زيادة التصعيد للحفاظ على قوة نتنياهو 13

زيادة التصعيد للحفاظ على قوة نتنياهو

مضى عام تقريباً على تنفيذ عملية "طوفان الأقصى" الناجحة والتي أدت إلى الفشل الأمني والاستخباراتي للنظام الصهيوني في خلال العملية، وبعدها بدأت الحرب الظالمة وغير المجدية على غزة، وكل ذلك أدى إلى زيادة الاحتجاجات ضد نتنياهو، وزيادة الهجرة من الأراضي المحتلة، وظهور مشاكل اقتصادية في هذا الكيان. في مثل هذه الظروف حاول بنيامين نتنياهو سحب نطاق الحرب إلى محاور المقاومة الأخرى محاولًا تقديم صورة زائفة عن تفوقه العسكري للعالم وفي الداخل يسعى لتحقيق إنجاز ما ومع ذلك يقول المحللون إن نتنياهو عالق أكثر من أي وقت مضى في مأزق سياسي.[1]

على مدار السنوات القليلة الماضية يسعى بنيامين نتنياهو من خلال توصيف إسرائيل كـ"محاصَرة دائمًا"، إلى الحفاظ على صراعاته في غرب آسيا من أجل الحفاظ على سلطته. في الواقع إذا تم وقف المواجهات بين إسرائيل ومحور المقاومة فإن نتنياهو سيرحل عن منصبه تقريبًا على الفور. فهو يواجه اتهامات بالفساد والحفاظ على الوضع العسكري المتاهب لإسرائيل سيمكنه من الحفاظ على منصبه السياسي.[2]

كما أن الحروب التي شهدتها المنطقة خلال العام الماضي نتيجة لتجاوزات النظام الصهيوني، قد وضعت الاقتصاد في هذا النظام في أزمة. فقد أظهرت البيانات أن الاقتصاد الصهيوني يتقلص بسرعة حيث واجه النظام أكبر تحدٍ اقتصادي له في السنوات الأخيرة بسبب ما يقارب 12 شهراً من الحرب.[3]

من ناحية أخرى يواجه نتنياهو تحديًا يتمثل في تراجع شعبيته خاصة مع عدم اهتمامه بظروف الأسرى وزيادة نطاق الحرب، الأمر الذي أدى إلى زيادة التوترات والابتعاد عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مما أسفر عن موجة من الاحتجاجات في الأراضي المحتلة. وقد وصف مؤخرًا أسرى صهيونيون في تجمع لهم نتنياهو بأنه عدو النظام الصهيوني حيث قالوا إنه لم يُعرِ اهتمامًا لذوي الأسرى طوال سنوات حكمه. وأكدوا له أنهم لن يستطيعوا محو عار هزيمته في إعادة الأسرى من قطاع غزة.[4]

إن التحديات التي واجهت نتنياهو دفعته إلى تشديد هجماته العشوائية ضد لبنان وضاحية بيروت الجنوبية، والعمل على اغتيال السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحركة حزب الله، في محاولة لإصلاح صورته المهزومة ولتوفير قوة رادعة للنظام الصهيوني خصوصًا بعد أن أدت هجمات حزب الله على المناطق الشمالية من الأراضي المحتلة إلى أضرار جسيمة في اقتصاد وأمن تلك المناطق، مما أدى إلى تشريد سكان المستوطنات الشمالية.

بالطبع لم تحقق الإجراءات الأخيرة للنظام الصهيوني الأهداف التي كان نتنياهو يسعى إليها، بل زادت من صعوبة الوضع لهذا النظام أكثر من أي وقت مضى. في الواقع أدى توسيع الحرب إلى لبنان إلى تكوين أزمة للنظام الصهيوني من عدة جوانب. أولاً لأنه في كل مواجهة له مع لبنان لم يتعرض إلا للهزيمة وهو ما يعتبر مهمًا من عدة زوايا، خاصة الجانب النفسي. ثانيًا أدى زيادة التوترات إلى جعل تحقيق اتفاق لوقف إطلاق النار أكثر صعوبة من ذي قبل وهو ما لا يتضمن الاعتراضات من أسرى صهيونيين فحسب، بل يعزز المشاكل الداخلية للإسرائيليين، خصوصًا في المناطق الشمالية. لكن الأهم من ذلك أن الإجراءات المجنونة للنظام الصهيوني في لبنان قد عززت وحدة محور المقاومة وعزيمته على معاقبة النظام الصهيوني والتي يمكن اعتبار عملية "وعد صادق 2" التي نفذتها طهران نتيجة لها.

خاتمة
مضى عامٌ تقريبًا على إشعال النظام الصهيوني لشرق الأوسط والآن يسعى الصهاينة لفتح جبهة جديدة في لبنان. وقد ذكر نتنياهو أن سبب هذا الإجراء هو تحقيق بعض الأهداف بما في ذلك إطلاق سراح الأسرى وعودة اللاجئين الصهاينة إلى المناطق الشمالية من الأراضي المحتلة. في حين أنه وفقًا للوقائع، فإن إجراءات إسرائيل لا يمكن أن تحقق الأهداف المعلنة وعكس رغبات سكان الأراضي المحتلة و يصبح التوصل إلى اتفاق لإنهاء إطلاق النار كل يوم أكثر صعوبة وهذا الشخص، نتنياهو، هو من تسبب في خلق مثل هذه الظروف ليحافظ على سلطته لنفسه.

مرضیة شریفي


[1] https://www.imna.ir/news/794395
[2] https://www.tabnak.ir/fa/news/1262462
[3] https://www.jahannews.com/news/898879
[4] https://www.javanonline.ir/fa/news/1254447
لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال