمة عن الهجوم الإيراني.
وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية في البداية أن الهجوم لم يتسبب في أي إصابات وأن أضرارا طفيفة فقط قد لحقت بالقاعدة.
وأفاد مراسل بي بي سي، الذي توجه إلى قاعدة عين الأسد بعد أسبوع من الهجوم، بأضرار جسيمة لحقت بالقاعدة إثر الهجوم الذي استمر ساعتين ونقل عن قائد القاعدة قوله إنه لم يُقتل أحد.
وفي 11 فبراير 2020، أي بعد أكثر من شهر من الهجوم الصاروخي، أعلن البنتاغون أن 109 من جنوده أصيبوا بارتجاج الدماغ إثر الهجوم الصاروخي الإيراني في الشهر الماضي على القاعدتين الجويتين في العراق، لكن مع مرور الوقت ارتفع تدریجیا عدد الجنود المصابین بارتجاج في الدماغ.
وفي وقت لاحق، بعد مرور أكثر من عام على الهجوم الصاروخي الإيراني على مقر القوات الأمريكية في عين الأسد، نُشرت ذكريات عن الجنود والقادة الذين كانوا في القاعدة حین الهجوم الصاروخي الإيراني.
وقال آلان جونسون، أحد القادة الذين كانوا في قاعدة عين الأسد ليلة الهجوم: “حتى بالكلمات لا يمكن للمرء أن يصف قوة هذه الصواريخ، مر أحدها من جانبي بسرعة فائقة جدا ثم تناثر غبار كثيف واجتاحت رائحة أمونيا كل الفضاء واندلعت ألسنة اللهب من موجة الانفجار والتهمت النيران الخنادق بینما كان يصل ارتفاع ألسنتها ما يقرب من 70 قدمًا ولم يكن للخندق أي حماية ضد موجة النار”.
وقال فرانك ماكنزي “لم أكن أبدا في مثل هذا الوضع حيث أطلقت صواريخ حقيقية على قواتنا ومواقعنا، وهناك أدركتُ مدی الخطر الكبير الذي کان يهددنا. وأضاف: أطلقوا هذه الصواريخ من مسافة كبيرة وقصفوا بها أي مكان تقريبا أرادوا إصابته”.
وقال تيم غارلاند قائد كتيبة عسكرية في عين الأسد ردا على سؤال: هل کانت تملك القاعدة أي أدوات دفاعية ضد الصواريخ البالستية؟ “لا، إنه کان هجوم غیر مسبوق، لم يكن في حسباننا مثل ذلك، لم يكن للقاعدة قدرة على منع الهجوم بالصواريخ الباليستية… لم يبقَ بعد الهجوم سوى هياكل المباني وتركت الانفجارات حفرا بحجم غرفة تحت الأرض ودُمّرت الحواجز الخرسانية فى القاعدة “.
وقالت ستايسي كولمان، وهي عضو في القوات الجوية الأميركية المتمركزة في عين الأسد، “بصراحة، أننا لم نعتقد سنبقی على قيد الحياة، كان أفضل المخابئ معاقل للاحتماء من الضربات الجوية بُنيت إبّان حكم صدام حسين وکان عددها قلیلا”.
وقال جون هاينز أيضا إن “الهجوم کان يشبه مشهدا من فيلم يُدمَّر فيه كل شيء من حولك غیر أنه لم يُقتَل أحد”.
إذا جُمعت كل هذه العوامل معًا، سیتضح التباين في ردود الفعل الأمريكية وفي الآونة الأخيرة، وبعد مرور ما يقرب من عامين علی الحادث، اعترف المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية في إدارة ترامب بأن البيت الأبيض طلب من البنتاغون تأجيل نشر الإحصاءات والتقارير عن الأضرار التي لحقت بالقاعدة والعسكريين الأمريكيين جراء الهجوم الصاروخي الإيراني على مقر القوات الأمریکیة في العراق (عين الأسد).
في الواقع، كانت هذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها حكومة قوية أنها ستهزم الأميركيين وأعلنت مسؤوليتها بعد ضربهم. وفي المقابل، بما أن الأمريكيون لم يتمكنوا من تحمل عواقب أي رد، فلم يقدروا على تحريك أي ساكن كما لم يكن لديهم تقييم صحيح لقدرة إيران الصاروخية. وبغض النظر عن مستوى الخسائر المالية وفي الأرواح، وكانت بالتأكيد فادحة، فإن خطوة الجمهورية الإسلامية هذه تحظى بأهمية استراتيجية بالغة حیث تحدت إيران عمليا قدرة الأميركيين على الرد ورفضت الأسطورة التي تقول إن الجيش الأمريكي لایُهزَم.
المصدر ؛iuvmpress.news
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال